ينظر الأطفال دائمًا لأمهاتهم أنهن الجيش الأول للدفاع عن حقوقهم واللجوء الآمن لهم فى أصغر التفاصيل إلى أكبرها.. ومع مرور أكثر من شهر على بداية العام الدراسى الجديد وعادت جروبات «الماميز» تدق أجراسها على هواتف الأمهات.. بدأ معها التضارب فى الأحاسيس بين الاستفادة من التحدث عليه وحل المشاكل الخاصة بهم من المدرسة أو السلوكيات السلبية أو الإيجابية وبين إهدار الوقت فى الأحاديث الجانبية غير الهادفة فى الدراسة بشكل كبير.. لهذا نتطرق بين الأمهات ونرصد آراءهن فى وجود «جروب الماميز» فى حياتهن اليومية وكيفية التعامل معه فى الشقين الهادف وغير الهادف. الأمهات: «الواتساب» درع الدفاع عن الأولاد ومشاركتنا للمدرسة فى القرارات «صحية» «رنا نور» وهى أم لطفلة فى مرحلة الكى جى قالت عن جروب «الماميز»: «جروب الأمهات من أهم الحاجات المفيدة جدا للأمهات لمتابعة الأم للطفل فى المدرسة خصوصا فى السن الصغيرة وبيقدم دعم نفسى للأم بدرجة كبيرة جدا خصوصا الأمهات اللى أول تجربة ليهم فى المدرسة، بالإضافة إلى المساعدة فى الواجبات المدرسية فكل الأمهات بيساعدوا بعضهم فى فهم بعض التفصيلات التى لا يعرفها الآخرون، والجروب مفيد أيضا فى الاستشارات الطبية لو حد محتاج دكتور أو مستشفى موثوق فيه بيبلغوا بعض وبيتم المتابعة معانا والاطمئنان على الأطفال من الأمهات وتقديم الدعم النفسى لي». أما عن الأم «هبة المغربي» فقالت: «لما بنكون إيد واحدة كماميز، بيكون عندنا قوة حقيقية فى الدفاع عن أولادنا فى أى موقف ممكن يحصل، لأن الغلط وارد، واللى يهمنا دايمًا هو إن مصلحة ولادنا تكون فى المقدمة، لما بنتكلم بصوت واحد، وبطريقة محترمة ومنظمة، المدرسة بتسمع وبتحترم الرأى أكتر، وده بيخلى أى مشكلة تتصلح بسرعة وبهدوء، كمان لما الأمهات يكونوا متحدين، بيبقى فى روح تعاون جميلة بينا، كل واحدة بتساعد التانية، وده بينعكس إيجابى على الأطفال نفسهم، لأنهم بيشوفوا قدامهم نموذج للتفاهم والدعم والاتحاد مش معناه نعارض المدرسة، بالعكس، ده معناه إننا بنشاركها فى هدف واحد وهو راحة أولادنا وتقدمهم، وفى النهاية قوة جروب الماميز الحقيقية مش فى عدد الرسائل، لكن فى النية الطيبة». وأخيرا الأم «إيمان محمود» والتى قالت :» أنا كأم لبنتين، واحدة فى المرحلة الابتدائية والأخرى فى الإعدادية، أجد نفسى مضطرة أن أكون متواجدة على «جروبات الماميز» يوميا، لأنها تحتوى على معلومات مهمة عن الدراسة والواجبات والتعليمات الخاصة بالمدرسة، ولا أنكر أننى أستفيد أحيانًا من متابعتها، خصوصًا فيما يتعلق بمواعيد الاختبارات أو تنبيهات المعلمين.. لكن على الجانب الآخر، يتحول الجروب فى كثير من الأوقات إلى ساحة للكلام الزائد، مناقشات طويلة قد لا تخص الجميع، أو جدال حول تفاصيل بسيطة. هذا «السيل» من الرسائل المتواصلة يجعل متابعة الجروب مرهقة، ويستهلك وقتًا كان من الممكن أن أستثمره مع بناتى أو فى عملي.. الأمر لا يتوقف عند جروب أساسى للصف فقط، بل يتشعب ليشمل جروبات فرعية لكل مادة دراسية، وهو ما يضاعف الضغط، أحيانًا أشعر أن متابعة هذه الجروبات أصبحت مهمة إضافية تُلقى على عاتقي، وكأننى مطالبة بدوام كامل لمراقبة الرسائل حتى لا يفوتنى أى جديد. لذا أعتقد أن «جروب الماميز» سلاح ذو حدين، بين منفعة حقيقية لا يمكن تجاهلها، وبين عبء يومى يحتاج إلى تنظيم وضبط، حتى لا يتحول من وسيلة للتعاون بين الأمهات إلى مصدر للتوتر والضغط المستمر. وتعليقًا على هذا قالت الأخصائية النفسية د. سمر كشك، فى البداية الجانب الإيجابى من الناحية النفسية للأمهات فهو يساعد على معرفة كل ما يحدث فى المدرسة لأن هناك بعض إدارات المدارس تعمل على إخفاء بعض مشاكل الطلاب ولكن الأمهات لم يفعلوا هذا، أما عن الجانب السلبى الواضح من إنشاء «جروبات» للأمهات فهو متابعة الخلافات السطحية بين الأمهات وبعضهن البعض على الجروب مما يعمل على خلق حالة من التوتر والعصبية لأن كل أم تتحدث بطريقتها سواء كانت عصبية أو هادئة ويصل الأمر إلى وصول أكثر من 1000 رسالة ومطلوب من الأمهات متابعة هذا الكم الكبير من الأحاديث، والحل للحد من هذا العبث هو عمل جروب بين إدارة المدرسة والأمهات للتبليغ بما يحدث من مشاكل أو متابعات دراسية وهذا كاف. وأضافت «كشك» أنها ضد هذه الجروبات ومن تجربتها الشخصية فهى كانت لا تتابعها تماما خلال فترة دراسة أبنائها لعدم الخوض فى تشتت ذهنى والتركيز على الدراسة فقط، وتعمل على متابعتهم بشكل مباشر، وهذا ما تنصح به الأمهات وهو التقرب والتحدث مع الأبناء لخلق علاقة صداقة بينهم ليستطيعوا أن يحكوا المشاكل التى يقعون بها قبل أن يحكوا المميزات التى حصلوا عليها من يومهم الدراسي. وعن رأى د. «هالة منصور» أستاذ علم الاجتماع، قالت إن التكنولوجيا الحديثة لها المميزات والعيوب وإذا كنا نستخدمها فنقوم باتباع الخطوات اللازمة التى تجعلها مفيدة وغير ضارة ومنها «جروب الماميز» الذى أصبح أحياناً به أشياء وهمية وغير حقيقية من قبل الأمهات كما أنه يسبب نوعا من أنواع الإزعاج غير الطبيعى فكل هذه الأمور يجب أن يكون هناك مراعاة لأوقات الآخرين، لذلك لا بد على أدمن الجروب أن يضع الضوابط اللازمة للحديث عليه ويكون متابعا بشكل دائم لما يرسل عليه لأنها مسئوليته التى كُلف بها منذ إنشائه ولا يجعله ينحرف عن الأغراض التى أنشئ لها منذ البداية، ووفقاً لأهدافه وهى متابعة الأبناء أثناء الدراسة، وأى خروج على هذا أو أى تعكير لصفو الموضوع يتم إخراج الشخص على الفور لعدم تسببه فى أى مشاكل تتفاقم فيما بعد بين الأمهات الآخرين. وعن رأيها فى أسلوب متابعة الأمهات قبل التكنولوجيا وأنهم كانوا باستمرار مع أبنائهن ويصلن بهم لمراحل تعليمية متفوقة قالت إن هناك فرقا بين المتابعة كمتابعة وبين الرقابة وتدخل فى كل التفاصيل وفرض الرقابة غير اللازمة ونشر ما يخص أبناءها على الملأ وهذا ما يجب أن تنتبه له الأمهات، أن تقوم بمعالجة الأمور بدون الإعلان عنها ولو أعلنتها يكون هناك آداب الإعلان لكى تكون مجرد تجربة للناس تستفيد بها بدون تجريح أو إساءة أو تشهير بأى موقف. وأخيرًا تنصح «منصور» الأمهات فى تعاملاتهن على جروب الأمهات أو أى وسائل من التواصل الاجتماعى أنهن لا يعتمدن على التكنولوجيا بشكل كامل ويستخدمنها بطريقة أفضل لأن مثل هذه الجروبات تسهل أمورا كثيرة وتنقل خبرات أكثر، ولا بد من ترشيد الاستهلاك بما يحقق الهدف، والشيء المهم جداً هو مراعاة خصوصيات أولادنا وعدم التشهير بهم ونشر مشاكلهم على الملأ، لأن بعض الأمهات تحديداً ينقلن أخبارا عن أولادهن ليس مفروضا أن تعرف عنهم، وعند معرفة الصغار بهذا يسبب لهم الأذى النفسي.