في خطوة استثنائية تهدف لحماية الأرواح، سمحت السلطات اليابانية للشرطة باستخدام الأسلحة النارية ضد الدببة، بعد تزايد حوادث هجماتها المميتة في مختلف أنحاء البلاد، وتحولها إلى أزمة بيئية وأمنية غير مسبوقة القرار جاء عقب تسجيل رقم قياسي في عدد الضحايا خلال الأشهر الأخيرة، ما أثار قلقًا واسعًا لدى السكان والجهات الرسمية. - الدببة تتحول إلى تهديد يومي واليابان ترد بالسماح بإطلاق النار أعلنت السلطات اليابانية بدء تطبيق إجراء جديد يسمح للشرطة بإطلاق النار على الدببة اعتبارًا من الخميس، وذلك بعد سلسلة من الهجمات المتكررة التي تسببت في مقتل 13 شخصًا منذ شهر أبريل الماضي، وهو أعلى عدد من الوفيات يُسجل في عام واحد بسبب هذه الحيوانات. تزايد غير مسبوق في الهجمات شهدت اليابان في الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عدد الحوادث المرتبطة بالدببة، حيث تتلقى الجهات الأمنية بلاغات شبه يومية عن اقتحام دببة للمنازل أو تجولها قرب المدارس والمحال التجارية، ما أثار حالة من الخوف في المناطق الجبلية والريفية على وجه الخصوص. وأوضح مسؤولون محليون أن القرار الجديد جاء بعد تقارير تفيد بأن المسدسات المستخدمة سابقًا من قبل الشرطة لم تكن فعّالة في التصدي لهذه الحيوانات الضخمة، مما جعل التعامل معها أكثر خطورة في الميدان. تحذيرات دولية من الخطر الأزمة دفعت عددًا من السفارات الأجنبية إلى إصدار تحذيرات رسمية لمواطنيها. فقد أصدرت السفارة الأميركية في طوكيو تحذيرًا بعنوان "مخاطر الحياة البرية" دعت فيه المقيمين والزوار إلى تجنب التجول منفردين في المناطق التي شوهدت فيها الدببة، كما أصدرت السلطات البريطانية تنبيهًا مشابهًا لرعاياها في اليابان. أسباب الأزمة يرى المتخصصون أن هذه الأزمة ناجمة عن زيادة أعداد الدببة بشكل ملحوظ نتيجة وفرة الغذاء في الغابات، إلى جانب تراجع عدد السكان في المناطق الريفية القريبة من الغابات والجبال. هذا الانحسار السكاني أدى إلى اختلاط حدود المناطق البرية والسكنية، مما جعل الحيوانات تقترب أكثر من التجمعات البشرية بحثًا عن الطعام. توازن صعب بين حماية الإنسان والحيوان تحاول الحكومة اليابانية من خلال هذا القرار تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على الأرواح البشرية وحماية الحياة البرية. ففي حين يُعد إطلاق النار إجراءً صارمًا، إلا أنه بات ضروريًا في ظل الخطر المتزايد وارتفاع عدد الإصابات والضحايا. تجسد هذه الأزمة تحديًا جديدًا أمام اليابان في التعامل مع التغيرات البيئية والاجتماعية التي سمحت بانتشار الدببة بالقرب من المناطق المأهولة. وبين جهود حماية المواطنين والحفاظ على التوازن البيئي، تظل القضية مفتوحة على احتمالات متعددة، في انتظار حلول أكثر استدامة تمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.