في قلب التاريخ المصري القديم، يقف الملك سنوسرت الأول كأحد أبرز ملوك الدولة الوسطى، ورمزا للقوة والحكمة والإصلاح،عرف بانتصاراته العسكرية ومشروعاته المعمارية العظيمة التي خلدت اسمه بين ملوك مصر العظام. اقرا أيضا| المتحف الكبير.. بوابة مصر إلى العالم وصرح يروي 7 آلاف عام من الحضارة واليوم، وبعد مرور آلاف السنين، يعود الملك مرة أخرى إلى دائرة الضوء، ليس من ساحات المعارك هذه المرة، بل من قاعات المتاحف، حيث تم نقل مجموعة من تماثيله النادرة إلى المتحف المصري الكبير ليواصل رحلته الخالدة بين الماضي والحاضر. الملك وانتصاراته وكان سنوسرت الأول، ثاني ملوك الأسرة الثانية عشرة، من أعظم ملوك مصر القديمة، تولى الحكم بعد اغتيال والده الملك أمنمحات الأول، وقد أظهر شجاعة نادرة حين قاد الجيوش المصرية في حملات ناجحة لتأمين حدود البلاد ونشر الاستقرار في ربوعها، كما ازدهر في عهده الفن والعمارة، واهتم بإقامة المعابد والتماثيل التي تمجد الآلهة وتخلد إنجازاته. رحلة الاكتشاف بدأت قصة اكتشاف رأس وذقن تمثال الملك سنوسرت الأول في منطقة المطرية عام 2005م، حين عثرت البعثة المصرية الألمانية على الرأس المصنوعة من الجرانيت الوردي بملامح دقيقة وجمال فني يعكس ملامح الدولة الوسطى. ويبلغ ارتفاع الرأس نحو 75 سم وتزن حوالي 2 طن،بعد ثلاث سنوات، في عام 2008م، تم العثور على الذقن الملكية المنفصلة على بعد 10 أمتار من موقع الرأس، ما أعاد تشكيل الصورة الكاملة لهذا الأثر الفريد. نقل التماثيل إلى المتحف المصري الكبير وفي 18 مايو 2020م، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن نقل 10 تماثيل للملك سنوسرت الأول من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم. وتعود هذه التماثيل إلى عام 1894م، حين تم اكتشافها داخل حفرة في المعبد الجنائزي لمجموعة سنوسرت الأول الهرمية بمنطقة اللشت بالفيوم، وهي منحوتة من الحجر الجيري، وتصور الملك في شبابه جالسا على عرش الملك، تعبيرا عن هيبته وقوته. وقد تم نقلها بعناية وفق أحدث أساليب الحفظ والترميم، لتكون جزءا من العرض الدائم الذي يروي قصة أحد أعظم ملوك مصر. ومن ساحات المعارك إلى أروقة المتاحف، لا يزال سنوسرت الأول يروي قصة ملكٍ جسّد القوة والحكمة في آنٍ واحد، وبفضل جهود علماء الآثار، يستمر حضوره نابضًا بالحياة، شاهدا على عظمة مصر التي لا تزول.