توقف القتال بيننا وبين إسرائيل فى عام 1970، نتيجة لاتفاقية «روجرز»، وبدأنا التفكير فى عملية عسكرية لاسترداد سيناء.. وقمنا بوضع الخطط، وخلال اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى كان يعقد بصورة متتالية برئاسة الرئيس أنور السادات، كانت التعليمات أن الحرب قادمة، وليس هناك بديل لها. فى عام 1972، اتخذ الرئيس السادات 4 قرارات مهمة، أولها الاستغناء عن المستشارين السوفيت، وفى شهر أكتوبر أكد أمام المجلس الأعلى أنه ليس هناك حل سلمى، ويجب أن نستعيد للحرب.. والقرار الثالث تعيين اللواء أحمد إسماعيل على وزيراً للحربية وقائداً عاماً، أما الرابع فهو زيادة مساحة التعاون والتنسيق بيننا وبين سوريا.. وبدأنا الاستعداد للحرب، واستمر التدريب، وتعددت الخطط، وتعدلت.. ويقول المشير الجمسى للأستاذ فاروق الشاذلى: كانت مهمتنا التغلب على المانع المائى واجتيازه، لأنه المشكلة الرئيسية بمعركة العبور التى ستبدأ بها افتتاحية الحرب.. ولم تكن حرب الاستنزاف سوى سلسلة من المعارك بالمدفعية، ودوريات تعبر وتعمل خلف خطوط العدو لمدة عام ونصف أوعامين. كان من الضرورى أن نسعى لتحقيق المفاجأة لمنع العدو من القيام بضربة إجهاض، واستدعاء الاحتياط والعبور بأقل الخسائر.. فالحرب علم له مبادئ تعنى الحشد وتحقيق المفاجأة والتعاون، ومن يستخدمها بطريقة سليمة يكتب له النجاح والنصر، وقد سعينا لتحقيق المفاجأة، لأننا كنا سندخل الحرب والعدو معروف أن له تفوقاً عسكرياً، وكنا سنكون مهاجمين وهو مدافع، والوضع الطبيعى أن نكون أقوى من العدو المحصن على خط بارليف بالضفة الشرقية للقناة، وعبور الموانع المائية صعب مع وجود التحصينات التى أقاموها على طول 170 كيلومتراً من السويس إلى بورسعيد، بالإضافة إلى إننا سندخل الحرب بقوة جيشين، الثانى والثالث، وقوات قطاع بورسعيد، واجتياز المانع الصعب بقوة كبيرة بهذا الحجم تحتاج لأعمال كثيرة.. بالإضافة إلى أن إسرائيل لها جهاز مخابرات ناجح ومشهور، ويتعاون مع المخابرات الأمريكية، وكنا نعلم أنه إذا أكتشفت نوايانا فسوف يقوم بضربة إجهاض لقواتنا، وفى نفس الوقت يستدعى الاحتياط، لأن جيشه معظمه من الاحتياط، فلذلك كانت السرية التامة والكاملة، وعملية الخداع الاستراتيجى التى تمت، لهما دور فى تحقيق النصر.. وللحديث بقية.