حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مجلس الشيوخ الأمريكى يتوصل إلى اتفاق مبدئى لإنهاء الإغلاق الحكومى    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    لمواجهة ارتفاع الأسعار.. التموين: طرح زيت طعام 700 مللي ب 46.60 جنيه في 1060مجمعا استهلاكيا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    غارات جوية أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد زور |الإخوان زيفوا التاريخ وكتاباتهم خطر على الأجيال القادمة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 11 - 10 - 2025

منذ نشأتها فى عشرينيات القرن الماضى، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين مجرد تنظيم دينى يسعى لنشر أفكاره، بل كانت مشروعًا سياسيًا متكاملًا هدفه السيطرة على مفاصل الدولة وإعادة تشكيل المجتمع وفق رؤيتها الخاصة، ولتحقيق هذا الهدف، لم تتردد الجماعة فى استخدام أدواتٍ متعددة، من التحالفات السياسية إلى العنف المُسلح، ومن الخطاب الدينى إلى التلاعب بالروايات التاريخية.. أحد أخطر أدوات الجماعة كان السرد التاريخى المُوجه، الذى سعت من خلاله إلى إعادة كتابة التاريخ المصرى بما يخدم مصالحها ويشوه خصومها، لم يكن هذا مجرد اختلاف فى وجهات النظر، بل كان محاولة مُمنهجة لتزييف الوعى الجمعى، عبر نشر الأكاذيب، وتضخيم الأحداث، وتجاهل الحقائق، وتقديم رواياتٍ بديلة تتماشى مع خطاب الجماعة.. وقد كان الرئيس جمال عبدالناصر، الذى قاد ثورة يوليو 1952 وأسس مشروعًا وطنيًا قائمًا على العدالة الاجتماعية والاستقلال السياسى، من أبرز ضحايا هذا التزييف، فبعد أن اصطدمت الجماعة بمشروعه القومى، بدأت حملة شرسة لتشويه صورته، واتهامه بالاستبداد، والترويج لروايات تعذيب فى السجون، والتقليل من إنجازاته فى مجالات التعليم والصناعة والكرامة الوطنية.. لكن التاريخ لا يُكتب بالشائعات، ولا يُمحى بالتحريف، فوثائق الدولة، وشهادات المعاصرين، وإنجازات الواقع، كلها تقف شاهدًا على أن ما روجته الجماعة لم يكن سوى محاولة يائسة لإعادة صياغة الماضى بما يخدم طموحاتها السياسية، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة، وعلى حساب ذاكرة الشعب المصرى.. وانتقل التزييف إلى عصر الرئيس أنور السادات، فشكك الإخوان فى نصر أكتوبر المجيد وحاولوا تشويهه وانحازوا كعادتهم للعدو الإسرائيلى.
واستمر تزييف التاريخ على يد الإخوان فى العصور التالية حتى بلغ ذروته فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ليروجوا الأكاذيب ويحاولوا تلفيق الأحداث وليّها وكتابة تاريخ الحقبة التى نعيشها وكلنا شهود عليها بتضليل كامل مستغلين فى ذلك وسائل التواصل وأدوات الإعلام المختلفة.
« » تفتح ملفًا يرصد الأكاذيب التاريخية والادعاءات التى روجتها جماعة الإخوان المسلمين عبر سنواتها لتشويه التاريخ الوطنى المصرى.
اقرأ أيضًا | البيزنس الأسود لجماعة الأخوان «الإرهابية» تستخدم التبرعات وحصيلة الاستثمارات لتمويل المنصات الإعلامية الموجهة ضد مصر
فى البداية يقول مصطفى بكرى عضو مجلس النواب: إن جماعة الإخوان المسلمين تتبع نهجًا ثابتًا منذ عام 1928 قائمًا على تزييف الحقائق وتشويه الواقع، وتقديم الأكاذيب على أنها حقائق صحيحة، هذا النهج يهدف إلى تزييف وعى المواطنين وتقديم الجماعة ك «ضحايا» متلبسين ب «المظلومية» طيلة الحقبة التاريخية.
وأشار بكرى إلى أن هذا التزييف ظهر جليًا فى الفترات الانتخابية، وتحديدًا منذ عام 2005 وحتى الآن، كانوا يكذبون على الناس بشعارات زائفة تستهدف دغدغة مشاعرهم، مثل شعار «على القدس رايحين، شهداء بالملايين».
لنكتشف أنه أثناء توليهم الحكم خططوا للتفريط فى سيناء، وسعوا إلى منح 720 كيلومترًا من أراضى سيناء لحركة حماس، بقصد تهجير الفلسطينيين.
وعندما أعلن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل فى نوفمبر 2012، وكانوا فى الحكم، لم يجرؤ رئيسهم محمد مرسى على الرد على هذا الإعلان.
وليس خفيًا على أحد رسالة محمد مرسى إلى شيمون بيريز فى 19 نوفمبر 2012، والتى وصفه فيها ب «الصديق الوفى» وتمنى فيها «الرغد لإسرائيل».
وأضاف بكرى: لقد فشلت الجماعة فى حل الأزمة الاقتصادية، واستغلوا شعار «الإسلام هو الحل» وادعوا رغبتهم فى تطبيق الشريعة وحكم الله، وهذه أكبر كذبة تاريخية للجماعة، حيث حاولوا طوال تاريخهم للترويج بأنها الجماعة الربانية لكسب تعاطف المصريين لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا وانكشفوا أمام الجميع.
وأوضح بكرى: أن الإخوان حاولوا استدعاء بعض حوادث التاريخ لإثارة الفتنة فى المجتمع وعملوا على تصدير خطاب ضد المواطنين الأقباط، ثم قاموا بإحراق الكنائس انتقامًا من مواقف الأقباط الداعمة لثورة 30 يونيو وللجيش المصرى.
وأكد بكرى أن شائعات الإخوان هى وقتية وسرعان ما تتكشف حقيقتها، مشيرًا إلى أن أكبر كذبة فى تاريخ الوطن انكشفت للمواطن المصرى عندما وصلوا إلى الحكم لمدة عام، أدرك الشعب مرمى وأهداف هذه الاكاذيب والشائعات، ولذلك انصرف عنها ولم يلتفت إليها.
وشدد بكرى على ضرورة أن يكون الإعلام «إعلامًا تعبويًا مقاتلًا» لمواجهة ما وصفه ب «حرب الشائعات والأكاذيب والجيل الرابع من الحروب»، التى تتولاها جماعة الإخوان ومن خلفها أجهزة استخبارات أجنبية، يجب على الإعلام أن يواجه ويوضح الحقائق ليس فقط عبر شاشات التليفزيون والصحافة، ولكن أيضًا عبر السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، يجب أن تكون هناك خطة مُمنهجة لمواجهة الشائعات وتكذيبها بالمعلومات والحقائق.
وأكد د. جمال ابوشقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ومحاضر بالأكاديمية العسكرية العليا، أن جماعة الإخوان المسلمين هى أكثر من زيف تاريخ مصر المعاصر، وصدق القول بأنهم يكذبون وكذابون إلى أبعد مما يمكن تصوره.. ويمتلكون قدرة هائلة على قولبة الحوادث وتلفيق الشهادات الزور.
لقد كتب الإخوان عددًا كبيرًا جدًا من الكتب، ربما أخطرها هى الكتب المعروفة بكتب المذكرات والذكريات، هذه الكتب معروفة بأنها مليئة بالعيوب، ولا يجب اعتبارها كتب تاريخ بل يجب نقدها وتفكيكها.
وأشار شقرة إلى أن هذه الكتب تتسم بالذاتية وتضخم الأنا للكاتب فيرى الوقائع من زاويته فقط.. والمبالغة فى دور الكاتب، والتزييف والكذب لإثبات وجهة النظر والتبرير والدفاع عما ارتكبوه من أخطاء وخطايا.
وهذه الكتب كثيرة جدًا، بداية من مذكرات حسن البنا، وكتاب «الداعى والداعية»، مرورًا بكتب الذكريات التى تحدثت عن أحداث مثل: 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، ورابعة العدوية، والنهضة، وكل الأحداث التى شُوهدت بالعين كتبوا فيها ذكرياتٍ ومذكرات كثيرة كلها تزوير.
وأضاف شقرة: أن هذه الروايات هى روايات إخوانية، ويجب الحذر عند التعامل معها نحن لا نعتمدها ككتب تاريخ، ولكن نعتمد عليها بعد مقارنتها بعدد كبير من الروايات الأخرى، على سبيل المثال عندما تكتب مجموعة ممن اعُتقلوا زمن الرئيس جمال عبدالناصر بعد حادثة المنشية فى 1954، والذين اعُتقلوا بعد المؤامرة الكبرى فى 1965، نجد عند استخدام رواياتهم ومقارنتها بروايات الشيوعيين الذين كانوا فى السجن نفسه وتعاملوا مع الإخوان. عندئذ، نجد فارقًا كبيرًا فى الروايات بين الطرفين، فنحن هنا أمام أكاذيب كثيرة فى كتابات وروايات كل من عمر التلمسانى، صلاح شادى، صالح أبورقيق، مهدى عاكف، زينب الغزالى، يوسف ندا، وغيرهم الكثير، خصوصًا الكتابات التى تتكلم عن الذاتية، خاصة الكتابات التى تكلمت عن السجون والمعتقلات ومذابح القلعة وسراديب الشيطان هى كتب سوداء ومليئة بالأكاذيب المضللة.
وأضاف جمال: أن هناك أمثلة كثيرة من هذه الأكاذيب ومنها نفى حسن البنا قتل الجماعة للنقراشى باشا وأن من قتلوه ليسوا من الإخوان، وادعاؤهم بأنهم ليست لهم علاقة بحادث المنشية ومحاولة اغتيال جمال عبدالناصر سنة 54 وزعمهم بأنها مسرحية لكسب عطف الشعب المصرى، ثم يثبت بعد ذلك أن الرصاصات التى تم استخدامها فى محاولة اغتيال عبدالناصر حقيقية، وأنه كان الهدف فعلاً اغتياله.
وادعاؤهم وأكاذيبهم اتضحت بعد نجاح ثورة 23 يوليو، فخرجوا فى الميادين عندما أسُست هيئة التحرير، بهتافاتهم المعروفة ويرفعون شعارهم «المصحف والسيف» وهذا السلوك استفز جمال عبدالناصر فطلب من الصحفيين أن يكتبوا للشعب المصرى ويوضحوا له الصورة بأن الثورة التى قامت فى 23 يوليو 52 هى ثورة ضباط وطنيين وليست لها علاقة بجماعة الإخوان أو بغيرها.
وأوضح د. شقرة أيضًا أكاذيبهم على السد العالى وادعاء عمر التلمسانى بأن السد العالى سد مشئوم، وسيأتى على مصر بالخراب، ونحن هذه الأيام وقبل ذلك أيضًا نشهد معجزة السد العالى الذى أنقذ مصر من الفيضان العظيم كما أنقذها من سنوات الجفاف فى التسعينيات.
افتراءات تاريخية
وفى سياق الأكاذيب وحملات التشويه التى استهدفت الرموز الوطنية المصرية، يقول أستاذ علم التاريخ: إن سلسلة الأكاذيب التى روجتها جماعة الإخوان المسلمين مُمنهجة، بدءًا من حقبة الرئيس جمال عبدالناصر وصولًا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى فهذه الأكاذيب لم تكن مجرد اجتهاداتٍ فردية، بل اتخذت شكلًا مؤسسيًا منظمًا، وظفت فيه الجماعة أدوات إعلامية وكتابات دعائية، وامتدت إلى التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية.
من أبرز هذه الأكاذيب ما ورد فى كتاب «مذكرات زينب الغزالى»، الذى اتضح لاحقًا أنه لم يُكتب بيد صاحبته، بل ألفة يوسف ندا، أحد قيادات الجماعة، بهدف تشويه صورة العهد الناصرى، وتضمنت المذكرات ادعاءات صادمة، منها: أن عبدالناصر كان يتلصص على زينب الغزالى فى زنزانتها، وأنه استخدم كلاباً بوليسية للتحرش بها، بل وصل الأمر إلى الادعاء بأنه داس على المصحف الشريف بحذائه لاحقاً، واعترف يوسف ندا بأنه هو من دبج هذه المذكرات، كما كشف بنفسه عن تزوير وثيقة نُسبت إلى عبدالناصر، زعم فيها أنه وضع خطة للقضاء على الإسلام، قبل أن يعترف أمام مقربين من الجماعة بأنها من تأليفه الشخصى.
وبلغت حد الادعاء بأن عبدالناصر تربّى فى «حارة اليهود» وكان على علاقة بجاره المزعوم موشى دايان، رغم أن الأخير لم يأتِ إلى القاهرة أبداً فى تلك الفترة.
ويضيف: للأسف هذه الأكاذيب أثرت على شرائح واسعة من الشعب المصرى، الذى رأى فى الجماعة آنذاك حركة دعوية، خاصة بعد حملات الاعتقال التى طالتهم، وشارك بعض الفنانين والكتاب فى ترسيخ هذه الصورة، من خلال أعمال مثل: «الكرنك» و«إحنا بتوع الأتوبيس»، التى تبين لاحقًا أن منتجيها كانوا على صلة بالجماعة.
وتكررت هذه الأساليب فى أحداث لاحقة، مثل: فض اعتصام رابعة العدوية، حيث تم تصوير مشاهد مُفبركة لجثث تتحرك بعد لفها فى أكفان بيضاء، فى محاولة لتضليل الرأى العام العالمى.
واليوم، تستمر هذه الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مستهدفة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بادعاءاتٍ كاذبة تنكشف على الفور.
وأكد شقرة أن مواجهة هذه الأكاذيب تتطلب تكاملًا بين المؤسسات الإعلامية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، بدءًا من الأسرة، مرورًا بالمدرسة والجامعة، ووصولًا إلى الإعلام والمساجد والكنائس، بهدف تحصين الشباب ضد الشائعات، وتعزيز الوعى الوطنى فى مواجهة حملات التضليل.
ويؤكد يوسف القعيد الأديب والروائى أن «الكذب صناعة إخوانية» خالصة.. وأن الجماعة تعتمد فى دعاياتها المغرضة على استغلال الأمية ومحدودى الثقافة، وعدو الجماعة الأول هو الوعى.. وبالفعل فإن وعى المصريين بدأ يتزايد تدريجيًا فى السنوات الأخيرة.
وشدد القعيد على أهمية الإعلام فى التصدى لأكاذيب الجماعة، مؤكدًا أن التليفزيون يأتى فى المقدمة، يليه الإذاعة، ثم الصحف كما دعا إلى تكثيف جهود التوعية فى المدارس والجامعات لتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف.
وأشاد القعيد بدور د. أسامة الأزهرى، واصفًا جهوده فى مواجهة الفكر الإخوانى ب «غير العادية»، خاصة فى القرى، مطالبًا بتوسيع نطاق نشاطه ليشمل المدن أيضًا. كما أثنى على دور الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن فضيلة الإمام الأكبر يبذل جهدًا كبيرًا فى التصدى لأكاذيب الجماعة.
وفيما يخص دور المؤسسات، اقترح القعيد تكثيف جهود التوعية داخل المدارس والجامعات، مؤكدًا أن الشباب هم الحصن الحقيقى ضد الفكر المتطرف، وأن بناء الوعى لدى الأجيال الجديدة هو السبيل لمواجهة دعايات الجماعة التى تتسلل إلى كل مكان.
ودعا القعيد إلى توسيع نطاق نشاط التوعية ليشمل: المدن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مؤكدًا أن «الدعايات الخبيثة موجودة فى كل مكان».
غطاء دينى
وأكدت الكاتبة سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية الأسبق، أن محاولات جماعة الإخوان لتزييف التاريخ ونشر الأكاذيب والشائعات فقدت كل ثقة المواطن المصرى، وأن الجماعة اعتمدت لفترة على ادعاءات دينية شكلت غطاءً مزيفًا، لكنها لم تكن مرتبطة بصحيح الدين، بل كانت وسيلة لتضليل الناس، وأضافت أن هذا الغطاء لم يعد ينطلى على المصريين، الذين باتوا أكثر وعيًا وإدراكًا لنوايا الجماعة.
وأضافت: أن ما تلا ذلك من أحداث مؤسفة ومؤلمة كشف عن نواياهم، وخاصة التفاعل والتعامل مع العدو الصهيونى وإمكانية الاستعانة به على تحقيق مآربهم وأطماعهم وارتكاب مواقف مؤسفة كشفت عن توجهاتهم التى تُعلى قيمة الجماعة على قيمة وأمن الوطن.
مواجهة التهديدات
وشددت سكينة على أن لا شىء يعلو الوطن وأمن الوطن، وأن من يمس أمن الوطن أو يتجرأ بتهديد هذا الأمن يُواجه برفض وغضب الشعب المصرى.. واليوم اكتشف الشعب بالكامل كل الحيل وما ارتكبوه من أكاذيب تاريخ بلادنا وجرائم فى حق الوطن، ولن يسمح المصريون بطبيعتهم وعشقهم لأرضهم وحبهم لحبات رملها بتضليل جديد، لن يسمحوا للجماعة بخداع جديد، ولا بتزييف جديد، ولا بادعاءات جديدة.
طمس التاريخ
حسام الغمرى الباحث السياسى يشير إلى أن الجماعة تعتمد فى الأساس على «عمل برمجة عقلية» لاستقطاب عناصرهم وتوجيههم وزرع الكراهية فى نفوسهم. وتتمحور منهجيتهم فى التعامل مع التاريخ حول نقطتين أساسيتين، انتقاء حوادث تاريخية، تخدم أهدافهم ويقومون بالتلاعب فى حقائقها فهم يتجاهلون أن مقتل حسن البنا كان ثأرًا لضلوع التنظيم الخاص الذى أسسه فى اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى باشا.
وللعلم فقد اغتال الإخوان النقراشى باشا فى ديسمبر 1948 بينما كانت مصر رسميًا فى حالة حرب مع إسرائيل، وكونه الحاكم العسكرى، فإن اغتياله يُعد خيانة.
وأقسم وقتها الأحرار الدستوريون والنقراشيون على الأخذ بالثأر، ونفذوا عملية الاغتيال ردًا على جريمة التنظيم الخاص، وقام الإخوان بتصوير حسن البنا وكأنه مات فى سبيل الله ورسوله، وهى صورة غير حقيقية، لتصويره كرمز مظلوم.
وأضاف الغمرى: أنه عندما خرج سيد قطب من السجن بعفو صحى من الرئيس جمال عبدالناصر، قام قطب بتنظيم يسعى إلى اغتيال عبدالناصر وتفجير منشآت حيوية فى الدولة. فكان من الطبيعى أن يتم الحكم عليه بالإعدام نتيجة لجرائمه.. والإخوان هنا لا يصورون إعدامه على أساس أنه كان يرأس هذا التنظيم الإرهابى، بل ينتقون ويزورون التاريخ ليصوروه كأحد رموز الجماعة وإظهار حالة من المظلومية لكسب تعاطف الشعب. وتصوير البنا وسيد قطب هى كارثة تاريخية وتصحيح هذه الكوارث مهمة مقدسة.
فالهدف الأساسى من هذه العمليات التزويرية هو «ضمان السيطرة على قواعدهم» وتوظيف التاريخ لخدمة أجندتهم وأهدافهم، وأشار الغمرى إلى أن هذا التكتيك يمتد ليشمل حتى التاريخ الإسلامى، حيث يتم انتقاء مواقف ونزعها من سياقها، وتجاهل مواقف تاريخية أخرى لخدمة أهداف الجماعة.
وأضاف الغمرى: أن النهج الحالى للإخوان هو التشويه، والتشكيك، والتخوين وأن الإخوان لم يغادروا الأسس التى وضعها لهم حسن البنا قيد أنملة، وما زالوا يسيرون على نفس الطرق، التشكيك فى أى إنجاز قامت به الدولة، وأى قرار مستقبلى ستتخذه الدولة، والتشويه لأى إنجاز تحقق أو قامت به الدولة والتخوين لرموز الدولة، سواء كانوا سياسيين، ثقافيين، أو حتى فنانين.
والغاية من هذا النهج هى إشاعة «حالة من اليأس والعدمية» فى نفوس المواطنين، ليسهل استخدامهم وزرع الفوضى وتفكيك الجبهة الداخلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.