في ظل الهدوء الحذر الذي يخيّم على غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، تتجه الأنظار مجددًا إلى الشرق الأوسط مع استعداد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس لزيارة إسرائيل، في خطوة تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة. فبحسب ما كشفته القناة «12» الإسرائيلية، سيصل فانس إلى تل أبيب يوم الإثنين المقبل، حاملًا ملفات حساسة على رأسها قضية الأسرى القتلى والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة. اقرأ أيضًا| بين نهاية حرب غزة وغليان الضفة الغربية.. «خريطة الصراع تعيد ترتيب نفسها» لماذا يزور فانس تل أبيب؟ أفادت القناة الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس سيجري سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فور وصوله إلى تل أبيب، تشمل رئيس الوزراء ووزير الدفاع ومسؤولين من الأجهزة الأمنية. وتشير مصادر في واشنطن إلى أن فانس يحمل تفويضًا مباشرًا من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لمتابعة تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي توصف في الأوساط الدبلوماسية بأنها "الاختبار الحقيقي" لجدّية الأطراف في إنهاء الحرب. وأكدت مصادر مقربة من البيت الأبيض أن الزيارة تهدف أيضًا إلى إعادة ضبط إيقاع الاتفاق بعد سلسلة تأخيرات في تسليم الأسرى، إلى جانب ضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وعدم القيام بأي عمليات عسكرية قد تجهض جهود واشنطن. ملف جثامين الأسرى.. «ورقة تفاوض» كشفت حركة "حماس" الفلسطينية، الجمعة، أن عملية إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين ما زالت تواجه صعوبات ميدانية، موضحة أن بعض الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال الإسرائيلي، بينما لا تزال جثث أخرى تحت أنقاض المباني التي قصفها الجيش الإسرائيلي. وأكدت الحركة الفلسطينية التزامها الكامل بالاتفاق، لكنها شددت على أن التنفيذ "يتطلب وقتًا وجهودًا ميدانية دقيقة"، في ظل دمار واسع أصاب مناطق كثيرة من القطاع. فيما حثت الولاياتالمتحدة حكومة نتنياهو على منح الوسطاء مزيدًا من الوقت لمعالجة الأزمة. من جانه آخر، الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، جاء بوساطة مصر وقطر وأمريكا، بخطة ترامب التي تنصّ على إعادة جميع الأسرى الأحياء والجثامين بحلول 13 أكتوبر كحد أقصى، لكن حتى انتهاء المهلة، كانت حماس قد أفرجت عن 20 أسير إسرائيلي أحياء فقط، بينما أعادت 10 جثامين من أصل 28، وهو ما فتح الباب أمام آلية تنفيذ الاتفاق وجدول مراحله التالية. وتشمل المراحل التالية من خطة ترامب: ◄ نزع سلاح حركة حماس مقابل عفو سياسي لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم. ◄ مواصلة الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع. ◄ إرساء إدارة مدنية لغزة بعد الحرب بمشاركة أطراف عربية ودولية. تحركات موازية.. ويتكوف إلى الشرق الأوسط تزامنًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، كشفت تقارير إعلامية عن تحركات أمريكية موازية يقودها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أحد أبرز المقربين من ترامب، لمتابعة تنفيذ خطة السلام على الأرض. وبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، من المقرر أن يتوجه ويتكوف إلى الشرق الأوسط الأحد، في جولة تشمل مصر وإسرائيل وربما غزة، لمتابعة الجهود الإنسانية وضمان الالتزام بالاتفاق. وأكد مسؤول أمريكي أن واشنطن حثت إسرائيل على عدم خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على ضرورة منح الوسطاء فرصة كاملة لمعالجة ملف الجثامين قبل الانتقال إلى المراحل التالية. الموقف الإسرائيلي.. ترقب وتقديرات «حذرة» نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصادر أمنية أن التقديرات داخل إسرائيل تشير إلى احتمال تسليم "حماس" مزيدًا من جثامين الأسرى الإسرائيليين خلال الأسبوع المقبل، وسط ضغوط متزايدة من عائلات الأسرى للإسراع في تنفيذ الاتفاق. ويرى مراقبون أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي تمثل محاولة أمريكية لتثبيت التهدئة ومنع انهيار التفاهمات، خاصة في ظل استمرار الخلاف داخل الائتلاف الإسرائيلي بشأن كيفية التعامل مع غزة بعد الحرب، بحسب شبكة «سكاي نيوز».