لا يمكن أن تموت البشر من أجل الصراع الشخصى على السلطة. ولا يمكن أن تشرد الأسر من أجل نزوات شخصية لحكم دولة أو لتقسيمها. ولا يمكن أن تكون وطنيا وأنت عميل تنفذ تعليمات أعداء الوطن. هذه اللاءات الثلاث تنطبق، للأسف، على قوات الدعم السريع بالسودان بقيادة الضابط حميدتى، التى اتخذت سبيل القتل والتدمير والتشريد والانفصال ضد نظام الحكم فى السودان الشقيق. الملايين من السودانيين قتلوا وشردوا ودمرت منازلهم ولجأوا إلى الدول المجاورة لحماية ما تبقى منهم. الجامعة العربية لا حول لها ولا قوة. منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن ينفذ أجندات خارجية لتقسيم السودان المقسم أصلا! لقد بذلت مصر وحدها كافة الجهود لرأب الصدع فى السودان الشقيق، وحماية أبنائه. واستضافت أكثر من مليون سودانى فى مصر حتى يعودوا إلى بلدهم معززين مكرمين. وهنا أتوقف عند كلمات السفير السودانى نور الدائم عبد القادر، التى قالها وهو يبكى، وأبكانى معه: ما يمر به السودان لا يستحقه السودان، دافعنا عن أرض الحرمين، وكنا الداعم الأول لمصر فى محنتها، ودافعنا عن حرائر ليبيا، والكويت، وبغداد، وبيروت. الجيش السودانى استجاب لنداء خادم الحرمين الشريفين لحماية أرض المملكة. الآن نحن نرى ما يحدث فى السودان. مشهد لا يليق بهذا التاريخ. لا نستحق ما نمر به. السودان، الآن، يحتاج إلى تضامن عربى دولى من أجل إخراج المرتزقة، وإعادة بناء الدولة من جديد وأولها إعادة بناء القوات المسلحة لتستطيع حماية وطنها وشعبها، والسيطرة على كامل أرض السودان. وتحتاج إلى إعادة إعمار مدنها المدمرة. السودان مطمع للكثير من الدول الغربية، ومطمع لإسرائيل والصهيونية العالمية. ما يحدث فى السودان يؤكد نظرية القوة النظامية الواحدة المسيطرة على حدود الدولة. أما نظام القوى المتعددة فى الدولة الواحدة فإنه يحقق مصالح الأعداء فى تقسيم وتفتيت الدول. وهو ما نراه فى لبنان واليمن والعراق وسوريا وليبيا. دعاء : اللهم احفظ السودان وشعبها.