غادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اجتماعه مع الزعيم الصينى شى جين بين شديد التفاؤل لدرجة انه وصف اللقاء بأنه «نجاح كبير»، وقيّمه ب «12 من 10» فى المقابل كانت بكين أقل حماسة ما يعنى انه فيما يسعى ترامب لإتفاق «قريب»، تبدو الصين مصممة على مواصلة الحوار، لأنها، كما يبدو، تراهن على استراتيجية طويلة الأمد. وقد أسفر اللقاء عن خفّض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية «بنسبة10٪ وتعليق الصين القيود التى فرضتها على صادرات «المعادن الأرضية النادرة» وهى المعادن التى لا يمكن الاستغناء عنها فى تصنيع الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، بل والمعدات العسكرية المتقدمة. اقرأ أيضًا | ترامب يدعو إلى تغيير قواعد في مجلس الشيوخ وسط الشلل الحكومي ويقلل ما تم التوصل إليه التوتر المتزايد بين واشنطنوبكين - أكبر اقتصادين فى العالم، ما يبعث رسائل طمأنة للأسواق العالمية مع هذا يرى المراقبون أن هذه هدنة مؤقتة. حيث لا يعالج الخلافات الجوهرية فى صلب العلاقة المتوترة. وتقول كيلى آن شو، المستشارة الاقتصادية السابقة لترامب «واشنطنوبكين تسيران فى اتجاهين مختلفين اولأمر الآن يدور حول إدارة هذا الانفصال بأقل الأضرار، والحفاظ على المصالح الأمريكيةوالصينية. لكن العلاقة لن تتحسن جذرياً قريباً.» ويواجه شى ضغوطاً، فهو بحاجة لنمو اقتصادى يخلق وظائف، ويحمى الحزب الشيوعى من أى تهديدات ناتجة عن عدم الاستقرار أو الاستياء الشعبى. إلى جانب التحديات الحالية من أزمة العقارات، وارتفاع البطالة، وضعف الإنفاق الاستهلاكى. وتقول الباحثة كيو يو جين، إن الصين تسعى للتصعيد بهدف التهدئة وهو تكتيك جديد تماماً» فالأول مرة، قيّدت الصين صادرات العناصر الأرضية النادرة التى تسيطر على معالجة نحو 90٪ منها لأمريكا لذا، أصبح تخفيف بكين لقيود التصدير أولوية لواشنطن وورقة ضغط بيد شى خلال محادثاته مع ترامب. كما علّقت الصين شراء فول الصويا الأمريكى، مستهدفةً مزارعين فى ولايات جمهورية قاعدة ترامب الانتخابية. وتضيف يو جين «لو ظنّت واشنطن أنها تستطيع كبح هيمنة الصين تكون خاطئة، فترامب اليوم يتعامل مع صينٍ أقوى مما كانت عليه فى ولايته الأولى، بعدما تعلّمت بكين دروسها: فقد قضت السنوات الماضية فى البحث عن شركاء تجاريين جدد، وتقليل الاعتماد على الصادرات الأمريكية. ففى السابق، كان خُمس الصادرات الصينية لأمريكا، وفى النصف الأول من هذا العام، انخفضت إلى 11٪. رغم ذلك، هناك جوانب إيجابية كثيرة فى قمة القوتين العظميين الأولى فى الولاية الثانية لترامب. وتقول كيو يو جين الصين تريد التفاوض من موقع قوة، لكنها لن تفسد العلاقة، لأن ذلك لا يخدم مصلحتها».. فى الوقت نفسه، سترحب الأسواق والدول العالقة بين العملاقين بهذا الهدوء، لكن المراقبين غير متأكدين من استدامته.. والمنافسة بين الطرفين ستستمر، سواء تم التوصل لاتفاق... أو لا.