المشهد كان مثيرًا فجرًا، عقارب الساعة كانت تشير إلى الثالثة صباحًا وسط حالة من الفزع والارتباك الغريب، أمام محل العاب فيديو بلايستيشن بمنطقة بولاق الدكرور وبعد مشاجرة عنيفة، يسقط شاب جثة غارقة في دمائه، شقيقه وصديق عمره يحتضنانه لا يصدقان هول ما حدث له على يد تاجر مخدرات، يركضان يمينًا ويسارًا يبحثان عن سيارة لنقله إلى أقرب مستشفى مجاورة في محاولة لإسعافه، ما الذي حدث هناك؟ وكيف سيطر الحزن والأسى على أسرته وعائلته؟ تفاصيل كثيرة نسردها في السطور التالية. القصة بدأت في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة حيث يعيش «كريم وائل « بطل قصتنا مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم وأربعة أبناء ذكور وجاء ترتيبه الثاني بين إخواته، يبلغ من العمر 23 عاما، يعمل «دليفري» لأحد المحال بمنطقة فيصل ويقيم بشارع أحمد ماهر يمنطقة الطالبية، أما والده فهو رجل بسيط، عمره 53 سنة، يعمل سائقًا يصل الليل بالنهار خلف رزق أسرته، كريم وأمام المجهود الذي يبذله والده قرر أن يحمل معه المسئولية ويساعده، وفي سبيل ذلك راح يبحث عن عمل من أجل كسب لقمة العيش بالحلال، ولما لا وهو الذي أنهى تعليمه ولم يبق له إلا العمل وبذل المجهود، معروف عن كريم واسرته الطيبة وحسن الخلق بين جيرانهم، لكن سرعان من تبدلت الاحلام والطموحات عندما كان عائدا من عمله، وشاهد أحد الأشخاص معروف عنه الإتجار وتعاطي المخدرات يتشاجر مع شقيقه الأصغر الذي يعمل في محل ألعاب «بلايستيشن» ترك كريم مركبته واندفع كي يخلص شقيقه من بين أيادي هذا الرجل الذي يعرفه الجميع بسوء سلوكه، لكن النهاية كانت مفزعة. تعدي ومنع قبل الواقعة بأربعة أيام اقتحم المتهم»إيهاب،أ» 25 سنة محل ألعاب «البلايستيشن الذي يعمل به شقيق المجني عليه «وحاول بيع المواد المخدرة داخل المكان للشباب المتواجدين فيه، فمنعه شقيق المجني عليه «محمد وائل»17 سنة وطرده من المكان، لكن المتهم لم يستجب إلى كلامه فاتصل محمد بشقيقه الأكبر كريم وقص عليه ما حدث واستغاث به من بلطجة المتهم،على الفور اسرع المجني عليه إلى المحل الذي يعمل به شقيقه، لم يتحمل المجني عليه أن يقف صامتًا أمام هذا المشهد الذي يدمر به المتهم عقول شبابنا، وأخذته شهامته وتصدى له ومنعه من التعدي على شقيقه وحذره من بيع تجارته المدمرة هذه، وتشاجر الاثنان سويا لكن بقيت تهديدات المتهم لكريم الذي لم يأبه لها، فقد تدخل بعض الاصدفاء والجيران وفضوا الشجار بينهما وانصرف الجميع ولكن لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل ظل المتهم يضمر الشر نحو المجني عليه حتى تمكن من ذلك في هذه الليلة المشئومة. الجريمة بينما الظلام اسدل ستائره على المنطقة بأسرها في هذا الوقت، الثالثة فجر يوم الواقعة، كان قد انهى المجني عليه عمله وذهب إلى محل ألعاب الذي يعمل فيه شقيقه الأصغر كعادته كل يوم ينتظره حتى ينهي شقيقه عمله قي تمام السادسة صباحا حيث يذهبان بعدها لشراء طعام الإفطار وتتجمع الأسرة حول المائدة بعدها يخلد الشقيقان إلى النوم قبل موعد عملهما الذي يبدأ في السادسة مساء كل يوم وينتهي في صباح اليوم التالي؛ عرف المتهم أن المجني عليه يجلس دخل محل البلايستيش ينتظر انتهاء وردية شقيقه، ذهب اليه طالبًا منه تصفية الأجواء بينهما وأن يتوجه معه إلى أحد الشوارع الجانبية بجوار المحل ليتبادلان اطراف الحديث، لم يخطر ببال المجني عليه أن نية الغدر والخسة يضمرها المتهم في صدره، ظل يستفز المجني عليه بالكلام، أدرك كريم أن تصفية الخلاف لا يمكن أن تحدث مع شخص ليس فوق مستوى الشبهات، لكن تطور الأمر وتحول إلى شجار وأثناء ذلك سحب المتهم «مطواة» من بين ملابسه وطعنه عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، حاول المجني عليه الدفاع عن نفسه لكنه لم يستطع بعدما سقط على الأرض مضرجًا في دمائه، وعقب ذلك أسرع صديق عمره وشقيقه بنقله داخل سيارة وتوجها به إلى أحد المستشفيات. بلاغ عقب تلقي رجال المباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور بلاغا من مستشفى قصر العيني بوصول واستقبال جثة شاب بها إصابات وجروح طعنية بأماكن متفرقة بالجسم بين الحياة والموت برفقته شقيقه وصديقه، على الفور انتقل فريق البحث الجنائي إلى المستشفى محل البلاغ حيث جاء التقرير الطبي المبدأي أن المجني عليه تلقى طعنتبن نافذتين بمنتصف الصدر وأخرى بالذراع مما تسبب في ثقب بالرئة اليمنى وتجمع دموي في الرئه اليسرى وتوقف عضلة القلب التي أدت إلى الوفاة، وعقب استجواب ومناقشة شقيقه وصديقه أكدا أن المتهم متعاطي مخدرات وأن سبب الجريمة هي دفاعه عن شقيقه ومنع المتهم من بيع المخدرات داخل المحل الذي يعمل به شقيقه، وعقب ذلك وضعت أجهزة البحث الاكمنة المحكمة وفي غضون ساعات ألقت القبض على المتهم، وأفادت التحريات التي أجريت بمعرفة فريق البحث بارتكاب المتهم ويدعى إيهاب يبلغ من العمر 27 سنة، تحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهم إلى النيابة، التي وجهت له تهمة القتل العمد، في البداية انكر صلته بالواقعة زاعمًا أن المجني عليه تعدى عليه بالألفاظ، وعقب مواجهته بأقوال الشهود وكاميرات المراقبة أقر بارتكاب الواقعة بكل تفاصيلها، فأمر محقق النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. الأب تواصلنا مع والد المجني عليه، وبنبرات يكسوها الحزن على فقدان نجله قال: «ابني راح من بين إيدينا»في غمضة عين كنا بنجهز علشان نخطبله كنا كلنا بنحلم نشوفه في الكوشه مع زوجته بس خلاص «حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب، امه أصيبت بصدمة عصبية لا تصدق أن ابنها اتقتل، واخواته كلهم هيموتوا عليه من شدة الحسرة على شبابه، المتهم طعن ابني بدون رحمة أول ضربه كانت في ايده والتانية في رقبته، ثم غرس المطوة في صدره والدم ينزف بغزارة، اخوه واصحابه اخدوه للمستشفى على طول، حاول الأطباء إيقاف النزيف وخضع لعملية لسحب الدم من على الرئة لكن دون جدوى،عارف أن حق ابني هاخده بحكم القضاء، لكن ما يؤلمنا أن الحزن سوف يسكن قلوبنا جميعا، وهذا ما أكده لنا أيضا صديق المجني عليه،إبراهيم ناصر، غير مصدق أنه وكل أصدقائه لن يروا كريم مرة أخرى. اقرأ أيضا: طعنة غدر من الجار.. أنهت أحلام صاحب الورشة