نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، تقرير عن «المتحف المصري الكبير»، الذي يعتبر واحد من أبرز الأحداث الثقافية المنتظرة عالميًا، مشيرة إلى أنه «إعلان مصري جديد عن عظمة الماضي ورؤية الحاضر»، وخطوة من شأنها أن تعيد رسم خريطة السياحة العالمية وتضع مصر في مركز التراث العالمي. أبرز التقرير أن المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه أكثر من عقدين بتكلفة تجاوزت مليار دولار، يستعد لافتتاحه الرسمي في احتفال عالمي غدًا السبت، أمام حضور دولي رفيع المستوى. ووصفت الصحيفة المشروع بأنه «أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة»، بمساحة تفوق نصف مليون متر مربع، وبمحتوى أثري غير مسبوق يضم عشرات الآلاف من القطع الفريدة، كثير منها يُعرض لأول مرة منذ آلاف السنين. وأشارت الصحيفة البريطانية، أيضًا إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل «محورًا تنمويًا ضخمًا ضمن خطة الدولة المصرية لإحياء السياحة الثقافية»، مؤكدة أن مصر تستعد للدخول في عصر جديد من ريادة الثقافة والمتاحف العالمية. اقرأ أيضًا| «فرانس 24»: المتحف المصري الكبير.. فصل جديد في رحلة الحضارة من الجيزة إلى العالم صرح أثري بحجم مدينة أكدت «الإندبندنت» أن المتحف المصري الكبير يعد مشروعًا غير مسبوق عالميًا، إذ تبلغ مساحته نحو 500 ألف متر مربع أي أكبر من مساحة دولة الفاتيكان ويضم مجموعة تفوق في حجمها مقتنيات متحف اللوفر الشهير في باريس، وقد بدأ التخطيط للمشروع في أوائل التسعينيات، وتواصل العمل فيه على مدى أكثر من 30 عامًا. وتحتضن قاعات المتحف المصري الكبير، أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، مقابل 35 ألفًا كانت معروضة سابقًا فقط، في نقلة ضخمة في حجم العرض المتحفي المصري. وسيشهد الجمهور لأول مرة العرض الكامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون، المكونة من 5000 قطعة عثر عليها منذ اكتشاف مقبرته عام 1922. وتشمل المجموعة عربات حربية، ودروعًا جلدية نادرة، وأسرّة جنائزية مذهبة، وأجنّة محنطة، إلى جانب التابوت والقناع الذهبي الشهير المصنوعين بدقة مبهرة من الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة. مركب خوفو الشمسي.. أسطورة تُبعث من جديد ومن القطع الفريدة أيضًا «مركب الشمس» الخاص بالملك خوفو، والذي يعود تاريخه إلى 4600 عام، وقد نقلته مصر عام 2021 في عملية هندسية معقدة باستخدام مركبة ضخمة مستوردة من بلجيكا، ليعرض اليوم داخل المتحف المصري الكبير، باعتباره واحدًا من أهم الشواهد على معتقدات المصريين القدماء حول رحلة الروح في الحياة الآخرة. بوابة رمسيس ومسلة معلقة يرحب تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترًا بالزوار عند المدخل الرئيسي ل المتحف المصري الكبير، بعد أن أعيد ترميمه ونقله من وسط القاهرة. كما يضم المتحف أول «مسلة معلقة» في العالم، بارتفاع 52 قدمًا ووزن 87 طنًا، تُعرض بشكل يسمح برؤية النقوش كاملةً، في تصميم معماري نادر. الدرج الملكي ورحلة عبر التاريخ يقود «الدرج الكبير» الممتد عبر ستة مستويات إلى قاعات العرض، حيث تصطف التماثيل والنقوش والتوابيت في مشهد معماري يستحضر عظمة الحضارة المصرية. وتطل القمة على هرم خفرع في مشهد بصري استثنائي، فيما تتاح للزائرين وسائل تنقل صديقة للبيئة داخل المتحف. تجربة متحفية عصرية يضم المتحف المصري الكبير 12 قاعة عرض دائمة، ومتحفًا للأطفال، وقاعات للمؤتمرات، ومناطق تعليمية وبحثية، إضافة إلى مركز ترميم من الأكبر عالميًا. ووفق تصريحات الإدارة بالمتحف، تم تجهيز قاعات العرض بتقنيات متعددة الوسائط لتقديم تجربة تفاعلية تناسب الأجيال الجديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة المتحف انطلقت في عام 1992، ووضع حجر الأساس في 2002، ويأمل المسؤولون أن يسهم المتحف في جذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2032، وسط خطط توسع سياحي طموحة تشمل شبكة البنية التحتية من مطارات ووسائل نقل، بينها محطة مترو جديدة قرب بوابته. وأكدت «الإندبندنت»، أن افتتاح المتحف المصري الكبير غير أنه يُعتبر حدثًا ثقافيًا دوليًا، فهو علامة فارقة لمصر، تجعلها في صدارة المشهد الحضاري العالمي وتصبح بوابة مركزية لعرض تاريخ الإنسانية الأقدم والأغنى. اقرأ أيضًا| «الجارديان» تشيد باستعدادات مصر لافتتاح أكبر متحف للحضارة المصرية.. فيديو وصور