ترى البروفيسورة الفرنسية جوليميت أندرو-لانيه، عالمة المصريات والمديرة السابقة لقسم الآثار المصرية في متحف اللوفر بباريس، أن المتحف المصري الكبير «نموذج يُحتذى به» فى عرض حضارة الفراعنة، مشيدة بموقعه أمام هرم خوفو وتصميمه المعماري الضخم وجودة قاعات العرض. وفي حوارها مع «آخرساعة»، تحدثت أندرو-لانيه عن تحديات حفظ القطع الأثرية، كالغبار والرطوبة ودرجات الحرارة غير المستقرة والإضاءة والزحام وأى ملامسة مباشرة للقطع، مؤكدة أن المتحف المصري الكبير يقدم التراث المصرى بفاعلية للجمهور الدولي. ◄ عظمة الحضارة المصرية تجذب أعدادًا ضخمة من الزوار ◄ أقترح إقامة معارض بالمتحف تربط القطع بسياقها الأثري ■ جوليميت أندرو-لانيه مع أعضاء بعثة اللوفر في سقارة ◄ كيف ترين تأثير حجم المتحف المصري الكبير وعرضه لأكثر من 50 ألف قطعة أثرية على تقديم صورة كاملة وملهمة عن الحضارة المصرية القديمة؟ المتحف المصري الكبير هو الأقدر على إبراز أهمية حضارة الفراعنة فى مصر. فموقعه المقابل لهرم خوفو فى الجيزة، وتصميمه المعمارى، وضخامته، ومساره الموضوعى، وجودة قاعات العرض والإضاءة، كلها عوامل تجعله نموذجًا يُحتذى به. ومن الطبيعى تمامًا أن يوجد أكبر متحف فى علم المصريات داخل مصر نفسها، وفى قلب السياق الأثرى لهضبة الجيزة، لتقديم صورة متكاملة عن الحضارة المصرية القديمة. ◄ ما الدور الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا والتجارب التفاعلية فى تعزيز فهم الزوار، مع الحفاظ على القيمة العلمية للقطع الأثرية؟ من الواضح أن المتاحف أصبحت تقدم بشكل متزايد واجهات تفاعلية وشاشات رقمية تساعد كثيرًا فى توضيح الأسئلة التى تثيرها هذه الحضارة العظيمة. نلاحظ ذلك فى المتاحف الغربية التى تجدد عروضها باستمرار، مثل متحف الآثار المصرية فى تورينو والمتحف المصرى فى برلين، اللذين يبذلان جهودًا فى هذا الاتجاه، رغم أنهما يقعان فى مبانٍ تاريخية مصنفة تراثيًا، مما يجعل تركيب تقنيات تفاعلية فيها أمرًا معقدًا أحيانًا. ومن التجارب المميزة مشروع «Scan Pyramids» الذى يتيح جولة افتراضية داخل هرم خوفو، وهو ما يمكن تطبيقه أيضًا داخل المتحف المصرى الكبير. ومن المؤكد أن وجود مستشار علمى فى مثل هذه المشروعات أمر ضرورى لضمان دقة المعلومات وصحة العرض. ◄ اقرأ أيضًا | رحلة من الترميم إلى قاعة العرض.. «الملك توت» يستقر على عرشه الأبدي| صور ◄ انطلاقًا من خبرتكِ السابقة فى متحف اللوفر، ما الدروس التى يمكن أن يستفيد منها المتحف المصرى الكبير لتقديم التراث المصرى بفاعلية للجمهور الدولى؟ أرى أن المتحف المصرى الكبير يفى تمامًا بهذه المهمة، فجمال وعظمة الحضارة المصرية يجذبان أعدادًا ضخمة من الزوار الدوليين الذين من الطبيعى أن يزوروا المتحف إلى جانب الأهرام وبالنظر إلى متحف اللوفر، فإنه يضم تسعة أقسام ويعرض أعمالًا شهيرة مثل الموناليزا وفينوس ميلو وغيرها من روائع حضارات متعددة. ومع ذلك، يمكن اقتراح أن يقوم المتحف المصرى الكبير بتنظيم معارض مؤقتة ذات طابع موضوعى، تهدف إلى إعادة القطع إلى سياقها الأثري، من خلال جمع الآثار المكتشفة فى نفس الموقع، وعرض أرشيفات البعثات الأثرية التى كشفت عنها. ◄ برأيكِ، ما أبرز التحديات فى حفظ وعرض القطع الأثرية النادرة؟ وكيف يمكن للمتحف المصرى الكبير أن يصبح نموذجًا عالميًا فى هذا المجال؟ أعداء الحفظ الجيد للقطع الأثرية هى نفسها فى كل مكان: الغبار، والرطوبة غير المنضبطة، ودرجات الحرارة غير المستقرة، والإضاءة غير المناسبة، والزحام، وآثار الأيدى التى تلمس القطع. ويبدو لى أن فتارين العرض فى المتحف المصرى الكبير محكمة الغلق، وهو أمر ممتاز، لكن يجب الحفاظ على مراقبة مستمرة ودقيقة، وهو ما يتطلب توافر كوادر بشرية متخصصة وموارد كافية لضمان استمرار صون هذه الكنوز على المدى الطويل.