رحّب سياسيون فلسطينيون بانعقاد قمة السلام في شرم الشيخ، واعتبروا أنها بمثابة حدث تاريخي نحو إرساء السلام وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة بعد عامين من اندلاعها، مشيرين إلى أن الدور المصرى "رائد وغير مسبوق" وبرهن على قدرة مصر القوية على فرض رؤيتها لإنهاء النزاع، وعوّلوا على جهود مصرية قريبة لإنهاء الانقسام الفلسطينى والذهاب باتجاه حل القضية على أساس حل الدولتين. وقال السفير بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق فى مصر ومسؤول حركة فتح فى القاهرة سابقًا إن ما فعلته مصر يُعتبر عملًا رائدًا وغير مسبوق وقدّم براهين عديدة لكثير من دول العالم على أن هذه هى مصر القوية التي تستطيع أن تفعل أشياء يصعب على غيرها إنجازها، وأن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدد من ملوك وزعماء العالم لإنهاء الحرب يُعد عملًا يعكس مكانته ومكانة مصر لدى العالم، باعتبار أن القاهرة تُعد ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط، مضيفًا: «لمصر التحية والتقدير على جهودها لإحلال السلام». وأوضح أنه من المتوقع أن تساعد قمة شرم الشيخ فى استمرار وقف إطلاق النار، وأن تتجاوز المرحلة الأولى إلى مراحل أخرى تالية بما يضمن عدم عودة إسرائيل لاستئناف الحرب مرة أخرى، كما أن القمة تدعم الأمن والاستقرار فى قطاع غزة بما لدى الدول المشاركة من ضمانات يمكن أن تضغط بها على الاحتلال الإسرائيلي، وأشار إلى أن أهالى القطاع يتشوقون لانتزاع الخوف من قلوبهم بعدما تعرضوا لكل أشكال القتل والتدمير والتشريد، وأن يعود الأمن لغزة والاتجاه نحو إعادة إعمار القطاع، وهو أبرز مكاسب قمة شرم الشيخ، بانتظار أن يكون هناك أدوار واضحة للمانحين خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى ضرورة التأكيد على حضور السلطة الفلسطينية فى مستقبل قطاع غزة باعتباره جزءًا لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن يكون الاعتراف الدولى بدولة فلسطين ليس حبرًا على ورق بل يتحول إلى قرارات يتم تنفيذها وتتماشى مع الشرعية الدولية بإقامة الدولة فى غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية على حدود 1967. ◄ اقرأ أيضًا | عمرو موسى: قمة شرم الشيخ لحظة دقيقة ومرحلة إيجابية لإنهاء الحرب في غزة ◄ إنهاء الخلافات وأوضح أن الفصائل الفلسطينية يمكن أن توظف القمة لصالحها عبر إنهاء الخلافات المنهجية والمستمرة منذ عقود، والتيقن من أن هناك شعبًا فلسطينيًا واحدًا فى محنة كبيرة تستدعى أن تكون هناك استراتيجية متفق عليها من جانب جميع الفلسطينيين لإقامة الدولة، وأن الاستمرار على الوضع الراهن سوف يساهم فى خسارة الفصائل كثيرًا على مختلف توجهاتها، وأن البحث عن القواسم المشتركة الآن يعد أمرًا ملحًا مع ضرورة انضمام حركة حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بأهمية التزام المنظمة بتعهداتها السابقة أمام العالم. وأكد القيادي بحركة فتح فى قطاع غزة والباحث والمحلل السياسى عماد عمر أن قمة شرم الشيخ تُعتبر ضمانة أساسية لوقف الحرب على قطاع غزة، وخاصة أنها تضم عددًا من الدول الكبرى فى مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ورئيسها دونالد ترامب، وهى المرة الأولى التى يلتقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فترة رئاسته الثانية، كما أن القمة تُعد حدثًا تاريخيًا يعبر عن حرص مصر والقيادة الفلسطينية على تنفيذ خطة الرئيس ترامب، وهناك تعويل فلسطينى على أن تمضى مسارات السلام فى ظل الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية والتضامن الدولى الواسع مع الشعب الفلسطيني، خاصة من دول الاتحاد الأوروبى ودول أخرى. وأشار إلى أن المراحل القادمة من خطة ترامب ربما تشهد تطورات دراماتيكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة، وهو ما يتطلب استراتيجية عمل عربى مشترك تجاه كل القضايا المتعلقة بالمرحلة المقبلة، لا سيما أن غزة بانتظار تشكيل لجنة تكنوقراط هى من ستدير شئون القطاع إلى جانب مجلس السلام الدولي، والذى سيكون له دور فى العديد من قضايا السلام بالمنطقة، إلى جانب القضية الفلسطينية، منها الملف السورى وملفات أخرى. ◄ مرحلة جديدة وأكد أن قطاع غزة يتطلع إلى مرحلة جديدة ما بعد قمة شرم الشيخ تتعلق بإعادة الإعمار وترتيبات الوضع الأمنى وإدخال المساعدات ونشر قوات دولية تحافظ على الاستقرار لإنجاح خطة الرئيس الأمريكي، وهو ما يتطلب موقفًا عربيًا قويًا وداعمًا إلى جانب التماسك الفلسطيني، وأن كافة الفصائل مدعوة الآن لاستنهاض أدوارها مع ضرورة انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية فى غضون عام من الآن لانتخاب قيادة جديدة، وإقناع المجتمع الدولى بأننا نستحق إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. ولفت إلى أن مصر لعبت دورًا كبيرًا منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب نحو إفشال مخططات إسرائيل، حينما أفشلت مشروع تهجير الشعب الفلسطينى إلى شبه جزيرة سيناء بقرار شجاع من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مصر حشدت جهدًا كبيرًا لدفع الاحتلال الإسرائيلى إلى وقف الحرب وإقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية بضرورة حدوث ذلك، كما أن مصر ذهبت إلى مسارات أخرى، بينها المسار الإنسانى بعد أن وفرت كميات كبيرة من القوافل التى قدمتها الحكومة المصرية والشعب المصرى باتجاه معبر رفح لإدخالها إلى غزة. وذكر أن اللجنة المصرية لإغاثة قطاع غزة لعبت دورًا مهمًا فى توزيع المساعدات وفتح المخيمات وإيجاد وسائل نقل للفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، كما أن مصر فتحت مطاراتها وخصّصت وسائل لنقل المساعدات من الدول العربية والإسلامية الأخرى التى ساعدت فى الملف الإغاثي، والعمل على إدخالها إلى القطاع، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يكون لمصر دور مهم فى الأيام القادمة لدعوة قادة الفصائل لإنهاء الخلافات وكذلك تهيئة الأجواء لإنجاح الترتيبات الأمنية فى غزة. وشهد مطلع هذا الأسبوع تدفّق أعداد كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفى يوم الأحد الماضى جرى إدخال نحو 400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، فى حين يجرى العمل على ترتيبات لإعادة فتح معبر رفح لتسهيل تدفق مواد الإغاثة وعودة المدنيين. وأفاد التلفزيون الفلسطينى بأن نحو نصف مليون فلسطينى عادوا إلى مدينة غزة شمالى القطاع، رغم الدمار الكارثى الذى طال أكثر من 90% من المدينة.