حساسية الأنف من الأمراض الشائعة التي قد يستهين بها البعض ويعتبرونها مجرد رشح موسمي أو عرض عابر يمكن التعايش معه، غير أن إهمالها قد يقود إلى مضاعفات مزمنة تمس صحة الجهاز التنفسي وجودة الحياة اليومية. ويوضح د. حسام القاضي، أستاذ الحساسية والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري أول الحساسية والمناعة، أن لهذه الحالة علامات واضحة يمكن أن تكشف عنها مبكرًا. اقرأ أيضًا | سبتمبر موسم الحساسية.. نصائح مهمة لتجنب أزمات الخريف من أبرز هذه العلامات انسداد الأنف أو الشعور بحكة مستمرة داخله، إلى جانب صداع متكرر يزداد حدته في الصباح أو عند التعرض للأتربة، كما يعد العطس المتكرر عند الاستيقاظ من النوم علامة مميزة، فضلاً عن الإفرازات المائية الشفافة التي لا ترتبط بعدوى فيروسية، كذلك قد يفقد المريض حاسة الشم بشكل مؤقت، وهو ما ينعكس على قدرته على الاستمتاع بالحياة اليومية. ويحذر القاضي من التهاون في التعامل مع حساسية الأنف أو إهمال العلاج المناسب، إذ قد تتطور الحالة إلى التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية أو تؤدي إلى تضخم القرنيات الأنفية، بل وقد تسهم في تفاقم حالات الربو التحسسي لدى المصابين به مسبقًا. أما عن بروتوكول العلاج المتكامل، فيؤكد أنه يبدأ بالتشخيص الدقيق من خلال اختبارات متخصصة للجلد أو الدم، تجرى على يد طبيب الحساسية والمناعة، يلي ذلك العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب للسيطرة على الأعراض، إلى جانب العلاج البيئي الذي يعتمد على تجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان مثل الأتربة أو الروائح النفاذة أو وبر الحيوانات. وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى العلاج المناعي باستخدام أمصال الحساسية، والتي تعطى تحت إشراف متخصص. ويخلص القاضي إلى أن التعامل مع حساسية الأنف لا يجب أن يكون عشوائيًا أو بالاعتماد على الوصفات الشعبية، بل من الضروري اللجوء إلى الطبيب المختص فور ظهور الأعراض، لأن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح هما السبيل الأمثل للسيطرة على المرض وتجنب مضاعفاته.