أشارت تقارير وزارة الري والموارد المائية في السودان، والمشاهدات العينية إلى ارتفاع كبير في منسوب النيل في العديد من مناطق ولاية الخرطوم، والعاصمة المقابلة أم درمان والولاية الشمالية، ولاية نهر النيل وغيرها من الولايات، ما يهدد سلامة المواطنين. وقال وزير الري السوداني بحكومة "قحت" إن فيضان 1946 لم يتجاوز17,10متر، وفيضان عام 1988 وصل إلى 17 متر واليوم فيضان الخرطوم يسجل 17,43متر وغدا يسجل النيل 17,44 متر. وشهدت مناطق متفرقة بولاية الخرطوم فيضاناً عالياً للنيل اليوم حيث خرج النيل الأبيض الأبيض عن مساره أسفل نفق كبري الفتيحاب، وقامت غرفة عمليات الدفاع المدنى والطوارئ، بولاية الخرطوم بصد المياه عبر عمل تروس ترابية باللودرات، بينما غمرت مياه النيل الأبيض منطقة الحسانية الشقيلاب جنوبالخرطوم (الحرازة). وارتفعت مناسيب النيل لتغمر حي الدباغة وأبو روف بأم درمان ولتعزل عدة مناطق بها بشمال بحري، بحسب مواطني المنطقة. ووصلت مياه لجزر الولاية الشمالية التي لم تغرق منذ اكثر من مئة عام غمرتها المياه هذا العام ومنها جزيرة سبنس ولاية نهر النيل والتي غرقت في 11 إغسطس وجزيرة ارقي الولاية الشمالية. أسباب متعددة وعزا مواطنون إغراق النيل إلى تقصير غير مسبوق أيضا، فسنوياً يعاني السودانيون من فيضان النيل، والذي يتطلب تجهيز التروس بالردميات الترابية، وفشلت مساعي مواطني الحي في انقاذ الأسر التي تضررت بدخول المياه إلى منازلهم. الخبير السوداني د. كمال عكود قال إن فيضان النيل في السودان، حيث الوضع صعب جدًا، فزيادة المناسيب في النيل الأزرق والنيل الأبيض تخطت كلّ الأرقام المسجلة خلال أكثر من مائة عام، حسب وزارة الري، وأضرار الناس كبيرة في المساكن والمزارع والثورة الحيوانية. سد النهضة المستشار وليد شرابي علّق على الفيضانات التي أغرقت العاصمة وبقية الولايات قائلا إنه منذ عدة أيام انتشرت الأخبار عن تراجع كبير في منسوب مياه النيل في السودان وصل الأمر إلى جفاف في بعض الأفرع". وأضاف "ولكن منذ يومين أعلنت السودان عن ارتفاع كبير في منسوب مياه النيل الذي لم يصل لهذا المستوى من الارتفاع منذ 100 عام أدى ذلك إلى فيضانات في بعض المناطق وغرق عدد من الأراضي السودانية وخروج محطات المياه النقية عن العمل في الخرطوم". واعتبر أن هذا الارتفاع المفاجئ ليس نتيجة السيول أو الأمطار الموسمية ولكن أعتقد أن (سلاح سد النهضة) يتم تجربته الآن على طريقتين منعا وغرقا. مبينا أن "رسالة إثيوبيا – ومن خلفها – لمصر والسودان قوية لمن يفهمها". واتفق معه القانوني د.عيسى تركي من البحرين معلقا على الفيضان "فيضان النيل هل ينظر إليه كأحد التاثيرات السلبية المبكرة والمتوقعة ل«سد النهضة»؟.. خبراء حذروا سابقا من مخاوف انهيار السد بسبب ضعف الطبيعة الجيولوجية لأساساته.. الله يحفظ السودان ومصر". https://twitter.com/isa_turki/status/1298976327974846466 ومطلع أغسطس، انهار سد "بوط" بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، مسفراً عن تدمير مئات المنازل. وأدى انهيار السد بسبب الأمطار الغزيرة إلى تدمير 600 منزل وتعرّض منازل أخرى إلى الفيضان". لكن السكان تمكنوا من مغادرة منازلهم. وقالت المسئولة المحلية في الولاية نسيبة فاروق، إن السد انهار الخميس في منطقة بوط ما أسفر عن تهجير 3 آلاف مواطن سوداني من منازلهم. وأوضحت وسائل إعلام محلية أن السد كان يحوي 5 ملايين متر مكعب من مياه الشرب والري. وأضافت فاروق، "لا فكرة دقيقة لدينا بعد عن الأضرار بسبب عجزنا عن الوصول" إلى المنطقة. ويشهد السودان عادة أمطاراً غزيرة بين يونيو وأكتوبر وتواجه البلاد سنوياً مخاطر الفيضانات.