إعلامي وكاتب صحفي وأكاديمي وواحد من خبراء الاتصال السياسي في الوطن العربي، بدأ مشواره الإعلامي في منتصف التسعينيات عندما تخرج في قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ليصبح برنامجه "بالبنط العريض" علامة مسجلة بالتليفزيون المصري نظرا لتقديمه منذ سنوات طويلة.. نتحدث عن الإعلامي حسام فاروق الذي كان لنا معه هذا الحوار.. متى بدء شغفك للعمل في المجال الإعلامي؟ قبل أي حديث عن أي أمر.. أود توجيه رسالة في بداية الحديث لمبنى "ماسبيرو"، هذا المبنى العظيم على ضفاف نيل القاهرة.. هذه المدرسة العريقة.. مدرسة الإعلام العربي التي قدمت قادة الإعلام في كل المنطقة العربية، ممن استطاعوا تأسيس الإعلام في دول عربية عدة، و"ماسبيرو" صرح شامخ.. نعود للسؤال.. كان حلمي من الطفولة أن أكون كاتب كبير، حيث كنت أقرأ لكبار الكتاب من بينهم نجيب محفوظ، د. طه حسين، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس وغيرهم، ورغم صغر عمري كنت احتفظ بالكتب في مكتبة مازالت موجودة حتى الآن، وهذا بجانب حبي للمشاركة في الإذاعة المدرسية. ماذا عن دراستك الجامعية؟ تخرجت في قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، وبتقدير "جيد جدا"، وكنت الأول على دفعتي، وكان المفترض تعيني معيد، لكن لم يشاء القدر، ثم اتجهت إلى الصحافة، ودرست هذا التخصص عن رغبة وحب، وأحزن عندما يستهين أحد بكلمة "سياسية" لأنها مهمة ولها ثقلها بالنسبة لي. لماذا لم تدرس الإعلام؟ بعد دراستي للعلوم سياسية، حرصت على التقرب من الإعلام، واستكمال دراستي فى الإعلام السياسي من خلال رحلة الماجستير والدكتوراة. من أين بدأت رحلتك مع حب الإعلام؟ بدأ المشوار مبكرا، وقت دراستي الجامعية، حيث كنت رئيس تحرير مجلة الجامعة، وكنت أتدرب في بعض الجرائد وقت الدراسة، وبعد التخرج حصلت على فرصة في جريدة "الجمهورية"، حتى أصبحت مدير تحرير المؤسسة، وفي بداية عملي كتبت في قسم الغناء، وهذا ما جعلني أقدم على دراسات حرة في هذا التخصص، وعلى نفقتي الشخصية، لكي أكون ملم بكل أساسيات المهنة في هذا القسم. بما أن بدايتك في الصحافة.. كيف أفادك في عملك الإعلامي؟ نتحدث عن نقطة مهمة، يجب توضيح أن كافة أشكال العمل تكون تحت مسمى الصحافة، المذيع الذي يظهر على التليفزيون "صحفي"، والإذاعي الذي يتحدث أمام الميكروفون "صحفي".. الصحافة هي الأم والمظلة، والدليل إن لدينا صحافة تليفزيونية و"ديجيتال" وإذاعية. بدأت مشوارك الإعلامي في منتصف التسعينيات.. من أين بدأت؟ وكيف؟ بدأت من التليفزيون المصري، تحديدا القناة الرابعة التي تسمى حاليا تليفزيون "القناة"، وكنت طالب بالجامعة وقتها، وكانت أستاذتي حينها د. أماني خضير رئيس قسم العلوم السياسية ووكيل كلية العلوم السياسية بالجامعة البريطانية، وكانت مقدمة برامج، وفي ذات الوقت تدرس لي بعض المواد، وبدأت كمعد برامج، وقضيت في "ماسبيرو" نصف عمري، وهذا المبنى له أفضال كثيرة علي. بما أن البداية كمعد برامج.. من المذيعين الذين عملت معهم؟ كنت من جيل المذيعات مفيدة شيحة وشيرين الشايب والنائبة هند رشاد وعواطف أبو السعود.. وغيرهن، وكنت في بداية عملي كمعد أقدم سهرات ذكرى وفاة وميلاد المشاهير في كل المجالات، ولا أنسى فترة عملي مع المذيعة أميرة عبد العظيم في برنامج "ليلتي"، كما عملت أيضا مع المذيعة شافكي المنيري. - صنعت أفلام تسجيلية عن رموز مصر من المثقفين والمفكرين والفنانين.. حدثنا عن هذه التجربة؟ الرحلة وصلت من معد لرئيس تحرير أهم وأشهر البرامج حينها، وبما إني مغرم بالقراءة والكتابة أحببت فكرة توثيق حياة بعض الكتاب في أفلام تسجيلية، وقدمت ل"ماسبيرو" في منتصف التسعينيات سلسلة أفلام تسجيلية ترجمت بعد ذلك، عن "نجيب محفوظ، يوسف السباعي، يوسف إدريس"، وأيضا عن فنانين منهم "إسماعيل يس"، وساعدني فيها صديقي الراحل المخرج ياسين إسماعيل ياسين وغيره من نجوم الفن. ماذا عن كواليس المحادثة بينك وبين الراحلة سعاد حسني؟ كنت أحضر أواخر التسعينيات فيلم تسجيلي عن الرائع صلاح جاهين، وساعدتني فيه شقيقته سامية بهجت، وطلبت منها فيديو مصور من الفنانة سعاد حسني، وبالفعل اتصلنا بها وقت إقامتها في لندن لتلقي العلاج، وكانت في منتهى التواضع والجمال، وطلبت تفاصيل الفكرة مني، وتحدثت معها حيث قالت لي: "أنت متعرفش زوزو.. أنا مش بحب الاستعجال.. الفيديو خلال أسبوع.. أنا بحب اعمل كل حاجة بتأني"، واقترحت علي فكرة، حيث قالت: "أذهب للإعلامية إيناس جوهر وقولها سعاد بتقولك أديني الشريط اللي اخذتيه في لندن"، وبالفعل ذهبت للإذاعة وتحدثت معها لكنها رفضت "بشياكة"، لأنه سبق، وبالتأكيد حقها، ورد فعل طبيعي لأي إعلامي يحافظ على سبق. ماذا فعلت بعد رفض الإعلامية إيناس جوهر؟ عدت مرة أخرى للإعلامية سامية بهجت، واتصلنا بالفنانة سعاد حسني، وحكيت لها ما حدث، ضحكت ضحكة جميلة وقالت: "ماتزعلش عندي ليك فكرة تانية.. في مسلسل اسمه (هو وهي) مع الفنان أبو بكر عزت إنتاج التليفزيون، وفي مشهد اجلس فيه على سجادة الصلاة بعدما اكتشفت خيانة زوجي، وأقرأ فيه آية (الكرسي)، استعين بالمشهد وأكتب (سعاد حسنى تقرأ آية الكرسي وتهديها لروح عشرة عمرها صلاح چاهين)"، وبالفعل استعنت بالمشهد في الفيلم، لكن هذا الموقف أثبت لي انها لم ولن تتكرر، خاصة أنها بعدما شاهدت الفيلم أعجبت به، ووجهت لي الشكر. - كيف جاء ظهورك لأول مرة على الشاشة كمذيع؟ رشحت لتقديم برنامج على الفضائية الكويتية باسم "عالي جري"، وكان إعدادي وتقديمي، وكنت أناقش فيه واقعة الضيف طرف فيها أو واقعة في المجتمع، ومن أشهر حلقات البرنامج حلقة صورتها مع الصديق المطرب علي الحجار داخل سيارتي. ما القصة وراء برنامج "بالبنط العريض"؟ برنامج مرتبط بما ينشر في الصحف ووسائل الإعلام، وكل أسبوع يوجد أمور جديدة، ويتناول البرنامج كل ما ينشر ويعرض طازج، وبما أن تخصصي اتصال سياسي، كما أنني متخصص في تحليل الخطاب السياسي بالإعلام الدولي، فهذا سهل علي تحضير وتقديم "بالبنط العريض". اقرأ أيضا: حسام فاروق: الإعلام يجب أن يواكب سرعة الدولة في الإنجاز .. فيديو متى جاءتك فكرة البرنامج؟ الفكرة بدأت مع بداية المرحلة الجديد التي شهدتها مصر بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت فترة مليئة بالإشاعات والأكاذيب، وكتبت فكرة البرنامج كبحث علمي، لكن أعجب به سعيد أبو جميل رئيس الفضائية المصرية، وعرضه على مجدي لاشين رئيس التليفزيون، الذي قرر أن من كتب البحث هو من يقدمه. هل وجدت صعوبة في إعداد وتقديم البرنامج في ذات الوقت؟ بالتأكيد البرنامج يحتاج لمجهود كبير وطوال الأسبوع يوميا أطلع لمدة 3 ساعات كاملة على ما ينشر في الصحافة الغربية، وما يكتب عن المنطقة العربية بأكملها، ويوم الجمعة أبدأ عملية الاختيار من حيث الأهمية، وللعلم ب"البنط العريض" لا يرد فقط على الأكاذيب، بل يلقي الضوء على الإيجابيات، وسبق وأن تحدثت في أحد الحلقات عن مقال صحفي فرنسي كتب عن مصر، وقال: "شبكة الطرق القومية التي نفذت في مصر خلال عامين أو ثلاثة لو كانت في أوروبا لاحتاجت لسنوات طويلة". هل تفضل لقب مذيع أم إعلامي؟ لا أعتبر نفسي مذيع، بل مقدم برنامج متخصص في مجال الاتصال السياسي. ما التكريم الحقيقي بالنسبة لك؟ أن أقوم بدوري لمصلحة بلدي أولا، واستغل علمي في الحفاظ عليها، والعام الماضي حصلت على جائزة العام في الإعلام الأكاديمي بالجزائر بمهرجان "هلال التليفزيون"، وشرفت بحضور التكريم الأستاذة نائلة فاروق رئيس التليفزيون، وكانت مكرمة أيضا، كما تشرفت بحضور الأستاذ المخرج خالد الإتربي رئيس قناة الفضائية المصرية، وشاهدنا سويا الاحتفاء بالتليفزيون وبرنامج ب"البنط العريض". هل تنتمي لمدرسة إعلامية معينة؟ مدرسة "الصوت الهادئ"، واستخدام ال28 حرف في اللغة العربية، ومدرسة مخارج الألفاظ الواضحة والمسموعة، وهذا يرجع لتأثري بعمالقة التليفزيون، ومنهم محمود سلطان الذي اتشرف أنه صديقي، وأيضا حمدي قنديل وحمدي الكنيسي، وأساتذة كبار آخرين، وعلى صعيد المذيعات محظوظ بالتعامل مع سوزان حسن، عزة الإتربي ونانو حمدي وتعلمت منهن الكثير. وماذا عن الأجيال الجديدة؟ هناك أجيال جديدة جيدة، خاصة في مجال الأخبار.. أحب حسين الشيخ، والمذيعة اللبنانية شنتال صليبا في قناة "سكاي نيوز"، ومصر بها نماذج عظيمة في مجال الأخبار. - هل لديك هوايات اخري غير الكتابة ؟ طاهي ماهر و أفنن فى المطبخ . أخيرا.. ما أحلامك مع اقتراب العام الجديد؟ لدي أمنية ثابتة من الله وهي راحة البال والسلام، وأنا أسعى وأجتهد وأعمل وأدرس في أكثر من جامعة، ومحاضر داخل وخارج مصر، وبالتالي أسعى، ونهاية السعي تقدير ونجاح، وأتمنى من الناس التي تغلق عيناها على أن مصر هي الدولة التي نجت من مخططات الشر، وإنها مستهدفة، وتتغير عليها الخطط لكنها صامدة، أن يراجعوا أنفسهم ويثقوا في كلام شخص منخرط في الإعلام الدولي ويقدر نعمة بلده مصر، التي هي "شوكة في ضهر المخطط الذي كان يستهدف المنطقة بأكملها".