في زمن تتعدد فيه الأصوات، يظل لبعضها بريق خاص لا ينسى.. المذيعة أيتن شلبي هي واحدة من الأصوات الإذاعية التي استطاعت أن ترسم لنفسها مسارًا مهنيًا متفردًا، يجمع بين الطموح، الإصرار، الثقافة والحضور، وذلك من خلال عملها بالإذاعات الدولية والبرنامج الأوروبي .. كان لنا معها هذا الحوار الذي نستعرض خلاله محطاتها الهامة و رؤيتها للإعلام وطموحاتها المستقبلية . من الراهبات إلى الإذاعة، حدثينا أكثر عن دراستك ؟ تخرجت من مدارس الراهبات، ثم التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس. لم أكتفِ بذلك، بل درست أيضًا الأدب المقارن والترجمة في الجامعة الأمريكية، وإلى جانب إتقاني للإنجليزية، حصلت على دورات تعليمية في اللغتين الألمانية والفرنسية. هل الإعلام كان هدف أم شغف فقط ؟ لم يكن شغفًا عابرًا، بل كان هدفًا منذ الطفولة. كنت أشارك في الأنشطة المدرسية وأحب تقديم الحفلات والإذاعة الصباحية، سرت على هذا الطريق بإصرار، واخترت الدراسة التي تخدمني في هذا المجال، وتعلمت لغات أخرى. تحقّق الحلم بالإرادة والعزيمة. متى بدأ شغفك للعمل فى المجال الإعلامي ؟ تأثرت منذ صغري بكبار الإذاعيين مثل هالة حشيش، إيناس جوهر، وجدي الحكيم. كانوا جميعًا مصدر إلهام حقيقي، وشعرت أن الإذاعة تحمل سحرًا خاصًا لا يوجد في أي وسيلة أخرى. هل كان لك تجارب مهنية قبل العمل في الإعلام ؟ نعم، بعد الثانوية العامة عملت كمضيفة في المطار، وكانت تجربة مهمة جدًا. ثم عملت في الصحافة لفترة طويلة، وكنت رئيسة تحرير لعدة مجلات فنية واجتماعية مثل ، روتانا وزهرة الخليج. لكن حلمي الأساسي كان دائمًا أن أكون مذيعة. وكيف جاءتك أول فرصة بالإذاعة ؟ تقدمت لاختبارات التلفزيون المصري من خلال إعلان في الصحف. كنت أتمنى العمل في البرنامج الأوروبي، لكن كان لابد أن أجتاز اختبار اللغة العربية أولاً. عملت على تطوير لغتي وأدائي، وتعلمت على أيدي كبار الإذاعيين .وحصلت على أكثر من 12 دورة لغة عربية وإلقاء، ثم اجتزت الاختبارات والتحقت لاحقًا بالبرنامج الأوروبي. وساعدتني كثيرا الإعلامية القديرة إيناس جوهر التى كانت تترأس الإذاعة حينها . من له الفضل فى مشوارك المهني ؟ عملت في عدة مجالات داخل الإعلام، وشاركت في إعداد البرامج والتقارير، وتعلمت من الكبار، مثل عائشة أبو السعود، عبد الرحمن رشاد، عبد الوهاب قتاية، وهالة الحديدي ، محمد أبو الوفا ، محمود سلطان، أمينة صبري، والكثير من القامات التى كانت سببا كبيرا فى تشكيل شخصيتي كأعلامية. ماذا يمثل لك العمل بالإذاعات الدولية والبرنامج الأوروبي ؟ شرف عظيم الجلوس في نفس الاستوديو الذي جلس فيه كبار الإعلاميين والفنانين ، مثل عبد الحليم حافظ وبابا شارو، يشعرني ذلك بالفخر. عشت تجربة روحية خاصة ، ويكفي أنني تعلمت على أيدي آمال فهمي، إيناس جوهر وغيرهم من علامات الإذاعة . وماذا عن طبيعة عملك حاليًا؟ أعمل على تقديم فترات مفتوحة على الهواء،و نشرات الأخبار، والتغطيات الرسمية. كما أشارك في تغطية مؤتمرات رئاسية، وأتعامل مع وزراء وسفراء وقضاة. كذلك، تخصصت في الإعلام الفني منذ بداياتى و عملت كثيرا فيه. ما الذي تتمنين تحقيقه لإذاعة البرنامج الأوروبي؟ أتمنى أن تتطور الإذاعة وتواكب العصر، ليس فقط البرنامج الأوروبي بل كل قطاعات الإذاعة المصرية. نحن عائلة واحدة. الإعلام المصري يحتاج إلى نهضة حقيقية، ويجب أن نكون على قدر المسؤولية. الظهور على الشاشة.. هل هو حلم؟ ظهرت على شاشة التليفزيون من قبل، لكن ليس بالشكل الكافي. أتمنى أن أقدم مادة هادفة على شاشة التلفزيون المصري تعكس رؤيتي وفكري. هل ترين نفسكِ محظوظة أم ما زلتِ تنتظرين الفرصة الحقيقية؟ أشعر أنني محظوظة لأنني عملت مع قامات إعلامية عظيمة، وتعلمت من أفضل الأساتذة في المجال، و وضع الله فى طريقي من يقدرون الاجتهاد والسعي، منذ بداية الطريق وحتى الآن، فلن أنسى دعم محمد نوار رئيس الإذاعة السابق لى.. لكني لا أنكر أنني لازلت أنتظر الفرصة الحقيقية لتقديم برنامج خاص يحمل بصمتي و يؤثر في الناس. من قدوتك في الإعلام المرئي؟ أوبرا وينفري. أعتبرها الحلم الأكبر لأي مذيعة. ماذا عن هواياتك؟ أعشق الموسيقى والفنون بكافة أشكالها، خاصة المسرح ، فوالدى هو الفنان و المؤلف و المنتج المسرحي أمين شلبي ، وبسببه أحببت التمثيل. اقرأ أيضا: شريهان أبو الحسن: سعيدة بانضمامى ل DMC.. والمرأة تُواجه تحديات كبيرة نفهم من ذلك أننا قد نراك ممثلة ؟ إذا أتيحت لي الفرصة أحب جدا العمل فى التمثيل، خاصة أنني مثلت على خشبة المسرح وأنا طفلة لا يتعدى عمرى10 سنوات من خلال العرض المسرحي "هو بكام النهاردة" التى كانت تعرض على خشبة مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية وأيضا مسرح السلام بالقاهرة. لو لم تكوني مذيعة، ماذا كنتِ تعملين ؟ لكنتُ مذيعة!.. هذه ليست مزحة، هو نوع من الإصرار والتحدي. رفضت فرصًا وظيفية كثيرة لأنني كنت مؤمنة أنني ولدت لأكون مذيعة، والحمد لله تحقق حلمي. أخيراً ، ما هي رسالتك للشباب؟ أن يصدقوا أحلامهم، أن يعملوا على تطوير أنفسهم دون انتظار الفرصة، بل أن يصنعوها بأنفسهم.. الإعلام ليس مهنة سهلة، لكنه ممتع وملهم، ويستحق التعب. وأقول للجميع: "لا تتوقفوا عن التعلم، ولا تفقدوا الشغف.. فربما تأتون يومًا إلى نفس هذا الميكروفون، وتحكون قصتكم للعالم."