غزة - وكالات الأنباء: أعلنت السلطات الإسرائيلية صباح أمس أن الفحوصات الجنائية أظهرت أن الرفات التى أعادتها حركة حماس اليوم الأول تعود لأسير قد أُعيد سابقًا إلى إسرائيل ولا تنتمى إلى أيٍّ من الأسرى الثلاثة عشر المتبقين لدى حماس فى قطاع غزة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه سيبحث مع المؤسسة الأمنية رد إسرائيل على «انتهاكات حماس». وقال نتنياهو: إن حماس سلمت رفاتًا إضافيةً لرهينة قُتل وعثرت القوات الإسرائيلية بالفعل على جثته. جاء ذلك قبل ساعات من عقد نتنياهو جلسة عاجلة لتحديد ما أسماه العقوبات الإسرائيلية على حماس، فى ضوء زعمه فشل حماس مجددًا فى إعادة أحد الأسرى الثلاثة عشر القتلى. وردًا على ذلك، قررت إسرائيل وقف جولات حماس مع الصليب الأحمر التى تجرى فى المنطقة الصفراء التى تخضع لسيطرة الاحتلال فى غزة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى: إن المؤسسة الأمنية ستطرح على نتنياهو 3 خيارات للعقوبات التى يمكن فرضها على حماس. وكشفت الإذاعة عن أن المؤسسة الأمنية ستقترح توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، أى تحريك الخط الأصفر، وشن غارات جوية على القطاع وتدمير أهداف لحماس والمساس بنطاق المساعدات الإنسانية. فيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن مسئولين إسرائيليين يقدّرون أن حماس يمكن أن تعيد ما لا يقل عن 8 جثامين أخرى تعود للرهائن. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تدرس توسيع نطاق الأراضى التى تسيطر عليها فى قطاع غزة كإجراء عقابى ضد حماس، التى لم تُعد الجثامين منذ نحو أسبوع. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن للتحرك، وذلك بعد انتهاء المهلة التى حددها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الأول. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلى قوله: إن تل أبيب ستتخذ إجراءات ردًا على ما وصفه بانتهاك حركة حماس لاتفاق إعادة الجثث، مؤكدًا أن الحكومة تدرس الخطوات المناسبة للرد على هذا الخرق. من جانبه، قال سموتريتش إنه سيقترح اعتقال جميع الأسرى الذين أُطلق سراحهم فى الضفة الغربية فى الصفقة الأخيرة. من جهته، دعا وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش نتنياهو لعقد اجتماع للمجلس الأمنى المصغر لمناقشة خرق حماس للاتفاق. وبدوره، قال وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير: إن استمرار حماس فى التلاعب وعدم تسليمها جثث الأسرى فورًا دليل على أنها لا تزال صامدة. جاء ذلك تزامنًا مع إعلان مسئول أمريكى أمس أن الساعات ال 48 التى تحدث عنها ترامب بشأن إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين لم تكن تحذيرًا نهائيًا لحركة حماس، بينما طالب وزير الخارجية ماركو روبيو الحركة بتسريع عملية تسليم الجثث.ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال انتهاك الهدنة فى القطاع ، حيث نفذ الجيش أمس عمليات نسف ضخمة لما تبقى من مبانٍ ومنشآت فى المناطق الشرقية لقطاع غزة، وذلك ضمن المناطق الواقعة شرق ما يُعرف ب «الخط الأصفر». من جهته، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران إن أكثر من 70 ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائى فى غزة، وتحتاج لعلاج عاجل خارج القطاع، مطالبًا بفتح المعابر فورًا للحد من تفشى الأمراض الوبائية. وأضاف أن أكثر من 10 آلاف شهيد لا يزالون مفقودين، وتم التعرف على أكثر من 68 ألف شهيد حتى الآن. وأكد الدقران على أن أكثر من 41% من مرضى الكلى توفوا خلال العدوان على القطاع. وأعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» عن تسجيل أكثر من 470 ألف حالة نزوح باتجاه شمال غزة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع فى 10 أكتوبر الجارى. وأوضح المكتب الأممى، فى بيان، أن العائلات الفلسطينية فى غزة تواصل العودة إلى منازلها المُدمرة، رغم المخاطر المحيطة بالعديد من المبانى، وانتشار الذخائر غير المنفجرة والحاجة الماسة إلى الماء والغذاء والخدمات الأساسية.