نشر الجيش الياباني قواته في المناطق الجبلية بشمال البلاد للمساعدة في محاصرة الدببة بعد طلب عاجل من السلطات المحلية التي تكافح لمواجهة موجة من الهجمات التي تشنها هذه الحيوانات. وبدأت العملية في بلدة كازونو، حيث يُطلب من السكان منذ أسابيع تجنب الغابات الكثيفة التي تحيط بها والبقاء في منازلهم بعد حلول الظلام وحمل أجراس لردع الدببة التي قد تقترب من منازلهم بحثا عن الطعام. ووفقا لوزارة البيئة، وقع أكثر من 100 هجوم للدببة أسفر عن سقوط عدد قياسي من القتلى بلغ 12 شخصا في أنحاء اليابان خلال عام واحد، وكان ثلثا تلك الوفيات في منطقة أكيتا، حيث تقع كازونو، وإيواتي القريبة. وقال شينجي ساساموتو رئيس بلدية كازونو بعد لقاء نحو 15 جنديا من القوات التي قدِمت إلى البلدة في شاحنة عسكرية وعدة سيارات من طراز "جيب" ومجهزين بدروع واقية وخرائط كبيرة "يشعر سكان البلدة بالخطر كل يوم". وأضاف ساساموتو: "لقد أثر ذلك على حياة الناس وأجبرهم على التوقف عن الخروج أو إلغاء فعاليات". وأفادت السلطات في أكيتا، أن مشاهدات الدببة قفزت 6 أضعاف هذا العام إلى أكثر من 8 آلاف، مما دفع رئيس البلدية لطلب المساعدة من قوات الدفاع اليابانية الأسبوع الماضي. ويؤدي ارتفاع أعداد الدببة، إلى جانب التحولات التي يسببها تغير المناخ في مصادر الغذاء الطبيعية وهجرة السكان من المناطق الريفية، إلى زيادة احتكاك البشر بالدببة في اليابان. وفي الوقت نفسه، تتزايد المهام على مجموعة الصيادين كبار السن الذين كانت السلطات تعتمد عليهم في السابق. وعادة ما تبلغ هجمات الدببة ذروتها في شهري أكتوبر الأول ونوفمبر، عندما تتغذى هذه الحيوانات بشكل مكثف قبل البيات الشتوي. حاكم أكيتا وطلب حاكم منطقة أكيتا اليابانبة مساعدة الجيش في حماية السكان من موجة غير مسبوقة من هجمات الدببة. وقال الحاكم، كينتا سوزوكي، إن الوضع على الأرض وصل إلى أقصى حد، وذكر أنه يعتزم طلب المساعدة في إعدام الدببة. وتأتي مناشدة سوزوكي بعد هجوم للدببة، يوم الجمعة، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في ظل عدد قياسي من الهجمات شهدته البلاد هذا العام. وتقول السلطات في أكيتا، وهي منطقة جبلية في شمال اليابان، إن 54 شخصا سقطوا ما بين قتيل ومصاب هذا العام مقارنة مع 11 شخصا في العام الماضي، وإن عدد مرات مشاهدة الدببة زادت بنحو 6 أمثال لتصل إلى أكثر من 8 آلاف مشاهدة. ويؤدي ارتفاع أعداد الدببة وتراجع عدد السكان في المناطق الريفية إلى زيادة الاحتكاك بها. وحدثت مواجهات عديدة في بلدات وقرى يبحث فيها هذا الحيوان عن طعام لدرجة دخول منازل، ومتاجر، في مناسبتين على الأقل. كما أن ارتفاع متوسط أعمار السكان في اليابان يعني أن البلاد لا يوجد بها سوى عدد قليل جدا من الصيادين المؤهلين لتعقب الدببة التي تبدو أقل خوفا من البشر مما كانت عليه في الماضي. ويمكن أن يصل وزن الدببة السوداء المنتشرة في معظم أنحاء اليابان إلى 140 كيلوجراما، أما الدببة البنية الموجودة في جزيرة هوكايدو بشمال البلاد فيمكن أن يصل وزنها إلى 400 كيلوجرام. وقال سوزوكي، إن أكيتا بدأت في رش رذاذ طارد للدببة على الطرق المؤدية للمدارس لضمان سلامة الأطفال، وفقا للغد.