في خطاب ملهم بمناسبة الذكرى ال76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الأمة إلى مواصلة العمل الجاد والمضي قدماً بعزم راسخ في دفع التحديث صيني النمط، مؤكداً أن تحقيق تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية قضية غير مسبوقة تتطلب اغتنام كل لحظة والمثابرة بقوة. وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أدلى شي، وهو أيضاً الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات خلال حفل استقبال أقيم بقاعة الشعب الكبرى في بكين، احتفالاً بالعيد الوطني للصين الذي يوافق الأول من أكتوبر. وترأس رئيس الوزراء لي تشيانغ حفل الاستقبال، الذي حضره كبار القادة الصينيين بما في ذلك تشاو له جي، ووانج هو نينج، وتساي تشي، ودينج شيويه شيانج، ولي شي، وهان تشنج، إلى جانب نحو 800 من المواطنين الصينيين والضيوف الأجانب، في احتفالية عكست الأهمية الوطنية والدولية لهذه المناسبة. وفي كلمته التي لاقت صدى واسعاً، قال شي إن "تحقيق تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية قضية غير مسبوقة، فالتطلعات والتحديات تلهمنا لاغتنام كل لحظة والمثابرة بقوة راسخة". وأشار إلى أنه على مدى 76 عاماً منذ تأسيس الصين الجديدة، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب إلى تحقيق إنجازات باهرة من خلال روح الاعتماد على الذات والجهود المتواصلة. وأوضح الرئيس الصيني أنه منذ وقت ليس ببعيد، احتفلت الصين بالذكرى ال80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، ما ألهم الروح الوطنية عبر الأمة وحشد القوة للسعي قدماً، مشدداً على أهمية مواصلة الاستفادة من التجارب التاريخية لتحقيق تنمية وطنية أكبر. وفي تقييمه للوضع الراهن، قال شي إنه في ظل وضع معقد هذا العام، حققت الصين تقدماً جديداً وإنجازات جديدة في زيادة تعميق الإصلاح بشكل شامل، وتعزيز التنمية عالية الجودة، وتحسين رفاهية الشعب، وتعزيز الحوكمة الذاتية الكاملة والصارمة للحزب. وفي إشارة مهمة إلى المستقبل، أشار شي إلى أنه من المقرر عقد الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية ال20 للحزب الشيوعي الصيني الشهر المقبل لدراسة اقتراحات بشأن صياغة الخطة الخمسية ال15 (2026-2030) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، وحث على التخطيط للأهداف والمهام والإجراءات الاستراتيجية الخاصة بالخطة الخمسية وتنفيذها كلها على نحو سليم من أجل ضمان تقدم حاسم نحو تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي. وعلى الصعيد الداخلي، شدد الرئيس الصيني على الحاجة إلى التنفيذ المستمر لسياسة "دولة واحدة ونظامان"، ودعم منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين في اندماج أفضل في التنمية الشاملة للبلاد، وكذلك في تنمية اقتصاداتهما وتحسين رفاهية الأهالي فيهما. كما أكد شي ضرورة بذل الجهود لتعميق التبادلات والتعاون عبر مضيق تايوان، ومعارضة الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى "استقلال تايوان" والتدخل الخارجي بحزم، والحفاظ بقوة على السيادة الوطنية ووحدة وسلامة الأراضي. وفي ظل التغيرات العالمية المتسارعة غير المسبوقة منذ قرن، قال شي: "يجب علينا ممارسة التعددية الحقيقية، وتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الحوكمة العالمية، والعمل مع الدول الأخرى لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية". وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الصين تحديات داخلية وخارجية معقدة، مما يعكس إصرار القيادة الصينية على مواصلة مسيرة التنمية والتحديث، وتعزيز دورها على الساحة الدولية من خلال التعاون والشراكات متعددة الأطراف.