في كل مرة تظهر فيها على الشاشة، تترك چومانا ماهر بصمتها المميزة، بخفة ظل وثقافة وحضور راقٍ. لم يكن طريقها في الإعلام تقليديًا، فهي خريجة كلية الصيدلة، لكن شغفها بالكاميرا والمايك منذ الطفولة قادها إلى عالم الأضواء. تنقلت بين قنوات عربية ومصرية كبرى، من البغدادية وART إلى الغد وDMC وExtra News، وصولًا إلى برنامج "صباح الخير يا مصر" الذي تعتبره محطة عمرها الإعلامي. في هذا الحوار، تكشف چومانا عن بداياتها، وتحدياتها، وأحلامها القادمة. متى بدأ شغفك بالمجال الإعلامي؟ منذ الصغر كنت أحب الكاميرا والمايك جدًا. بدايتي كانت في الإذاعة المدرسية، وكنت أعشق المسرح أيضًا. كنت أحب التحدث مع الناس ومعرفة قصصهم، ووالدتي كانت شاعرة وكاتبة، فكانت تدربني على الإلقاء منذ طفولتي، لذلك امتلكت الشغف قبل أن أعرف معنى الإعلام. رغم حبك للإعلام منذ الصغر، لماذا اخترتِ دراسة الصيدلة؟ كان جزءًا قدريًا،بسبب والدي الذي كان طبيبًا جراحًا ويتمنى أن أكون طبيبة. كنت أريد أن أفرحه، كما أنني كنت أحب الدراسة العلمية. لكن أعتقد أن الله اختار لي الأفضل، لأن عملي في الصيدلة والإعلام أضاف لي الكثير في الحياتين. هل ترين أن العمل في الإعلام يعتمد على الموهبة أكثر من الدراسة؟ كلاهما مهم. الموهبة تجعل المذيع أكثر ذكاءً وإحساسًا وسرعة بديهة، بينما الدراسة تمنحه الأدوات الحقيقية وتجعله يفهم مسؤولية الكلمة. المذيع ليس مجرد صوت وصورة، بل عقل وثقافة ومنطق وأدوات كثيرة إلى جانب الإحساس بالكلمة. البغدادية كانت أول قناة عملتِ بها، ما نوع المحتوى الذي قدمتِه هناك؟ كانت نقطة انطلاق مهمة جدًا، قدمت فيها برنامجًا رياضيًا وأخبارًا خفيفة عن الفن ونشرات رياضية. كانت تجربة غنية لأنها علمتني كيفية إدارة الهواء والتعامل مع الكاميرا منذ أول يوم لي على الشاشة. هل استمر عملك كصيدلانية أثناء تقديمك البرامج؟ ولماذا؟ نعم، لأنني كنت في مرحلة اكتشاف نفسي ولم أكن قد قررت التفرغ للإعلام بعد. أنا شخص لا يخاف من المجهول، فأحببت أن أجرب الميديا بجانب عملي في الصيدلية التي منحتني خبرات كبيرة وقتها. متى قررتِ الابتعاد عن الصيدلة؟ حين شعرت أن مكاني الحقيقي أمام الكاميرا. الكاميرا أصبحت صديقتي، والمايك رفيقي الصدوق. رغم أنني كنت أعمل ساعات طويلة في الصيدلية ثم أذهب للتصوير، إلا أنني كنت أفعل ذلك بحبٍ وشغفٍ كبيرين. هل أفادك عملك في الصيدلة لاحقًا في الإعلام؟ نعم جدًا. الصيدلة علمتني الإلتزام والدقة والتركيز والتعمق في التفاصيل، بالإضافة إلى الثقافة العلمية التي أستفيد منها في برامجي، وكل ذلك ساعدني كثيرًا كمذيعة. كيف جاء انتقالك إلى قناة ART وما الذي قدمتِه هناك؟ تركت قناة البغدادية والتحقت بدورات تدريبية، ثم تلقيت عروضًا كثيرة. قناة ART كانت بالنسبة لي مدرسة إعلامية كبيرة، قدمت فيها برنامجًا تفاعليًا راقيًا، وكانت محطة مهمة في مشواري. بعد انتهاء عملك في ART، لماذا حرصتِ على حضور دورات تدريبية؟ لأن الإعلام مهنة التعلم الدائم، لا بد أن أكون على دراية بكل ما يحدث حولي. الشخص الذي يتعلم باستمرار هو من يترك أثرًا حقيقيًا، لذلك درست اللغة العربية ودورات الأداء الإعلامي لأتطور كل يوم حدثينا عن تجربتك في قناة الغد العربي؟ كانت تجربة مميزة لأنها قناة عربية تخاطب جمهورًا من مختلف الدول. قدمت محتوى رياضيًا وتعلمت منها الانضباط والتعامل مع الهواء بشكل احترافي. كيف كانت تجربتك في قناة DMC Sport؟ كانت بداية الانطلاق في القنوات المصرية. تجربة قصيرة لكنها مؤثرة جدًا ومليئة بالمغامرة والمتعة. كيف جاء تحولك من الرياضة إلى الأخبار في DMC News؟ الفضل يعود للأستاذة منال الدفتار التي شاهدتني في DMC Sport ورشحتني للأخبار. كانت نقطة تحول مهمة لأن الأخبار تحتاج إلى تركيز وتحليل وقوة ملاحظة، وأحببت هذا النوع لأنه عميق ويحمل مسؤولية كبيرة. وماذا عن عملك في قناة إكسترا نيوز؟ كانت تجربة ثرية جدًا. القناة تتميز بالمهنية العالية والاحترام لعقل المشاهد، وتعمل بروح وطنية. تعلمت منها الكثير واكتسبت خبرات كبيرة من العمل مع كوادر محترفة. أنت الآن تقدمين برنامج صباح الخير يا مصر، ماذا يمثل لك؟ هي التجربة الأكبر والأهم في حياتي المهنية. البرنامج تاريخ عريق ومسؤولية كبيرة، لأننا نبدأ يوم المصريين بطاقة إيجابية وأخبار موثوقة. شرفٌ لي أن أكون جزءًا من برنامج الدولة الرسمي. بعد التطوير في ماسبيرو، ما الذي تتمنين تحقيقه؟ أتمنى أن يعود ماسبيرو بقوة بروح عصرية، بوجوه جديدة وأفكار شابة، وإنتاج ضخم يليق بتاريخ الإعلام المصري. قدمتِ أشكالًا مختلفة من البرامج، أيها الأقرب إلى قلبك؟ كلها أحبها لأنها علمتني الكثير، لكن البرامج الإنسانية والاجتماعية الأقرب إلى قلبي، لأنها تجعلني قريبة من الناس، أتعلم منهم وأسعد بسعادتهم. هل تعتبرين نفسك محظوظة إعلاميًا أم ما زلتِ تنتظرين فرصة أكبر؟ أعتبر نفسي محظوظة جدًا، فكل خطوة في حياتي كانت مهمة ومؤثرة. لدي طموحات أكبر بالتأكيد، لكنني ممتنة لأنني أعمل في مجال أحبه وأتطور فيه كل يوم. من له الفضل في نجاحك المهني؟ بعد ربنا، عائلتي كان لها دور كبير جدًا. ساندوني كثيرًا في كل مرحلة، وكان لدي أساتذة مؤمنون بي علموني وفتحوا أمامي طرقًا كثيرة ساعدتني أكتشف قدراتي. چومانا، لو لم تكوني إعلامية، ماذا كنتِ تتمنين أن تصبحي؟ كنت سأكون أخصائية نفسية أو أعمل في مجال علم النفس والاجتماع، لأنني أعشق فهم الناس والغوص في الجوانب النفسية والعلاقات الإنسانية. ما مواصفات فارس أحلامك؟ أن يكون رجلًا حقيقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أمانًا وسندًا، ناضجًا، يدعمني ويحترم مهنتي ومساحتي الخاصة. هل من الممكن أن تخوضي تجربة التمثيل؟ ليه لا؟ لو كان الدور يشبهني ويضيف لي، أوافق بالتأكيد. الفن وسيلة تفكير راقية ورسالة جميلة، لكن لن أترك الإعلام أبدًا، فهو بيتي الأول. ما الذي تتمنين تحقيقه مستقبلًا؟ على المستوى الشخصي، أتمنى أن أصل إلى أفضل نسخة من نفسي، أن أكون أكثر هدوءًا ونضجًا وأقدّم دائمًا شيئًا مفيدًا من دون إهدار وقتٍ. أما مهنيًا، فأتمنى أن أقدّم محتوى لا يُنسى مهما مرّ الزمن، وأن أترك أثرًا طيبًا لدى الناس. اقرأ أيضا: هايدي يسري: حلمي لا سقف له| حوار