الأعمار بيد الله مهما تعددت الأسباب وأثارت تساؤلات الناس وكثر استخدامهم لفظ الندم ''لو''.. لو لم يفعل، لو لم يهمل، لو سمع النصيحة.. طبعا الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بالأسباب إلا أننا فى نفس الوقت قد نغفل عنها مرة ومرات، وفى إحداها يقضى الله ما أراد. وبقدر حزنى على فراق زميلى وصديقى عثمان سالم، إلا أن الصلاح الذى كان عليه يخفف كثيرا من أحزاني، لأن الله أنعم عليه بأفضل حسن ختام .. سبحان الله تجمعت فيه كل أشكال حسن الخاتمة.. توضأ وسار إلى المسجد بخطوات محسوبة حسنات فى ميزانه ثم صلى ودعا وابتهل وسبح بحمد الله، وكرر العودة بنفس الخطوات المباركة، ثم وقعت الحادثة فأصبح شهيدا.. هذه النعمة الكبيرة أتمناها لنفسي.. أتمنى هذا الطريق إلى الآخرة الذى مشى فيه عثمان سالم.. هو الآن فى قبر مجهز له على طراز روضة من رياض الجنة، ويوميا يزور الجنة مرتين ليرى مصيره الخالد، لأن الله أخبرنا أن الموتى يعرضون على الجنة والنار مرتين صباحا ومساء حسب أعمالهم.. وهى على حد يقينى الحياة الوسطية بين الدنيا والآخرة.. فلا يوجد عذاب قبر بالمفهوم الرائج.. الراحة فى القبر هى مشاهدة الرجل الصالح للجنة وعرضه عليها دون دخولها، والعكس صحيح، العذاب للرجل الطالح هو العرض على النار ليظل مرعوبا ومذعورا ومعذبا قبل أن يدخلها.. رحم الله الزميل والصديق عثمان سالم الذى يعرضه الملائكة الآن على جنته الموعودة.