فى ليلةٍ لن تُنسى أشرقت أنوار الجيزة على حدثٍ يعيد تعريف معنى الفخر الوطني. فحين فُتحت أبواب المتحف المصري الكبير أمام أنظار العالم، لم يكن ذلك مجرد افتتاح لمبنى أثري، بل ولادة جديدة لحضارةٍ تُعلن حضورها من جديد. قادة العالم، وعدسات الإعلام، وصوت التاريخ نفسه، الجميع اجتمعوا تحت سماء مصر ليشهدوا لحظة تختصر سبعة آلاف عام من الإبداع الإنسانى فى صرحٍ واحدٍ يُخاطب العالم بلغة الفن والعظمة. حضر الافتتاح قادة عالميون، مثل الملك فيليب من بلجيكا، ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى جانب 18 رئيس دولة و8 رؤساء وزراء، مما أضفى طابعًا دوليًا على الحدث. أشيد بالمتحف ك«هدية مصر للعالم»، كما وصفه الرئيس السيسى، وأثار موجة من التغطية الإعلامية العالمية التى ركزت على أهميته الثقافية والسياحية. وأثار الحدث اهتمام الصحف الأمريكية التى بدأت تغطيتها بإعجاب كبير بالمتحف كرمز للنهضة الثقافية المصرية، مع الإشارة إلى دوره فى تعزيز السياحة. على سبيل المثال، نشرت CNN مقالًا بعنوان «Grand Egyptian Museum: More than $1 billion and two decades later, an architectural vision comes to life»، حيث وصفت الافتتاح بأنه «شهادة على طول أمد حضارة مصر القديمة»، مشددة على التصميم المعمارى الذى يعكس أشكال الأهرامات دون تجاوز ارتفاعها احترامًا للتراث. كما أبرزت CNN كيف أن المتحف يحتوى على 50,000 قطعة معروضة، بما فى ذلك قارب الملك خوفو البالغ عمره 4,500 عام. ◄ اقرأ أيضًا | مسلات في المنفى.. حضارتنا تضيء عواصم العالم| صور ◄ ملايين الزوار كما أشارت إلى أهميته الاقتصادية، حيث يُتوقع جذب 5 ملايين زائر سنويًا. كما ربطت التغطية بين الافتتاح والانتعاش السياحي، مع زيادة الإيرادات بنسبة 21% فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، لتصل إلى 12.5 مليار دولار. ومن جانبه، وصف موقع CBS News الافتتاح بأنه «احتفال كبير بعد 30 عامًا وأكثر من مليار دولار»، مع التركيز على التمثال الضخم لرمسيس الثانى (83 طنًا) الذى يزين المدخل الرئيسي، ووصفته بأنه «يرمز إلى عظمة الفراعنة«. أشاد الموقع بالتصميم الحديث الذى يتناقض مع المتحف القديم فى التحرير، الذى كان يُشبه «مستودعًا مزدحمًا»، وأكد أن المتحف الجديد يعزز صورة مصر كحارسة لتراثها، محذرًا من مشكلات سابقة مثل إصلاح قناع توت عنخ آمون فى عام 2014. كما غطّت The New York Times الحدث فى مقال بعنوان «The Grand Egyptian Museum Is Finally Open. (Well, Mostly.)»، مشيرة إلى أنه يشكّل «ثالوثًا ضروريًا» مع المتحفين القديمين فى القاهرة، ووصفته بأنه «جسر بين الماضى والمستقبل»، مع إشارة فلسفية إلى كيف يعيد سرد قصة مصر بطريقة حديثة وغامرة باستخدام الواقع الافتراضي. ◄ المنظور البصري أما The Washington Post فقد أبرزت المنظور البصرى الخلّاب للواجهة المطلة على الأهرامات، ووصفتها بأنها «تدمج العمارة الحديثة مع روح الحضارة القديمة»، مع الإشارة إلى شراكة مع تيك توك لنشر القصة المصرية عالميًا. وركّزت Fox News على «عشرات الآلاف من القطع الأثرية»، معتبرة المتحف «إعادة سرد لقصة مصر بصوت جديد«. هذه التغطيات تعكس إجماعًا أمريكيًا على أن الافتتاح يعزز الاقتصاد المصري، لكنه يثير أسئلة حول عودة الآثار المسروقة، مثل حجر الرشيد فى المتحف البريطاني. وفى أوروبا، ركزت الصحف على الجانب الثقافى والدعوات لإعادة الآثار. نشرت The Guardian مقالًا بعنوان «Egypt's vast $1bn museum to open in Cairo after two-decade build»، ووصفت الافتتاح بأنه «لحظة تاريخية» بعد تأجيلات بسبب أزمة غزة والحرب الإقليمية، وأشادت بالمساحة الشاسعة التى تستوعب 50,000 قطعة، بما فى ذلك تمثال رمسيس الثاني، ووصفت المتحف بأنه «جوهرة تاج السياحة المصرية«. أبرزت الجريدة الاحتفال بالعطلة العامة والألعاب النارية، مع صور للسياح يقفون تحت تمثال رمسيس، مشددة على الروابط بين المتحف والأهرامات عبر ممر مشاة. ◄ مقبرة توت وأشادت BBC فى تقريرها «Egypt's Grand Museum opens, displaying Tutankhamun tomb in full for first time» بعرض مقبرة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة منذ اكتشافها فى عام 1922، قائلة إنها «تُظهر المصريين كندٍ للعالم فى الحفاظ على التراث«. نقلت عن الدكتور زاهى حواس سعادته بأن المتحف «يُنهى الشعور بالإهمال تجاه الآثار»، وأثارت مطالبات بعودة حجر الرشيد وتمثال نفرتيتي. كما غطّت DW الافتتاح ك«تكريم للتاريخ»، مشيرة إلى السرد السينمائي للقطع، ووصفت التصميم بأنه «يُقدّم منظورًا جديدًا حتى للقطع المألوفة«. وصفت France 24 الحفل بأنه «فخم مع عرض أضواء الدرونز»، وأكدت على دور المتحف فى تعزيز الاقتصاد، مع تغطية حية للحفل. فى ألمانيا، أبرزت Deutsche Welle الشراكة الدولية، بينما نشرت The Art Newspaper مقالًا بعنوان «Tutankhamun set to debut at delayed Grand Egyptian Museum opening»، مشيدة بالقاعات الجديدة لتوت عنخ آمون، ونقلت عن مستشارة فنية مصرية أنها «مُقنعة تمامًا الآن». هذه التغطيات الأوروبية جمعت بين الإعجاب بالابتكار والنقد الخفيف للتأخيرات، مع دعوات قوية لإعادة الآثار. ◄ احتفاء عالمي فى الشرق الأوسط، غطّت Al Jazeera الافتتاح بعنوان «Egypt unveils Grand Egyptian Museum dedicated to its ancient civilisation»، واصفةً إياه بأنه «معلم جديد يجمع بين عبقرية المصريين القدماء والحديثين»، مع صور للأهرامات من داخل المتحف، وأشارت إلى حضور قادة خليجيين كدليل على الاهتمام الإقليمي. وصفت The National الإمارات الحدث بأنه «فصل جديد فى تاريخ مصر»، مشددة على التعاون الدولي، خاصة مع اليابان فى التمويل. وفى آسيا، نشرت Reuters تقريرًا بعنوان «Egypt opens colossal new antiquities museum after two-decade wait»، مع صور لعرض الدرونز الذى يصور تابوت توت عنخ آمون، ووصفت المتحف بأنه «يُنهى صورة الإهمال تجاه التراث»، ودعت إلى عودة القطع الموجودة فى الخارج. وأشادت Taipei Times ب«الهدية المصرية للعالم»، بينما غطّت Xinhua صورًا للمعارض فى يونيو 2025. أكدت Arab News على القاعات الجديدة لتوت عنخ آمون، مع حضور الرئيس. وفى الختام، أثار افتتاح المتحف المصري الكبير موجة إيجابية فى الإعلام العالمي، حيث وُصف بأنه «معلم ثقافى عالمي» يعزز السياحة ويُعيد صياغة صورة مصر. ومع تغطية من 180 وسيلة إعلامية دولية، بما فى ذلك 70 قناة تلفزيونية، أصبح الحدث عالميًا، يُعزز مكانة مصر كمهدٍ حضارى.