أحسب أن هناك ضرورة وطنية وقومية تفرض علينا نحن المصريين وكل العرب على امتداد وجودهم على الساحة الدولية فى المنطقة الممتدة من الخليج العربى وحتى المحيط الأطلسى إلى التنبه بكل الحيطة والحذر والوعى للأخطار الفادحة والملحة الواقعة الآن والمحيطة حالياً بالسودان الشقيق أرضاً وشعباً ودولة. وهذه الأخطار الفادحة والملحة ليست مستحدثة الآن بل هى كانت ولا تزال قائمة ومتربصة بالسودان وشعبه طوال السنوات الماضية على وجه العموم وخلال السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص. وقد تصاعدت وازدادت هذه الأخطار حدة وفداحة فى ظل الحرب الأهلية الدائرة هناك، والتى بدأت فى إبريل عام2023 بين الحكومة الشرعية والميليشيات العسكرية المنشقة برئاسة حمديتو وقوات الدعم السريع التابعة له، وقد وصلت إلى الذروة فى الأيام الأخيرة بسقوط مدينة الفاشر فى يد الميليشيات، وما تبع ذلك من مذابح وقتل وتشريد للآلاف من أهلها. وما يجب أن يتنبه إليه الجميع فى عالمنا العربى هو أن ازدياد الخطر القائم فى السودان حاليا، بعد سقوط الفاشر فى يد حمدان ديجولو والمنشقين التابعين له، من قوات الجنجويد سابقاً الدعم السريع حالياً هو خطوة بالغة الأهمية بالنسبة للمنشقين حيث إنها تمهد بجدية لانشقاق منطقة دارفور بكاملها عن سلطة الدولة السودانية. تلك الخطوة إذا ما حدثت وأقدم عليها المنشقون، وهم جاهزون لذلك فعلاً، ستكون بالغة الخطورة بالنسبة لحاضر ومستقبل الدولة السودانية القائمة حالياً، وذلك نظراً لوجود أطماع إقليمية ودولية كثيرة تحيط بالسودان الشقيق، وهناك قوى عديدة تسعى جاهدة لتمزيق وحدة السودان، وتقسيمه إلى عدة دول أو مناطق منفصلة، وفى المقدمة حالياً هو البدء بإعلان فصل دارفور ثم غيرها وغيرها. لذلك فإننا نشير بوضوح إلى خطورة ما يجرى فى السودان ونشير إلى أن الخطورة تزداد وتتصاعد إذا علمنا أن الخطر لن يكون أو يظل مقصوراً على السودان وحدها بل قد يمتد إلى أماكن أخرى.