في مشهد غير مألوف، اضطرت السلطات اليابانية إلى نشر قوات من الجيش لمواجهة خطر متزايد يهدد القرى الجبلية في شمال البلاد، ليس من كارثة طبيعية أو نزاع، بل من دببة ضلت طريقها إلى المناطق السكنية، ناشرة الخوف بين السكان الذين يعيشون أياما من الترقب والحذر. اقرا أيضأ|بعد مطاردته 4 سنوات.. اصطياد الدب قاتل الماشية في اليابان اتخذت الحكومة اليابانية خطوة غير مسبوقة بإرسال وحدات من قوات الدفاع الذاتي إلى محافظة أكيتا شمالي البلاد، بعد تصاعد موجة هجمات الدببة على السكان، وتشهد المنطقة في الأسابيع الأخيرة زيادة في عدد المواجهات الخطيرة مع الدببة البنية والسوداء الآسيوية، مع اقتراب موسم السبات الشتوي الذي يدفعها إلى البحث بشراسة عن الطعام. ووفقا لتقارير محلية، شوهدت الدببة وهي تتجول بالقرب من المدارس ومحطات القطار وحتى داخل محال تجارية ومنتجعات الينابيع الساخنة، ما أثار حالة من القلق العام ودفع السلطات إلى إعلان حالة تأهب واسعة. إحصاءات وزارة البيئة اليابانية تشير إلى إصابة أكثر من مئة شخص ومصرع 12 آخرين منذ أبريل الماضي بسبب هجمات الدببة، وهو رقم غير مسبوق منذ عقود،وتواجه السلطات تحديا إضافيا في ظل تراجع أعداد السكان في القرى الجبلية وارتفاع معدل الشيخوخة، ما يقلل من عدد الصيادين القادرين على التعامل مع هذه الحيوانات المفترسة. وتقدر الحكومة اليابانية عدد الدببة في البلاد بأكثر من 54 ألف دب، وتعمل الآن على تنفيذ خطة عاجلة لتقليل خطرها عبر مراقبة تحركاتها وتشجيع السكان على اتخاذ تدابير وقائية صارمة. وبينما يسعى الجيش الياباني إلى إعادة الأمن إلى المناطق المتضررة، تبقى الحوادث المتكررة تذكيرا مؤلما بتأثير التغيرات البيئية وتراجع النشاط البشري في المناطق الريفية، ما يدفع الحيوانات البرية إلى كسر حدودها الطبيعية، وبين خوف السكان وحذر السلطات، تبقى معركة "الدببة والجبال" عنوانا جديدا في فصل غير متوقع من الحياة اليابانية الهادئة.