وضعت الحكومة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى، خطة شاملة لمواجهة تداعيات فيضان نهر النيل. أكد د. هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى- خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة د. مصطفى مدبولى- أنه تم إرسال خطابات منذ فترة لجميع المحافظين بإخلاء أراضى طرح النهر والتنبيه على المعتدين عليها بأن هذه الأراضى جزء من حرم النهر، وأنه من الممكن غمرها بالمياه خلال الفترة الحالية فى إطار إجراءات مواجهة الفيضان، حيث إن هذه الأراضى جزء لا يتجزأ من القطاع المائى لنهر النيل. وأشار خلال استعراضه لتداعيات فيضان نهر النيل الذى بدأ منذ عدة أيام، إلى الزيادة الكبيرة فى كميات المياه المتدفقة، والتى انعكست بصورة سلبية على الأشقاء فى السودان. وأوضح أن أحد أسباب هذه الزيادة فى المياه يرجع إلى التصرفات الإثيوبية الأحادية التى حذرت منها مصر مرارًا وتكرارًا. اقرأ أيضًا | الحكومة تُحذر المتعدين على أراضي طرح النهر من غمرها بالمياه وفى سياق تداعيات الإجراءات الإثيوبية الأحادية فى ملف السد أكد د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء السودانى خلال لقائهما أمس فى بور سودان على وحدة موقف البلدين كدولتى مصب لنهر النيل، وشددا على ضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولى فى حوض النيل الشرقي، والرفض التام للإجراءات الأحادية فى نهر النيل. وأكد خبراء المياه والرى أن السد العالى وبحيرة ناصر قادران على استيعاب أى تدفقات مائية قادمة من أعالى النيل.. وأكدوا أن السد العالى يُعد من أعظم المشروعات المائية التى شهدها القرن العشرون، إذ وفّر لمصر القدرة على التحكم الكامل فى إيراد النهر، وحمى البلاد لعقود من مخاطر الفيضان والجفاف على حد سواء. وأوضح خبراء المياه أن هذا المشهد يعكس التباين الكبير بين وضع السودان الذى يواجه آثارًا مباشرة للفيضانات، وبين مصر التى يحميها السد العالى كأعظم مشروع مائى فى القرن العشرين، وصمام أمان ضد تقلبات النهر سواء فى سنوات الفيضان أو الجفاف. وأضافوا أن السد العالى يبرز مجددًا كدرع الأمان للمصريين فى مواجهة التغيرات المفاجئة فى نهر النيل.. وأرجع الخبراء أن الفيضانات المدمرة التى اجتاحت السودان مؤخرًا تعود بالأساس إلى سوء إدارة وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، وحذروا من أن غياب خطة تشغيل واضحة يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن السودان المائى. كانت وزارة الموارد المائية والرى السودانية قد حذرت المواطنين المقيمين على ضفاف النيل من التغيرات المفاجئة فى المناسيب، حيث رُصد انحسار متسارع للمياه بين الروصيرص والخرطوم، فى حين يستمر ارتفاع المناسيب من الخرطوم حتى كجبار. وأوضحت أن الإيراد اليومى عند الحدود للنيل الأزرق سجل 432 مليون م3.. وسجل النيل الأبيض 230 مليون م3 بينما بلغ الوارد لعطبرة 93 مليون م3.