في ليلة فنية امتزج فيها الحنين بالتكنولوجيا، وقف النجم تامر حسني على خشبة المسرح ليغنى بصوته أغنية «كان يا ما كان» في افتتاح مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح. لم تكن الأغنية مجرد فقرة غنائية ضمن برنامج الافتتاح، بل تحولت إلى حدث فنى متكامل مزج بين الصورة والصوت والذكاء الاصطناعي لاستحضار رموز المسرح المصري عبر العصور. ◄ صبحي: تامر كرمنا جميعًا الأغنية التى تعاون فيها تامر مع الشاعر طارق على والملحن كريم نيازى والموزع مؤمن ياسر نجحت فى تحقيق أكثر من 5 ملايين مشاهدة خلال أربعة أيام من طرحها على «يوتيوب»، لتتصدر قوائم التريند وتصبح حديث الوسط الفنى والجمهور على السواء. ◄ أحدث التقنيات استخدم تامر حسنى فى الأغنية أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء ملامح نجوم الزمن الجميل، فى تجربة غير مسبوقة، حيث ظهر فى الفيديو كليب عدد كبير من الرموز، من بينهم زكى طليمات، فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولى، إسعاد يونس، شويكار، شريهان، وسمير غانم، كما تضمنت كلمات الأغنية سردًا شعريًا لتاريخ المسرح المصرى منذ يعقوب صنوع والقبانى حتى الأجيال الحديثة. ◄ اقرأ أيضًا | تامر حسني وعفروتو يشعلان السخنة بأضخم حفل جماهيري ومواصفات عالمية | صور ◄ «كرمنا جميعًا» الفنان الكبير محمد صبحي الذى ذُكر اسمه في الأغنية عبّر عن إعجابه الكبير بالمشروع، وقال: «ما قدمه تامر ليس مجرد أغنية، بل عمل فنى مؤثر خطف حب كل من شاهده. هو فنان صادق، يحب زملاءه ويقدّر تاريخ الفن المصرى». وأضاف: «تامر كرمنا جميعًا، أجيالًا سابقة ولاحقة وصاعدة، وأقول له من قلبى: كم أحبك وأحترمك يا تامر». ◄ حزن جميلة لكن بين التصفيق والإعجاب، خرج صوت معترض من الجيل الجديد، عبر الفنانة جميلة عوض، حفيدة الفنان الكبير محمد عوض، التى عبّرت عن استيائها من تجاهل اسم جدها فى الأغنية والفيديو كليب. وقالت جميلة إنها شعرت بالحزن لتناسى اسم جدها، الذى قدم أكثر من 100 مسرحية واعتبرته أحد أهم أعمدة المسرح المصرى، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها لا تشك فى حسن نية تامر حسنى أو النقابة، لكنها دعت إلى إمكانية استدراك الأمر بإضافة كوبليه جديد يضم اسم جدها ضمن الرموز المسرحية المذكورة. ◄ الوفاء والنسيان تحول النقاش حول الأغنية إلى ما يشبه مناظرة بين جيلين، جيل الرواد الذين صنعوا المجد المسرحى، وجيل الأحفاد الذين يرون أن من حق كل فنان ترك بصمته أن يُذكر ويُحتفى به. فبينما أشاد كثيرون بفكرة استخدام الذكاء الاصطناعى لتخليد الرموز، حذر آخرون من خطورة أن تتحول هذه التقنية إلى أداة انتقائية تكرم البعض وتنسى آخرين. ورغم الجدل، يبقى المؤكد أن تامر حسنى قد أيقظ ذاكرة المسرح وأعاد الحديث عن رموزه فى زمن انشغل فيه الجمهور بالمنصات السريعة والتريندات العابرة. في النهاية، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع اختيارات تامر حسنى، فإن «كان يا ما كان» أعادت إلى الأذهان تلك الأصالة التى تربط المصريين بالمسرح، البيت الأول للفن، والمكان الذى صعدت منه كل الأسماء اللامعة.