كانت القمة المصرية الأوروبية التى عقدت فى بروكسل والتى حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى وبحضور قوى وكبير من جانب العديد من رؤساء الدول الأوربية رسالة واضحة وقوية وكاشفة لقوة مصر ومكانتها، كما أنها جاءت فى هذا التوقيت تقديرًا لمصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى للدور العظيم والكبير الذى قامت به ولن تستطيع دولة أخرى أن تقوم به فى توقيع وقف إطلاق النار فى غزة وتوقيع اتفاق السلام فى شرم الشيخ بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقيادات العديد من كبرى الدول العربية والأجنبية، حيث جاءت القمة المصرية الأوربية عرفانًا لمصر ولدورها الكبير فى ملف غزة، ونجاح الرئيس السيسى فى حل الأزمة الكبيرة التى كانت تهدد دول العالم على مدار العامين الماضيين بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والتى عانت منها أوربا كثيرًا خلال الأشهر الماضية بسبب الضغوط التى تعرضت لها من اعتراضات مواطنيها والمظاهرات التى كانت تطالب بالتحرك من أجل غزة، وحقيقة فإن مشاركة الرئيس السيسى ومناقشاته مع القادة الأوربيين نجحت فى إعادة صياغة مفهوم العلاقات المصرية الأوربية من منطق «الدعم والمساعدات»، إلى منطق «الشراكة والاستثمار» حيث اعترفت أوربا بمكانة مصر المحورية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأصبحوا ينظرون إلى القاهرة باعتبارها شريكًا أساسيًا فى القضايا الكبرى التى تمس القارة الأوروبية، وخاصة فى مجالات الأمن الإقليمى أو الهجرة أو الطاقة، كما نجح الرئيس السيسى فى بناء شراكة متوازنة ومتكافئة مع أوروبا، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعد أن تأكد العالم أن مصر أحد أهم مراكز الاستقرار فى المنطقة، كما أن مصر أصبحت شريكًا رئيسيًا لأوروبا فى تأمين مصادر الطاقة البديلة من الغاز الطبيعى والهيدروجين الأخضر ومشروعات الربط الكهربائى خاصة إذا علمنا أن حجم التبادل التجارى بين مصر والاتحاد الأوربى تجاوز 40 مليار يورو سنويًا، كما بلغت الاستثمارات الأوربية فى مصر أكثر من 50 مليار يورو.