مصر الكروية لا تزال نمبر وان فى قارة أفريقيا بالأرقام والإحصائيات والتاريخ، وهذا لا يقلل على الإطلاق من الحالة المزاجية العالية جدًا التى تصنعها الإنجازات المدهشة التى تحققها المغرب على الصعيدين العالمى والافريقى فى كل الأعمار السنية.. كل ما فى الأمر أن مصر الكروية تمر بحالة من الهدوء وتحتاج لمزيد من التركيز والتخطيط طويل الأمد كى تعود ملكة قارية بعدما طالت سنوات الهجر والغربة مع آخر بطولة أحرزها الفراعنة تحت قيادة المعلم حسن شحاتة المدير الفنى التاريخى للمنتخب الأول والذى تحققت تحت ولايته ثلاثية أفريقية افريقية متتالية وهو إنجاز لم تحققه الشقيقة المغرب على مدار تاريخ أفريقيا الكروى. وبنظرة تحليلية للمشهد الحالى والذى تهيمن فيه الشقيقة المغرب على منطقة الضوء الأفريقى منذ بلوغها مربع المونديال فى قطر 2022، نجد أن المغرب وصلت مسيرتها المتوهجة باحتكارها بطولة أفريقيا للمحليين ثلاث مرات من 2018 إلى 2025 وإحرازها الميدالية البرونزية فى أولمبياد باريس 2024 ثم عبورها مؤخرًا إلى نهائى مونديال الشباب لمواجهة الأرجنتين على اللقب فجر الإثنين المقبل وهذا إنجاز تاريخى للشقيقة المغرب. وإذا عدنا إلى الوراء سنجد أن منتخب مصر للشباب منذ نحو ربع قرن نجح فى الوصول إلى المربع الذهبى تحت ولاية الكابتن شوقى غريب واكتفى يومها بإحراز الميدالية البرونزية فى إنجاز مدوٍ للقارة السمراء آنذاك، وفى الزمن الحديث فاز الفراعنة الكبار على المغرب بكل نجومها تحت ولاية كيروش المدير الفنى السابق، كما نجح منتخب مصر الأوليمبى تحت قيادة البرازيلى الداهية ميكالى المدير الفنى السابق فى السير مع المغرب كتفا بكتف وذهب بعيدًا فى أولمبياد باريس 2024 محققًا المركز الرابع خلف المغرب الثالث بعد مسيرة مذهلة لجيل ميكالى فى الدورة الأولمبية شهدت فوزه على اوزبكستان وإسبانيا وباراجواى «قاهرة الارجنتين والبرازيل» وكاد أن يفعلها ويعبر على حساب فرنسا ولكن الثلاثة الكبار فى منتخب الديوك رجحوا كفتهم. مصر كانت ولا تزال سيدة القارة الإفريقية فى كل زمان ومكان، وأظنها ستحلق بعيدًا فى السنوات القادمة فى ظل فكر الدولى المخضرم المهندس هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصرى وعضو الفيفا والدعم المكثف من د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة. ومن أجل عودة مصر إلى ريادتها الكروية الأمر يتطلب السير فى اتجاه واحد لا بديل عنه، ألا وهو استقدام وجلب اللاعبين المصريين الذين يحملون جنسيات أخرى فى سن مبكرة وضمهم لمعسكرات منتخبات البراعم والناشئين والشباب واحتضانهم بكل ما تحمله الكلمة من احترافية ولك أن تتخيل أن البرازيلى ميكالى فى أحد معسكراته الانتقائية لمنتخب مصر للشباب شاهد 21 لاعبًا مصريًا يحملون جنسيات أخرى وقال عنهم أنهم موهوبون ولديهم إمكانات مبهرة، ولكنهم يحتاجون للوقت من أجل انصهارهم فى بوتقة فريق واحد وعندما تحدث حالة الانصهار سيحدث الانفجار ونشاهد جيلًا مصريًا فى ثوب أوروبى، وأضف إلى ذلك أن القطفة الأولى من الجيل المصرى الأوروبى تحتاج لعقلية بحجم وقيمة ميكالى الذى أثبت عمليًا أنه يمتلك أدوات اللعبة والنجاح سواء على صعيد تطوير اللاعبين أو المدربين وهو ما وضح من تجربته الأولمبية مع مصر.. وحسنًا فعل المهندس هانى أبوريدة بتدشين لجنة لمتابعتهم واستقدامهم كخطوة أولى نحو استثمارهم.. مصر تمتلك جيلًا أوروبيًا خارج الحدود بمثابة الكنز والاستعانة بهم واستعادتهم أول الطرق نحو السيادة والازدهار الكروى.