على بُعد خطوات من الأهرامات وفي قلب صحراء مدينة 6 أكتوبر، ينهض مطار سفنكس الدولى كصرحٍ حديث يشهد على طموح مصر في بناء مستقبلٍ يليق بتاريخها العريق، المكان يعجّ بالحركة والنشاط؛ موظفون يتنقلون بين الصالات، فرق الصيانة تراجع آخر اللمسات. هنا، حيث يختلط عبق الفراعنة بنبض العصر الحديث، تستعد مصر لاستقبال ضيوفها فى حدثٍ طال انتظاره هو افتتاح المتحف المصرى الكبير. ◄ معبر استراتيجى بين التاريخ والمُستقبل.. وتحفة هندسية تقدم للزوار تجربة حضارية بمجرد دخولك إلى صالة السفر، لا تخطئ عيناك تلك اللوحات المبهرة ذات الطراز الفرعوني، التى تروى حكايات من ذاكرة الحضارة المصرية القديمة. الرسومات والزخارف على الجدران توحى بأنك تغادر من المطار إلى التاريخ، لا من بلدٍ إلى آخر. إلى جانب الجمال البصري، تم تجهيز الصالات بأحدث أنظمة العرض والمراقبة، وزيادة عدد الشاشات التفاعلية، وتحسين مناطق انتظار الركاب التى تتسع الآن لأعداد أكبر، مع تزويدها بخدمات ضيافة تضاهى كبرى المطارات العالمية. وبينما تستعد مصر لحدثها الأضخم بافتتاح المتحف المصري الكبير، تتكامل ملامح المشهد الحضارى فى غرب القاهرة مع تشغيل مطار سفنكس الدولي، الذى يشكّل البوابة الجوية الجديدة للزائرين من مختلف دول العالم. مشروعان توأمان يجسّدان رؤية الدولة لبناء محور سياحى عالمى يمتد من الأهرامات إلى سفنكس الجديدة، ليصبح الاثنان معًا جناحين لرحلة مصر نحو المستقبل، وشاهدين على مصر الحديثة التى تمزج بين الأصالة والتقدم. ◄ اقرأ أيضًا | المهن التمثيلية تهنئ الشعب المصري بافتتاح المتحف الكبير: «فخر للحضارة» ◄ معبر استراتيجي إنه ليس مجرد مطار جديد، بل معبر استراتيجى بين التاريخ والحداثة، يعيد رسم خريطة السياحة المصرية، ويُجسّد رؤية القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بناء بنية تحتية متكاملة تليق بمكانة مصر وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين. جاء إنشاء مطار سفنكس الدولى ضمن خطة الدولة لتطوير خمسة مطارات رئيسية أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إطار استراتيجية متكاملة لتحديث البنية التحتية لقطاع النقل الجوى ودعم التنمية الشاملة، ويُعد المطار أحد أهم مكونات رؤية مصر 2030، إذ يهدف إلى تخفيف الضغط عن مطار القاهرة الدولي، ودعم السياحة الوافدة، وتقديم تجربة سفر مريحة ومتكاملة تواكب أعلى المعايير العالمية. يقع المطار على الكيلو 45 من طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي، فى نقطة تجمع بين مدينة الشيخ زايد وسفنكس الجديدة، وعلى مقربة من منطقة الأهرامات والمتحف المصرى الكبير. هذا الموقع يجعله البوابة الجوية الأولى للزوار القادمين لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير، والاختيار المفضل للسائحين الذين يزورون الأهرامات والمعابد التاريخية دون الحاجة لعبور قلب العاصمة المزدحم. فمن المطار إلى المتحف، رحلة لا تتجاوز 30 دقيقة، لكنها تختصر آلاف السنين من التاريخ المصرى العظيم. ◄ هوية مصر بمجرد دخول المطار يعيش الزائر تجربة بصرية تروى قصة مصر القديمة في قالب عصري. تصميم المبنى يمزج بين الفخامة الفرعونية والطراز الحديث، باستخدام الأعمدة المزخرفة بالنقوش، والجداريات التي تحكي ملاحم الأجداد، مع واجهات زجاجية رحبة تعكس روح المستقبل والانفتاح. هنا يبدأ السائح رحلته فى أجواء مصرية أصيلة قبل أن تطأ قدماه المتحف الكبير أو أهرامات الجيزة. تم تنفيذ أعمال تطوير المطار وفق أحدث المعايير الدولية، على مساحة 24 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 1200 راكب فى الساعة، ويضم المطار 26 كاونترًا لخدمة الركاب وكاونترين للخدمة الذاتية، و3 سيور للحقائب وقاعة كبار الزوار، و6 كاونترات لشركات الطيران وكاونتر استعلامات مركزي، ومحطة كهرباء ومحطة تبريد، وساحة انتظار تسع 400 سيارة و20 حافلة، ومسجدا يسع 550 مصليًا، إلى جانب مناطق للبنوك والأسواق الحرة والمطاعم والكافيتريات. تم تجهيز المطار بأنظمة أمنية متكاملة تتوافق مع المعايير الدولية بأحدث كاميرات المراقبة وأنظمة الكشف عن الحقائب والمعادن، ووحدات K9 X-RAY لتفتيش الأمتعة، ونظام إنذار آلى ضد الحريق وشبكة مراقبة بالكاميرات تغطى جميع المناطق. ◄ رئيس «المصرية للمطارات»: يعكس روح حضارتنا أكد الطيار وائل النشار رئيس الشركة المصرية للمطارات أن المطار يشهد حاليًا حالة من "الاستنفار الإيجابي" استعدادًا لهذا الحدث العالمى المُنتظر، موضحًا أن جميع مرافقه وصالاته باتت فى كامل الجاهزية لاستقبال ضيوف مصر من الرؤساء والملوك والوفود الرسمية، وأوضح أن عمليات التطوير داخل صالات السفر والوصول انتهت بالكامل، حيث تم تزويدها بلوحات فنية تحمل الطابع الفرعونى المستوحى من تصميم المتحف المصرى الكبير، بما يمنح المسافرين تجربة بصرية تعكس روح الحضارة المصرية، كما تم زيادة عدد شاشات عرض الرحلات وتحسين مناطق الانتظار ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية، إلى جانب اعتماد أنظمة تشغيل حديثة تضمن تجربة سفر مريحة وسلسة. واختتم قائلًا: "إن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا استثنائيًا يعكس وجه مصر الحضارى أمام العالم، ومطار سفنكس الدولى سيكون بوابة الوصول الأولى لضيوف مصر، بما يليق بعظمة تاريخها وكرم شعبها". ◄ الحفني: هدفنا تقديم تجربة سفر استثنائية أكد الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدني أن الوزارة تُسخّر كافة إمكاناتها اللوجستية والفنية والبشرية لإنجاح هذا الحدث التاريخى العالمى الذى يحظى بمُتابعة واسعة، مُشيرًا إلى أن المتحف الكبير هدية مصر للعالم، وأن افتتاحه يُمثل لحظة فارقة فى سجل الحضارة المصرية العريقة. ويعكس إنشاء المطار بالقرب من المعالم الأثرية بمنطقة الأهرامات تجسيدًا لاستراتيجية شملت تحديث البنية التحتية لقطاع النقل الجوى انطلاقًا من دوره الحيوى فى دعم الاقتصاد الوطنى والتنمية المستدامة، بما يعزز مكانة مصر على الصعيدين الإقليمى والدولي. وأشار الوزير إلى أن القطاع يعمل على مدار الساعة لتقديم تجربة سفر استثنائية لضيوف مصر بما يليق بعظمة الحدث وتاريخ الدولة المصرية العريق، مع رفع درجة الجاهزية القصوى والتنسيق الكامل مع جميع أجهزة الدولة لضمان انسيابية التشغيل ومرونة حركة الطائرات والركاب بالمطارات المصرية.