أبصر الطفل مجدى حبيب يعقوب الدنيا فى 16 نوفمبر من عام 1935، مشوار طويل من لحظة الميلاد للحظة المجد الذى حققه فى عالم جراحة القلب الذى حجز فيه عرش تفرده الذى جعل ملكة بريطانيا تمنحه لقب «سير»، ومنحه الناس الكثير من الألقاب التى من أهمها «حبيب القلوب»، وإذ ما كان البروفيسور مجدى يعقوب قد احتفل بتقطيع تورتة التسعين شمعة فنحن نحتفل معه بمقالٍ رائع روى فيه كيف تعمل يد الله مع محبيه من البشر ويقول فيه : - «كان عندى مؤتمر مهم جداً فى إنجلترا، انتظرته كتير وكنت مستعداً وجاهزاً له، ليلة سفرى مكنتش عارف أنام من كتر التوتر والفرح، ضغطت على نفسى علشان اصحى بدرى لأنى عندى طيارة، وللأسف صحيت متأخر على الميعاد، اتوترت جداً وجهزت نفسى بسرعة كبيرة علشان ألحق ميعاد الطيارة، ملقتش تاكسى يوصلنى للمطار، أخذت عربيتى وبدأت أطير مش اسوق بمنتهى التوتر والعصبية، رفعت عينى للسما وقولتله يا رب انت عارف تعبى علشان يوم زى ده وانتظارى ليه وأنا عارف انك مش ها تكسر بخاطرى، وللأسف فوجئت بالطريق واقف بسبب حادثة كبيرة فى الطريق، رفعت عينى للسما وقلت ليه كده يا رب، نزلت من العربية ووقفت جنبها، رأيت واحد جايب شكاير أسمنت وبيتفق مع شاب كان واقف يبيع مناديل عشان يطلعها لشقته اللى كان بيوضبها، فضلت أراقب المشهد لحد ما الشاب طلع الشكاير ولقيت الراجل بيدى له 20 جنيه، الولد اتجنن وقال له أنا عاوز 100 جنيه، شدوا مع بعض والراجل قال هى 20 جنيه هتاخدها ولا أمشى، الشاب قال له «انا مش بلوم عليك، انا بلوم على اللى خلقنى ونسانى ورمانى فى الشارع»، استغربت كلامه وقلت حاشا اننا نقول كده، وفكرت إيه اللى وصل الشاب ده لكده ؟ وبما أن الطريق واقف رحت له ومكانش طايق سلام ولا كلام وطلب اسيبه فى حاله وكان بيحاول يدارى دموعه، قعدت جنبه وبعد محاولات بدأ يكلمنى عن حياته، ابوه انفصل عن امه اللى اتجوزت وجوزها لا يريده، ولما عرف اننى دكتور ابتسم وقالى انه فى أولى ثانوى وأنه بيبيع مناديل علشان يصرف على دراسته لأن حلمه أنه يكون دكتور، أخذته فى حضنى وقلت له ربنا بيحبك لأنك معاه تقدر تحقق حلمك، كان بيسمعنى ولا أعتقد أنه اقتنع بكلامى، بعد ساعتين الطريق اتفتح وأخذت عربيتى وطرت على المطار وأنا على رجاء تكون الطيارة اتأخرت لأى سبب، لكن للأسف عرفت أنها طلعت فى ميعادها، ركبت عربيتى وانا بفكر فى اللى حصل، أكيد مش صدفة وكل شىء له ترتيب، يا ترى ربنا كان عاوز يقول لى إيه من اللى حصل ده ؟ خطر على بالى أرجع تانى للشاب اللى اسمه وائل، لقيته ما زال واقف يبيع المناديل، عرضت عليه أنه يشتغل معايا فى العيادة وأنا هتكفل بمصاريفه وأساعده فى الدراسة لحد ما يحقق حلمه، وائل طار من الفرحة وأخذته معايا وبدأنا الرحلة، كان شاطر وبيتعلم بسرعة ومتفوق جداً، واستمر الحال لحد ما حقق أول جزء من أحلامه وجاب مجموع كبير فى الثانوية ودخل كليه الطب، مش قادر أوصف النظرة اللى كانت فى عينه أول ما عرف أنه اتقبل فى كلية الطب، لأول مرة أشوفه واقف بيصلى وسمعته وهو بيقول لربنا «انا متشكر جداً يا رب على حلمى اللى ما ضاعش، متشكر انك حفظتلى حلمى وساعدتنى أحققه، زمان كنت فاكر إنك ظلمتنى ونستنى، لكن الحقيقة أنا اللى ظلمتك يا رب وجيت عليك، انت معملتش معايا غير كل خير انت اللى بعتلى عمو يعقوب فى الوقت اللى كل الناس ظلمتنى واتخلت عنى، أوعدك يا رب إنى أساعد المحتاجين وافرحك زى ما بعتلى واحد من ولادك سندنى وفرحنى»، أنا كنت طاير باللى بسمعه منه، الأرض ما كانتش سايعانى من الفرحة، دلوقتى وبعد مرور 20 سنة أنا مسافر تانى مؤتمر كبير فى انجلترا بس المرة دى مش لوحدى، المرة دى معايا الدكتور وائل الحاصل على دكتوراة فى أمراض القلب واللى من أشطر الدكاترة فى مجاله، أنا اتعلمت فى حياتى حاجات كتير فى مواقف مختلفة، وبشكر ربنا على كل حاجة اختارها لى وأنا مسلِّم له حياتى، وانت كمان سلم لربنا حياتك واتأكد انك مع ربنا ها تكسب حياتك صح طالما محبة ربنا هى الأولى فى حياتك. من «لقاء تليفزيونى»