قتل ضابطان وتسعة جنود باكستانيين في كمين مسلح استهدف قافلة للجيش قرب الحدود مع أفغانستان، في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال الأسابيع الأخيرة شمال غرب باكستان. وأفادت مصادر أمنية لوكالة "رويترز" أن مجموعة من المسلحين زرعت عبوات ناسفة على جانب الطريق لتفجيرها أثناء مرور القافلة العسكرية في منطقة كورام، أعقبها إطلاق نار كثيف من اتجاهات متعددة. وقال الجيش الباكستاني في بيان رسمي إن القوات المهاجمة تمكنت من قتل 19 مسلحًا خلال اشتباكات وقعت في منطقة أوراكزاي القريبة، مؤكدًا استمرار العمليات الأمنية لتطهير المنطقة من العناصر المسلحة. وتبنت حركة طالبان الباكستانية الهجوم في بيان أرسل إلى مراسل "رويترز"، مؤكدة أن مقاتليها استهدفوا القافلة ضمن ما وصفته ب"عملية انتقامية" ضد الجيش. وتشهد المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات المسلحة منذ مطلع العام، مع اتساع نشاط حركة طالبان باكستان التي تسعى لإسقاط الحكومة وفرض نموذجها الخاص من الحكم الإسلامي. وتتهم السلطات الباكستانية الحركة باستخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة للتدريب والتخطيط، بمساعدة أطراف خارجية، من بينها الهند، وهي اتهامات تنفيها كابول ونيودلهي على حد سواء. ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات يعكس هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية، رغم الحملات العسكرية المكثفة التي نفذها الجيش الباكستاني خلال السنوات الماضية لتفكيك البنية التحتية للتنظيمات المسلحة.