عرفنا المجالس النيابية منذ أكثر من مائتى عام، بعد أن أسس محمد على «المجلس العالي» الذى كان نواة لأول مجلس نيابى فى تاريخ مصر. منذ سنوات الصبا وأنا عاشق لحضور حفلات المنشدين الذين تزدحم بهم محافظات الجنوب. كنتُ «مثل غيرى» أهوى سماع مواويل الشيخ أحمد برين، المستمدة من التراث والأمثال الشعبية. أحفظ منها العشرات، لكننى لم أنسَ موّاله: «بيت الكرم محترم ولو بدور واحد.. وبيت البخيل لو فدان لا يساع ولا أحد». هذا ينطبق تمامًا على مصر.. وطن الكرم، فبرغم كل الظروف الداخلية والخارجية، استقبلت مصر عشرة ملايين وافد من أشقائنا الذين أجبرتهم الأحداث على ترك أوطانهم. جاءوا إلى وطن الكرم والأمان، فوجدوا معاملة راقية ولا تميّز بينهم وبين أبنائها، ومُنحت لهم الحقوق كافة. وخلال افتتاح المتحف المصري، شاهد العالم كله مصر الكريمة التى تفتح أبوابها للبشرية. زوّار الحفل انبهروا بحضارة وطن حافظ على تراثه سبعة آلاف سنة. المتحف الجديد أكد عظمة شعبٍ ورث كنوز أجداده وحافظ عليها رغم قيمتها وندرتها. مصر.. وطن الحضارة والأمن والكرم، وأبناؤها يعرفون جيدًا كيف يحافظون على أثرٍ أبهر العالم شرقًا وغربًا. وفى كل أزمة، تظهر مصر دولة مؤثرة، كُتب عليها أن تحمل راية الدفاع عن المنطقة عبر العصور. هزمت جيوش ملوك أوروبا بعد أن ظنوا أن الطريق إلى القدس سهل. لكن جيش مصر لقّنهم درسًا قاسيًا، فعرف ريتشارد قلب الأسد أنه أمام جيشٍ لا يُهزم، فرفع راية الاستسلام وعاد إلى بلاده. ويشهد التاريخ أيضًا أن جيش مصر هو من أوقف زحف التتار الذين خططوا لإبادة مدن المنطقة، حفظ الله بلد الكرم. الناس والانتخابات لا حديث يهمّ الشارع هذه الأيام إلا عن الانتخابات التى تُجرى الأسبوع المقبل، جولتها الثانية من المرحلة الأولى. مصر عرفت الانتخابات البرلمانية عام 1924، حين أُجريت أول انتخابات حرة نزيهة شهد الخاسر قبل الفائز بنزاهتها. كنا نجرى الانتخابات والمنطقة من حولنا لم تكن قد تشكّلت دولها. وعرفنا المجالس النيابية منذ أكثر من مائتى عام، بعد أن أسس محمد على «المجلس العالي» الذى كان نواة لأول مجلس نيابى فى تاريخ مصر. منحت صوتى فى كل الانتخابات التى عاصرتها، حتى بعد نقل صوتى الانتخابى للقاهرة، أشارك وأختار من أراه الأقرب إلى فكرى أو الأكثر قدرة على خدمة الناس. ورغم مرور السنوات، مازلت أذكر تفاصيل انتخابات ديسمبر 1990. هذه الانتخابات لا تُنسى لدى 17 قرية من قرى المطاعنة، التى عاشت الدهشة والفرحة خلال ساعة واحدة، وكأنها تتابع مباراة كرة قدم مثيرة. كانت جولة الإعادة بين مرشح المطاعنة ومرشح البندر. مع نهاية اليوم الانتخابي، المؤشرات الأولى تؤكد تقدم مرشح البندر، فعمّت الفرحة أنصاره. وتجمع المئات من أبناء المطاعنة، وبدأ البعض يبحث عن أسباب الخسارة. ومع اقتراب الثانية صباحًا، نام كثيرون بعد أن ظنوا أن الفوز أصبح محسومًا لمرشح البندر. لكن مع بدء فرز صناديق المطاعنة تغيّرت الأرقام. ورغم تقدّم مرشح البندر بفارق مريح، بدأ الفارق يقلّ صندوقًا بعد آخر، حتى جاء صندوق طفنيس المطاعنة - المعروف بالصندوق الذهبى - ليصنع الريمونتادا. تساوت الأصوات بعد أن كان الفوز شبه محسوم، وبقيت أصوات قرى صغيرة لكنها حاسمة. وفى قمة الروح الرياضية، جاء أنصار المرشح الخاسر فى وفد كبير لتقديم التهاني، فالمنافسة لا تعنى نسيان الأصول.. فى الدورة التالية فاز من الجولة الأولى بعد أن استمر فى تقديم خدماته. أحمد رفعت سيطرت عليَّ حالة من الفرحة والسعادة عندما علمتُ بمشروع صديقى الكاتب الصحفى المتميز أحمد رفعت، والإعلامية المجتهدة قصواء الخلالي، بعد إطلاق موقع «إيچبتك». توقعت النجاح قبل أن أرى الموقع، ثقةً منى فى فكر الاثنين، فهما من أفضل المواهب الإعلامية، وتجاربُهما السابقة تؤكد ذلك، وقد منحهما الله محبةً وقبولًا من الجميع. وبعد متابعة لما يُنشر فى الموقع، تولّد لديّ إحساس بأن «إيچبتك» يسير فى مساره الطبيعي، وله شخصية مختلفة لا تشبه المواقع الأخرى، وُلد ليكون مميزًا ومختلفًا. حكايات زمان روت الفنانة الراحلة هدى سلطان قصة ممثلة شابة دخلت مستشفى المجانين بسبب وعود كاذبة من منتج سينمائي، فى حوار لها مع محمد السيد شوشة، رئيس تحرير مجلة «أنغام الشرق»، فى 1 أغسطس 1956. قالت إن شقيقها، المطرب محمد فوزي، كان يحذرها دائمًا من دخول الوسط الفني، لأنه يعرف أخلاقيات بعض الناس. ومن بين القصص التى رواها لها، قصة ممثلة من أسرة شهيرة كانت تعيش حياة سعيدة مع زوجها وتحلم بأن تصبح ممثلة، صديقة لها عرّفتها على ريجيسير، قدّمها لمنتج شهير ووعدها بمستقبل باهر. بعد انتهائها من دورها فى الفيلم، طلبت الطلاق من زوجها، لكنها صُدمت عندما رفض المنتج الزواج منها، وأمر بطردها من مكتبه. خسرت كل شيء: زوجها، ابنتها، والمجد. الصدمة كانت قوية جدًا، وكانت سببًا فى دخولها مستشفى الأمراض العقلية لمدة عام كامل. وأضافت هدى سلطان أنها كانت خائفة قبل دخول الفن، خاصة بعد طلاقها من زوجها الأول، المخرج فؤاد الجزايرلي، الذى رفض عملها فى السينما. أزمة الزمالك لا أستطيع توجيه الاتهام للاعبى الزمالك فى تفريطهم وضياع نقاط سهلة أفقدت الفريق صدارة الدورى وحرمته المنافسة على لقب كان فى المتناول، وكفيلا بإسعاد الجماهير الوفية. الاتهام الحقيقى يوجه لمجلس إدارة النادى الذى تعاقد مع لاعبين ليسوا على مستوى المسئولية، إضافة إلى فشل المجلس فى التعاقد مع مدرب يجيد توظيف اللاعبين. كان الزمالك قادرا على التتويج باللقب، خاصة أنه محظوظ أمام بيراميدز، أفضل فريق فى مصر حاليًا. لكن بطء قرارات مجلس الإدارة حرمه من الاستمرار فى المنافسة. ومع أول تعثر، كان يجب إنهاء التعاقد مع فيريرا، الذى رحل بعد أن فقد الفريق فرصة المنافسة على اللقب. وكان لدى مجلس الإدارة خلال التوقف الدولى فى أكتوبر الماضى فرصة لإنهاء عقد فيريرا والتعاقد مع مدرب مصرى متميز من أبناء النادي، لكن للأسف المجلس منذ انتخابه لا يفعل سوى تبرير الأخطاء، أصبحت أخشى مشاهدة مباريات الفريق؛ بعد أن خسرنا من الأهلى فى الدورى والسوبر. خليفة العندليب فى الساعات الأولى من يوم 20 أكتوبر عام 1995، عثرت إحدى سيارات النجدة بمحافظة الجيزة على شاب ثلاثينى ميتًا وبجواره حقنة مخدرات. وبعد أن دقّق أفراد النجدة فى ملامحه، تعرفوا عليه، الجثة للمطرب عماد عبد الحليم الذى قضت المخدرات على مستقبله، رغم أنه كان يملك كل مقومات النجاح والتألق بين أبناء جيله. منحه العندليب عبد الحليم حافظ اسمه، وتبنّى موهبته، ووفّر له كل الإمكانات. تعرّف عليه العندليب قبل وفاته بخمس سنوات، وأُعجب بصوته، وفتح له أبواب الشهرة. قبل أن يتم العشرين شارك عماد عبدالحليم فى أربعة أفلام سينمائية. صاحبة أشهر براءة صاحبة أشهر براءة فى تاريخ العرب هند بنت عتبة، زوجة الفاكه بن المغيرة الذى اتّهمها بسوء الخلق بعد أن رأى رجلا يخرج مسرعًا من بيته. اجتمع مع أبيها وشقيقها، وقرّروا الذهاب بها إلى عرّاف اليمن. قبل وصولهم، قالت إنها لن تتحدث حتى تظهر كرامتها. وعندما وقفت أمام العرّاف، أعلن براءتها قائلًا: «لقد اتُّهمت ظلمًا، وأشهد ببراءتك»، وستكون أمّ الملك، كثر خطابها وطلبها ابو سفيان للزواج لتنجب معاوية مؤسس حكم بنى أمية .