يشعل النيران في زوجته وشقيقتها لأنها طلبت الطلاق

الأسكندرية .. محمد مجلي
بعد زواج دام 15 عامًا من سوء المعاملة والتنصل من المسئولية، قررت إيمان الانفصال، عادت الضحية برفقة شقيقتها إلى منزل الزوجية لاستلام متعلقاتها بعد الاتفاق على الطلاق، إلا أن الزوج المتهم، وفي لحظة غدر مروّعة، استدرجهما وسكب عليهما (البنزين) ثم أشعل فيهما النيران.
توفيت إيمان متأثرة بجراحها بعد أربعة أيام تاركة ورائها طفلتين في عمر الزهور شهدتا على الجريمة البشعة، ولحقت بها شقيقتها شريفة، متأثرة بجراحها.
تفاصيل الجريمة المروعة أثارت غضب واستياء الأهالي من الزوج الذي في لحظة جنون حطم أسرتين، سوف نكشفها في السطور التالية.
شهدت عروس البحر الأبيض المتوسط، واحدة من الجرائم الصعبة التي اهتز لها الوجدان الإنساني بعد أن أقدم زوج فى العقد الرابع من العمر على قتل زوجته وشقيقتها بإشعال النيران فى جسديهما، وأنهى حياتهما أمام طفليهما فى شقتهما بمنطقة الورديان، غرب محافظة الإسكندرية، ولم يرحم توسلات الزوجة أو يتذكر أي لحظة طيبة مرت بينهما وتناسى أن بينهما عشرة استمرت لأكثر من 15 سنة.
إيمان وشريفة
قصة الزوجة الضحية إيمان وشقيقتها شريفة احتلت محركات البحث على كافة مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المأساة التي عاشتها الضحية التي دفعت حياتها نتيجة عدم تحمل الزوج لمسئولياته وتنصله منها وإلقاء العبء على الزوجة التي لم تتأخر يومًا عن خدمته ومراعاته ومراعاة ابنتيه، حيث رزقهما الله بطفلتين الأولى تبلغ من العمر 13 سنة والثانية تبلغ من العمر 11 سنة لكنها تركت لهما قصة لن يمحوها الزمان بعد أن فقدتا الأم الحضن الدافئ والملاذ الآمن والأب الذي يعد مصدر الأمان لهما لكنه تسبب لهما فى جرح كبير بعد حرمانهما من والدتهما ومنه أيضًا.
احتارت إيمان فى المفاضلة بين عدد ممن تقدموا لخطبتها منذ 15 سنة، وفي النهاية اختارت المدعو «م. ا» والذي تزوجها بعد أن أقنعها بأنه سيكون السند والأب والزوج والحبيب والأخ لكن بعد إتمام الزواج وبمرور الوقت تبخر الكلام المعسول فى الهواء بعد أن جاءت تصرفاته عكس كلامه وما وعدها به قبل الزواج.
تحملت الزوجة الضحية تصرفات الزوج غير المسئولة والتي امتدت إلى حد التعدى عليها بالضرب تارة والسباب تارة أخرى، وكانت تأمل فى أن يتغير وأن يتبدل حاله للأفضل وأن تصبح تصرفاته بصورة مغايرة لما سار عليه لكن حاله لم يتبدل.
وعلى الرغم من أن الله رزقهما بطفلة قبل 13 عامًا، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا ليتغير حال الزوج للأفضل، فيما ظلت أفعاله غير مسئولة ودائم التعدى عليها ثم رزقهما الله بطفلة أخرى بعد عامين من ولادة شقيقتها الكبرى وخلال الفترة الطويلة دبت بينهما الخلافات فتحملت الزوجة من أجل تربية طفلتيها رغم تعدد حالات التعدى عليها وتركها المنزل.
تصاعد حدة الخلافات
تصاعدت الخلافات بين الزوجين بعد أن تخلى الزوج عن واجباته تجاه بيته وبناته ورفض الإنفاق عليهما ومع تدخل المقربين كانت تتحمل الزوجة وتتلقى المساعدات وتسير الأمور إلا أنه قبل بداية العام الدراسي دبت المشكلات القوية بينهما ورفض الزوج تحمل المصروفات الدراسية رغم تكرار الزوجة المطالبة بالمال لسداد مصاريف الدراسة لكنه ظل يماطل فى الالتزام بواجباته.
ومع بداية العام الدراسي الجديد تنصل الزوج من التزاماته ودبت بينه وزوجته خلافات حادة تعدى خلالها عليها بالضرب المبرح وسلب منها أموالها وهاتفها المحمول وتركها خارج المنزل فاستغاثت بالجيران الذين تدخلوا لمساعدتها خاصة بعد أن طالبتهم بمساعدتها فى الوصول إلى أهلها.
بالفعل وصلت الزوجة الضحية إلى منزل والدها رفقة ابنتها الصغرى وشكت سوء معاملة الزوج وطلبت من والدها التدخل لإتمام عملية الطلاق والانفصال وعدم تحملها ثانية الوضع.
لقاء وغدر
على الفور استجاب الأب لاستغاثة ابنته وطلب لقاء الزوج وتواعدا والتقيا على أحد المقاهي وجه خلاله الأب اللوم للزوج بسبب عدم حسن معاملة ابنته وطلب منه اتمام الانفصال وأبدى الزوج امتثالا كبيرًا لطلبات والد زوجته وانتهى اللقاء بحضن كبير ليؤكد على أنه سيلتزم بما تم الاتفاق عليه.
فى الوقت الذي اطمأن فيه الأب على أن الأمور ستسير على ما يرام ولن تتكرر مأساة ابنته مرة أخرى، حدث اتصال هاتفي بين الزوجين طلبت خلاله الزوجة بالحضور إلى منزلها لاستلام متعلقاتها الشخصية وهاتفها المحمول، بينما أكد الزوج على أنه أحضر حقيبتين لأطفاله للذهاب بهما إلى المدرسة.
طلبت الزوجة إيمان التي كانت أكملت عامها الأربعين قبل عدة أيام من الواقعة من شقيقتها شريفة التي تصغرها بنحو 15 سنة الذهاب معها حتى تكون شاهدة على زوجها في حالة نكرانه وعوده والتعدي عليها.
وما أن وصلت الزوجة رفقة شقيقتها إلى منزل الزوجية وكان فى استقبالها الزوج المتهم فاجأها بالتعدى عليها حيث اصطحبها هى و شقيقتها إلى إحدى الغرف ثم أحضر زجاجات بها مادة سريعة الاشتعال عبارة عن بنزين، وسكبها عليهما ثم أشعل فيهما النيران أمام طفلتيه الصغرى ثم لاذ بالفرار هربًا حتى استنجدت الطفلة بالجيران الذين اتصلوا بالأجهزة الأمنية واسرتها.
نقلت الزوجة وشقيقتها إلى المستشفى للعلاج لكن الزوجة فارقت الحياة بعد 4 أيام من الواقعة ثم لحقت بها شقيقتها وفاضت روحها إلى بارئها.
حزن وجنون
حالة من الحزن الشديد انتابت والد الشقيقتين إيمان وشريفة، متسائلًا عن سبب قيام الزوج بالتخلص من زوجته وشقيقتها بهذه الطريقة المأساوية، مؤكدًا أن ابنته تحملت الكثير من المتاعب والأزمات وذلك حفاظًا على الوحدة الأسرية وعدم تفككهما ورفضت الطلاق من أجل أن تظل بجوار ابنتيها.
وقال والد الشقيقتين المتوفيتين: أنا التقيت الزوج المتهم قبل الواقعة وذلك إما لإنهاء العلاقة الزوجية أو محاولة اتمام الصلح لكن ابنتى أصرت على الانفصال بسبب سوء معاملته لها على مدار السنوات الماضية، لكن المتهم ضرب بهذا الكلام عرض الحائط وكان دائم التعدي عليها لكنها تحملت الكثير من المصاعب والأزمات والعبور بهم إلى بر الأمان.
وطالب والد الزوجة، بالقصاص العادل من المتهم بقتل ابنتيه، معلنًا ثقته الكبيرة في القضاء المصري وأن المتهم سوف ينال العقاب الذي يستحقه.
بلاغ للأمن
تلقت مديرية أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة مينا البصل، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة تلقيها بلاغ من الأهالى باستغاثة طفلة حول تعدى الأب على زوجته وأشعل النار فى جسدها وجسد خالتها وإصابتهما بحروق من الدرجة الأولى.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط مباحث قسم شرطة الورديان وكافة الأجهزة المعنية إلى موقع الحادث وتبين إصابة ربة منزل فى العقد الرابع من العمر وشقيقتها فى العقد الثالث من العمر متأثرين بحروق مختلفة ونقلتا إلى قسم الحروق بأحد المستشفيات.
بإجراء التحريات تبين؛ أن المتهم بارتكاب الواقعة هو الزوج حيث نشبت بينه وزوجته مشادة كلامية تطورت إلى تعدى الزوج عليها وضربها ثم أغلق باب الغرفة بشكل محكم بعد أن أحضر زجاجة بنزين وسكبها على زوجته وشقيقتها ثم أشعل فيهما النيران بسبب خلافات أسرية حادة.
وافادت التحريات أن الخلافات دبت بين الطرفين بسبب عدم التزام الزوج بأداء واجبه نحو أطفاله والتزامه بسداد مصروفات المستلزمات الدراسية وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد وعلى اثر ذلك تركت الزوجة منزل الزوجية قبل أن تعود لإحضار مستلزماتها الشخصية بعد الاتفاق بين الطرفين على اتمام الطلاق.
نقلت الزوجة الضحية وشقيقتها إلى المستشفى لتلقى العلاج الا أنهما توفيتا متأثرين بإصابتهما حيث توفيت الأولى بعد مرور 4 أيام من تلقيها العلاج ثم لحقتها شقيقتها التي توفيت بعدها مباشرة فى جريمة هزت الأوساط السكندرية.
اتخذت كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتم تقنين الإجراءات اللازمة وضبط الزوج الهارب وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة واشعاله النيران فى جسد زوجته وشقيقتها.
تحرر محضر بالواقعة واخطرت الجهات المعنية لمباشرة التحقيق؛ حيث أمرت النيابة العامة بحبس الزوج المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق قبل أن يتم التجديد له بصدور قرار بحبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد له فى الميعاد.
كما أمرت النيابة العامة بسرعة استعجال تقرير الطب الشرعي حول أسباب وفاة الزوجة وشقيقتها وطلب تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة أن وجدت وسماع أقوال شهود العيان والتصريح بدفن جثتي المتوفيتين. .
اقرأ أيضا: إحالة أوراق المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة إلى مفتي الجمهورية