جاء افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا ليبرهن الشعب المصرى من جديد على حبه لوطنه، ويرد كيد الحاقدين والمغرضين إلى نحورهم، ويهزم خفافيش الظلام الذين يحاولون النيل من الوطن بشتى الطرق، وفي مقدمتها الإشاعات المغرضة، وقلب الحقائق، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى للترويج لأكاذيبهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ◄ توافد آلاف المصريين على المتحف الكبير يخرس ألسنة دعاة تحريم زيارة الآثار ◄ احتفالية المتحف حققت دعاية عالمية غير مسبوقة لمصر ومعالمها وثقافتها ما عدا أصحاب الفكر الظلامى والمغرضين والحاقدين شعروا بفخر شديد عقب استضافة مصر لمؤتمر السلام فى مدينة شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، خاصة مع حضور العديد من رؤساء الدول والملوك ورؤساء الوزراء، وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وما زاد من شعور المصريين بالفخر أن مصر كانت منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على غزة تدعو وتتوسط بإخلاص ودأب لوقف إطلاق النار، مع مواصلتها إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالينا الفلسطينيين، حيث قدمت أكثر من ثلثى المساعدات التى قدمتها دول العالم لغزة، بخلاف موقفها البطولى الذى رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. المصريون شعروا بالفخر أيضا بسبب افتتاح المتحف المصرى الكبير للجمهور رسميا، والذى حضره ملوك ورؤساء، ورؤساء وزراء 39 دولة، بخلاف عشرات الوزراء والمسئولين الأجانب الذين مثلوا بلادهم رسميا فى حفل الافتتاح، خاصة مع انبهار الضيوف بحفل الافتتاح الأسطورى، الذى عبرت فقراته عن مكونات الحضارة المصرية المختلفة، سواء قديما أو حديثا، أو حتى ما تم إنجازه خلال السنوات العشر الأخيرة. شعر المصريون بالفخر بعدما شاهدوا بعضا من معالم حضارة أجدادهم، التى برهنت على تفوق المصريين القدماء فى العلوم المختلفة، والدقة والإتقان والإبداع وهو ما ظهر من خلال العديد من مقتنيات المتحف الكبير الذى يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها حوالى 50 ألف قطعة معروضة للعرض والباقى محفوظة في المخازن للدراسة، ويتصدر المعروضات المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون التي تضم أكثر من 5340 قطعة، والتى يتم عرضها فى الجناح الخاص بالفرعون الذهبى، الذى برهنت مقتنياته بالمتحف الكبير- والتي تعرض كاملة لأول مرة- على براعة وإتقان الفنان المصرى القديم الذى تفوق فى تصميم نحت قناع توت عنخ آمون والعربة الحربية والعرش وكرسيه وقلادته، وغيرها من آلاف القطع الأثرية ، كما برع الفنان المصرى فى نحت تماثيل رمسيس الثانى وتحتمس وحتشبسوت وغيرهم من ملوك الفراعنة العظام، وتصميم وتنفيذ مراكب الشمس وغيرها من التحف الأثرية التى تتحدى بروعتها ودقتها الزمن، حيث مازالت تحافظ على نقوشها وألوانها الأصلية رغم مرور آلاف السنين. خفافيش الظلام هاجموا المتحف المصرى، وحذروا من زيارته واعتبروها شركا بالله، وبعضهم أخذ يستنكر إنشاء هذا الصرح العملاق، وأنه كان من الأولى إنشاء مشاريع أخرى بدلا منه، كما أشاعوا أن اليابان حصلت عليه بحق الانتفاع وأنها مسئولة عن إدارته، لكن السفارة اليابانبة نفت ذلك، وأعلنت أن اليابان قدمت قرضا ميسرا لمصر بنحو 800 مليون دولار لبناء المتحف، وأنه بفائدة ضئيلة، وأن هناك عدد سنوات سماح طويلة قبل بدء سداد الأقساط التى ستتوزع أيضا على سنوات طويلة. وكان الرد الأهم والأقوى على دعوات خفافيش الظلام من الشعب المصرى، بعد أن ذهب عشرات الآلاف من المصريين يوميا لزيارة المتحف بداية من اليوم الأول لافتتاحه رسميا للجمهور، لتزدحم ردهات المتحف وأروقته وأجنحته المختلفة بالزائرين، وتكلل ذلك بالملحمة التى قام بها أحفاد الفراعنة يوم الجمعة الماضى، عندما توافدوا بعشرات الألوف لزيارة المتحف الكبير، لتعلن إدارته قبل الساعة الواحدة ظهرا عن اكتمال السعة الاستيعابية للمتحف- وهو ما تكرر أيضا فى نفس الأسبوع-، وإيقاف بيع التذاكر، ليتوجه نحو 30 ألف مصرى لزيارة الأهرامات القريبة من المتحف عوضا عما خططوا له لزيارة المتحف الكبير. أما بالنسبة لتكلفة بناء المتحف فإن عوائد المتحف يمكنها أن تغطى هذه التكلفة خلال سنوات قليلة، إذا استمرت معدلات الإقبال من المصريين والأجانب على زيارته بنفس المعدلات الحالية، خاصة أن هناك خططا لجذب ما بين 3 إلى 5 ملايين سائح لزيارة المتحف سنويا، وما يدعم تحقيق هذا الرقم أن المتحف الكبير يعرض لأول مرة مقتنيات توت عنخ آمون كاملة، فهناك شغف عالمى بمقتنيات الفرعون الشاب، وقد وفر لهم المتحف الكبير فرصة لمشاهدتها كاملة لأول مرة. هذا بخلاف زيادة حجوزات الليالى السياحية فى فنادق القاهرة بشكل غير مسبوق، وارتفاع أسعار الفنادق من 200 إلى 2000 دولار فى الليلة. أما الأهم من ذلك الدعاية العالمية الكبيرة لمصر وآثارها وثقافتها التى حققها حفل افتتاح المتحف الكبير، الذى أعاد تسليط الضوء على معالم الحضارة المصرية القديمة، التي تعد الأكبر على مستوى العالم، بعد أن شاهد حفل الافتتاح نحو مليار شخص حول العالم عبر الشاشات، ومواقع التواصل الاجتماعى، كما شاهد الملايين فى العالم انبهار الملوك والرؤساء بمقتنيات المتحف الكبير خلال الجولة الرسمية التى اصطحبهم خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى والسيدة قرينته عقب حفل الافتتاح، خاصة ما أظهرته ملكة الدنمارك من انبهار وإعجاب بمقتنيات توت عنخ آمون، ومشاهدتها شروق الشمس الساحر فوق أهرامات الجيزة، وقد تصدرت صورها أمام الأهرامات التريند فى مصر والدنمارك.