أثار تزايد الاعتماد على المكملات الغذائية لتقوية الذاكرة وزيادة التركيز لدى الأطفال حالة من الجدل بين الأمهات، خاصة مع بداية العام الدراسي، حيث تبحث كل أم عن وسيلة تساعد طفلها على التحصيل الدراسي بشكل أفضل، لكن خبراء التغذية يؤكدون أن الحل لا يكمن في الأدوية والمكملات، بل في تغيير نمط الحياة والغذاء. توضح د. مروة الشربيني، أخصائية التغذية العلاجية، أن الاعتماد على العادات الصحية اليومية يمكن أن يعزز من تركيز الطفل ويزيد من قدراته الذهنية بشكل يفوق تأثير المكملات الغذائية. وأكدت أن الخطوة الأولى تبدأ بمنع السكر الأبيض قدر الإمكان، إذ أثبتت الدراسات أن الإفراط في تناوله يؤثر سلباً على القدرات العقلية للطفل. ويمكن استبداله بالفاكهة الطبيعية بشرط عدم وجود سمنة أو مقاومة إنسولين، كما شددت على أهمية تجنب الأطعمة المعلبة ومنتجات السوبر ماركت المليئة بالمواد الحافظة، وكذلك الأجبان التي تحتوي على دهون نباتية ضارة. وأضافت أن من الضروري إجراء فحوصات طبية دورية مثل صورة الدم وتحليل البراز للتأكد من عدم وجود أنيميا أو ديدان قد تؤثر على تركيز الطفل بشكل مباشر. اقرأ أيضًا | بدلا من الأدوية.. أغذية طبيعية تغني عن مكملات الكالسيوم أما فيما يخص التغذية اليومية، فنصحت بتقسيم طبق الطفل إلى نصف كربوهيدرات، وربع بروتين، وربع خضروات، مع الحرص على تناول حفنة من المكسرات يومياً مثل اللوز أو عين الجمل أو الكاجو، وإذا كانت أسعارها مرتفعة يمكن استبدالها بالفول السوداني، كما أوصت باستخدام زيت الزيتون في الطعام، وتناول الأسماك مرتين أسبوعياً، مع شرب كميات كافية من المياه يومياً. وعن العوامل السلوكية، شددت د. مروة على أن الهواتف المحمولة تؤثر سلباً على ذكاء الطفل، مؤكدة ضرورة تقليل استخدامها، إلى جانب ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتشجيع الأطفال على الألعاب التي تعتمد على التفكير والتحليل. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن: "الأوميجا 3 والمكملات الغذائية لن تؤتي ثمارها إذا كان الطفل يعيش على السكر الأبيض والموبايل، أو يعاني من أنيميا بسبب الغذاء الخاطئ أو الديدان، فالحل يبدأ من معالجة السبب أولاً، ثم تبني نمط حياة صحي متوازن".