قالت وكالة بلومبرج في تقرير لها ، ربما تحتفظ البنوك المركزية بكميات كبيرة من عملات بتكوين والذهب بحلول عام 2030، مدفوعة بتزايد الإقبال المؤسسي عليهما وتراجع قوة الدولار الأميركي، وفقاً لما ذكره بنك "دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG). و بحسب ما نشرته بلومبرج، كتبت ماريون لابوريه، كبيرة الاقتصاديين في بنك الاستثمار الألماني متعدد الجنسيات ومقرها لندن، والمحللة كاميلا سيازون، في تقرير حديث، إن إدراج بتكوين ضمن احتياطيات البنوك المركزية قد يشكل "ركيزة حديثة للأمن المالي" على غرار الدور الذي لعبه الذهب خلال القرن العشرين. اقرأ ايضا|تحرك جديد في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة 10 اكتوبر يأتي هذا البحث في ظل ارتفاع غير مسبوق في الطلب على كلٍّ من بتكوين والذهب، مع تزايد حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية والمخاطر الجيوسياسية، ما يدفع المستثمرين إلى التحوط من التضخم والاستعداد لمستقبلٍ يتراجع فيه تأثير العملات الورقية التقليدية، وفقا للوكالة المتخصصة في الشأن الاقتصادي. الذهب يعود إلى الواجهة و استطردت الوكالة المتخصصة في الاقتصاد خلال تقريرها ، لطالما اعتُبر الذهب ملاذاً آمناً، وهو الآن في طريقه لتسجيل مستوى قياسي يبلغ 4000 دولار للأونصة، ورغم أن مسيرته ليصبح أحد الركائز الأساسية في احتياطيات البنوك المركزية لم تكن سلسة، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن الطلب على الذهب بدأ يترسخ بقوة في ميزانيات البنوك المركزية عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008. أدى هذا "الاندفاع نحو الأمان"، الذي تنباه المستثمرون المؤسسيون، إلى تحول البنوك المركزية إلى مشترٍ صافٍ للذهب في عام 2010. واليوم، ومع تصاعد انعدام اليقين التجاري وتقلبات الأسواق، كتبت لابوريه أن "الذهب عاد"، مشيرةً، ضمن مؤشرات أخرى، إلى أن احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية حول العالم تجاوزت 36 ألف طن. لماذا يتدافع المستثمرون نحو الذهب ؟ أوضح محللو "دويتشه بنك" أن موجة صعود أسعار الذهب مدفوعة بشكلٍ كبير بتراجع الدولرة أو تقليص الاعتماد على العملة الأميركية، ما دعم أيضاً عملة البتكوين. وكتبت لابوريه أن "حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية تراجعت من 60% عام 2000 إلى 41% في عام 2025". و أن هذا الانخفاض أدى إلى تدفقات قياسية نحو صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب والبتكوين، التي بلغت إجمالي تدفقات صافية قدرها 5 مليارات دولار و4.7 مليارات دولار على التوالي خلال يونيو. و أن "السلوك الذي شهدناه تجاه الذهب في القرن العشرين يٌشبه بوضوح النقاش الحالي بين صُناع السياسة حول بتكوين". وأشارت إلى أنها ترى في بتكوين أصل آخر يشهد أداء قياسي واهتمام متزايد بوصفه احتياطياً محتملاً "رغم استمرار الجدل الواسع بشأنه".