كانت السينما المصرية لم تعد تقبل أن تقيد نفسها بديكورات.. وحدود صناعية توجدها في جو أبعد عن التصديق.. وخرجت الكاميرا لتنطلق في أجواء أخرى حقيقية وطبيعية. وكان هذا الفكر الجديد للسينما وخروج الكاميرا إلى الشارع والحارة المصرية هو بداية صفحة جديدة. وأثناء قيام الفنانة هند رستم لتصوير بعض اللقطات في فيلم (باب الحديد) حدث مالم يحمد عقباه، وأصيبت بكسر في إحدى ساقيها، وكدمات متفرقة في جسدها بحسب مانشرت مجلة آخر ساعة عام 1963. السطور التالية تروي حادثة سقوط هند رستم على قضبان السكة الحديدية عقارب الساعة كانت تشير الى السادسة صباحا.. بينما جزء من ورش مخازن القطارات في محطة مصر، وأحد القطارات في طريقه إلى محطة كوبري الليمون.. حيث بائعات الكازوزة يقفزن داخل القطار ليوزعن على ركابه مايحملنه في الجرادل المليئة بالزجاجات والثلج، وواحدة من البائعات هي هند رستم، والتي كانت ترتدي جلباب بلدي مقلم تحاول أن تقلد فتيات هذه المهنة. وأثناء دخول القطار وقفت هند تستعد للقفز إليه وتنظر وراءها إلى المخرج يوسف شاهين لتأخذ منه إشارة البدء، والذي صرخ مناديا عليها "هند" والتي أسرعت لتؤدي دورها في هذا المشهد، وهاهي تستعد للقفز إلى القطار لكن حدث مالايحمد عقبال. اقرأ أيضًا| رأي توفيق الحكيم في المرأة والحب.. السر في البطاطس هرولت مسرعة لكنها قفزت في الهواء وسقطت على قضبان القطار، وانطلقت منها صرخات مدوية ولم تعد تقدر على الحركة، فما كان من المخرج يوسف شاهين وفريق العمل المصاحب له بالجري سريعا وحملوها وسط أنينها الذي يشوبه ألم شديد، وأصيبت بكسر في إحدى ساقيها، وكدمات متفرقة في جسدها، إلى المستشفى لتقضي فيها أياما تحت العلاج، وتوقف التصوير حتى تخرج بطلة الفيلم من المستشفى.. والتي أرادت أن تؤدي دورها بصدق.