غزة - وكالات الأنباء: أكد المكتب الإعلامى الحكومى بغزة أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة سلسلة من الخروقات الخطيرة والمتكررة، بلغت حتى الأحد (80 خرقاً موثقاً)، فى انتهاكٍ صارخٍ وواضحٍ لقرار وقف الحرب ولقواعد القانون الدولى الإنسانى. وتنوّعت هذه الخروقات بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمّد وتنفيذ أحزمة نارية، واعتقال عدد من المواطنين المدنيين، فى ممارساتٍ تعكس استمرار النهج العدوانى للاحتلال، ورغبته الواضحة فى التصعيد الميداني، وتعطّشه الدائم للدماء والقتل. وأضاف: نتيجة لهذه الخروقات، فقد استشهد منذ توقيع قرار وقف الحرب 97 شهيداً ، وأُصيب 230 فلسطينيا بجراح متفاوتة، جرّاء خروقات الاحتلال الإسرائيلى المتواصلة. فى الوقت نفسه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه عاد إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب، وذلك بعد أن قصف مواقع عدة فى القطاع. وقام الاحتلال بإعادة فتح معبرى كرم أبو سالم وكيسوفيم، لكنه أصر على إبقاء إغلاق معبر رفح بحجة وجود جثث القتلى الإسرائيليين لدى المقاومة. وميدانيا، أفادت تقارير إخبارية بسماع دوى 3 انفجارات شرقى مدينة خان يونس بجنوب القطاع، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلى نفذت قصفا مدفعيا شرق مدينة دير البلح. كما أكدت مصادر طبية فى قطاع غزة استشهاد 3 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى فى حى التفاح (شرقى مدينة غزة). ومن جانبه، صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الليلة الماضية بأنه من المحتمل أن يكون من انتهكوا الاتفاق وأطلقوا النار جنوب قطاع غزة ليسوا من حماس . وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: «سيتم التعامل مع هذا الأمر بحزم». وبذلك، يقبل ترامب فعليا رسالة حماس، التى نفت أى صلة لها بالأحداث فى رفح، وأصدرت بيانا رسميا اكدت فيه أنها ملتزمة بوقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكى الليلة أيضًا إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ساريًا بعد اجتيازه أول اختبار رئيسى له، لكنه أضاف: «علينا أن نرى ما سيحدث» بعد حادثة رفح . وقال ترامب: «نريد أن نضمن الهدوء التام مع حماس، وكما تعلمون، فإنهم فى حالة من الهياج». وصرح مسئولون فلسطينيون بأن «الوسطاء نجحوا فى إعادة الوضع فى غزة إلى ما كان عليه فى اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ»..وأضافوا أن «المناقشات جارية لإنشاء آلية ملزمة للتعامل مع أى انتهاك مستقبلى فى غزة». فى غضون ذلك، قال جاريد كوشنر، صهر ترامب وأحد المبعوثين المشاركين فى المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، إن على الدولة العبرية «إيجاد وسيلة لمساعدة» الفلسطينيين، فى إطار سعيها «للاندماج» فى محيطها الإقليمى بعد انتهاء الحرب فى غزة. وتابع كوشنر فى مقابلة بثتها محطة «سى بى إس نيوز» إن «الرسالة الرئيسية التى حاولنا إيصالها إلى المسئولين الإسرائيليين، الآن بعد انتهاء الحرب، هى أنه إذا كنتم تريدون دمج إسرائيل فى الشرق الأوسط، فعليكم إيجاد وسيلة لمساعدة الشعب الفلسطينى على الازدهار وتحسين أوضاعه». وأُجرى اللقاء قبل الضربات الإسرائيلية التى استهدفت قطاع غزة الأحد الماضى ، وقبل وصول كوشنر والمبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف إلى إسرائيل أمس. وقال كوشنر الذى أسهم خلال الولاية الأولى لترامب فى إبرام اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، «إن الوضع يبقى صعبا جدا»، ورأى المبعوث الأمريكى أنه إذا «ظهرت بدائل قابلة للاستمرار»، فإن «حماس ستفشل ولن تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل فى المستقبل».