تشهد الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل حالة استنفار متزايدة، في ظل مؤشرات متصاعدة على احتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إيران، دفعت تل أبيب إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الأمنية والعسكرية استعدادًا لأي تصعيد قادم. ووفق تقارير عبرية، تعمل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على مراجعة خططها الدفاعية والهجومية تحسبًا لجولة قتال قد تكون الأطول والأعنف في تاريخ الصراع بين الجانبين، خاصة بعد ورود معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران تعمل بوتيرة متسارعة على تجديد ترسانتها من الصواريخ الباليستية التي تضررت خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت في يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا. ونقلت القناة "13" العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش يستعد لاحتمال اندلاع صراع جديد، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي في المرة القادمة سيكون أوسع وأكثر حسمًا، مع التركيز على إطالة أمد العمليات العسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية لم تُنجز في الجولة السابقة. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين جاءت بعد تقرير نشرته نيويورك تايمز كشف عن زيادة كبيرة في الإنتاج الصاروخي الإيراني، في حين حذر خبراء من أن المواجهة القادمة بين طهران وتل أبيب مسألة وقت فقط. وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن طهران تعمل على تطوير قدراتها لتصبح قادرة على إطلاق نحو ألفي صاروخ بشكل متزامن لإغراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدًا مباشرًا لتفوقها العسكري في المنطقة. وتؤكد تقارير إسرائيلية وأمريكية أن الضربات الإسرائيلية في يونيو الماضي ضد منشآت نووية وصاروخية إيرانية لم تحقق النتائج المرجوة، الأمر الذي دفع تل أبيب وواشنطن إلى تعزيز التنسيق الاستخباراتي والعسكري تحسبًا لجولة جديدة من التصعيد. وكانت إسرائيل قد أعلنت في 12 يونيو عن عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع تخصيب اليورانيوم ومراكز القيادة الإيرانية، بزعم منع طهران من تطوير قدراتها النووية. وردت إيران حينها بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي و1100 طائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل 32 شخصًا وإصابة نحو 3 آلاف آخرين داخل إسرائيل، وتدمير آلاف المنازل في واحدة من أعنف المواجهات في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وفي حين تنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي وتؤكد أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، تتهمها إسرائيل بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وتطوير منظومات صاروخية متقدمة تهدد أمنها القومي.