فى ظل التطورات الجارية والمتغيرات المتسارعة، التى وقعت وتقع على الساحة الإقليمية عربيا وفلسطينيا وإسرائيليا أيضا، خلال الأيام والساعات الماضية والحالية وما شهدته وتشهده المنطقة من مبادرات وصيغ متداولة ومطروحة لوقف المذابح الجارية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، وتوقف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل دون توقف ودون مانع أو رادع،..، هناك حقيقة لابد من ذكرها والتأكيد عليها وسط حالة الضباب السائدة وحالة عدم اليقين والشك المنتشرة. هذه الحقيقة تقول بكل المصارحة اللازمة والشفافية الواجبة والوضوح الضرورى، أن على الجميع،..، والجميع هنا تعنى كل المهتمين والمتابعين والمتصلين بالقضية الفلسطينية، وأيضا الصراع العربى الإسرائيلى ومسيرة السلام فى المنطقة واقعها ومستقبلها، سواء كانوا عربا أو عجما،..، الإدراك الواعى بأهمية وضرورة السعى العاجل لوقف إطلاق النار وتوقف حرب الإبادة وشلال الدم المهدر فى غزة. أقول ذلك بكل الوضوح حتى يدرك الجميع ذلك بكل الجلاء والمباشرة، وحتى يكون واضحا فى أذهان الجميع أن ذلك الهدف لابد أن تكون له الأولوية فى نظر ووجدان الكل، ويجب أن يتقدم ويسبق كل الأولويات الأخرى رغم أهميتها وضرورتها جميعا. وفى هذا يجب على الجميع الإدراك بكل الوعى أن الأمنية الكبرى والأمل الكبير الذى يسعى ويعمل له رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» حاليا، وطوال الأيام القليلة التى مضت على إعلان الرئيس الأمريكى ترامب لمبادرته الخاصة بالأوضاع فى غزة،..، هو ألا تقبل حماس المبادرة، وأن ترفضها أو تعترض عليها، حتى لا يتم تنفيذها وإعلان فشلها، وأن هذا الفشل يرتبط برفض حماس لها. هذا هو أمل نتنياهو حاليا، ومنذ إعلان المبادرة وإبلاغها له قبل لقائه مع الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض يوم الاثنين الماضى وذلك من خلال صديقيه «كوشنر» و«ويتكوف» وأيضا من خلال وزير الخارجية الأمريكى،..، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يتمنى ويأمل «نتنياهو» أن تعترض حماس على المبادرة وترفض الالتزام بها، حتى لا تتوقف الحرب ويستمر فى عدوانه اللاإنسانى على غزة،..، وحتى يتم القضاء على الشعب الفلسطينى. والسؤال الآن: هل تحقق حماس أمل نتنياهو،..، أم أنها ستكون من الذكاء وتخيب رجاءه وأمله؟!.