من الطبيعى.. والمسلم به عربيًا وإفريقيًا ودوليًا أن تكون مصر الدولة والشعب من أكثر الدول والشعوب حرصًا على استقرار السودان الشقيق،..، وأن تكون مصر فى مقدمة الدول والشعوب فى المنطقة والعالم، حرصًا على انتهاء الحرب الداخلية الجارية هناك، والتى دخلت عامها الثالث دون توقف وراح ضحيتها آلاف الضحايا من المواطنين الأبرياء. تلك حقيقة ثابتة وراسخة فى الوجدان الرسمى والشعبى المصرى تجاه الأشقاء فى السودان الشقيق، على مر العصور منذ نشأة المجتمعات والشعوب والدول فى هذه المنطقة من العالم على ضفتى وادى النيل. والمؤكد أن هذه الحقيقة تزداد رسوخًا ووضوحًا فى كل يوم، بحيث أصبحت واقعًا ثابتًا على الأرض ومؤيدًا بثوابت الجغرافيا ومسيرة التاريخ الإنسانى الممتد منذ فجر التاريخ ومولد الحضارة فى رحاب وادى النيل بشطريه الشمالى والجنوبى. وفى هذا الإطار تبذل مصر جهدًا مستمرًا ومتواصلا مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، للتوصل لتسوية شاملة للأزمة السودانية ووقف الحرب الداخلية المشتعلة هناك، فى إطار الحرص الدائم على سلامة ووحدة الأراضى السودانية، والتأكيد على الدعم المصرى القوى والكامل قيادةً وشعبًا للسودان الشقيق، اتساقًا مع الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين. وفى هذا السياق بات واضحًا ومؤكدًا وجود عدة منطلقات أساسية، تحكم الرؤية المصرية الواضحة والمحددة للموقف فى السودان الشقيق، يأتى على رأسها الارتباط بين الأمن القومى المصرى والوضع فى السودان، وهو ما يجعل للاستقرار والأمن فى السودان أهمية بالغة بالنسبة لمصر. وانطلاقًا من ذلك يأتى السعى المصرى الدائم للحفاظ على وحدة وسيادة السودان، والدعم القوى لمؤسسات الدولة الوطنية السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية،..، كما تأتى أيضًا الإدانة الواضحة والشديدة للانتهاكات والفظائع التى جرت فى مدينة الفاشر السودانية.