د. طارق فهمى ستظل المشكلة الرئيسية فى الموقف السلبى للولايات المتحدة قبولا او رفضا لأى طرح من رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو سيلتقى الرئيس الامريكى ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو فى لقاء مهم يجمع بين القضايا الثنائية والاقليمية وفى القلب منه تطورات الاوضاع فى غزة، وبما سيطرح ردا محتملا لإسرائيل على المقترح الامريكي، خاصة أن ما يدور فى الكواليس متعلق بما هو قادم من تطورات فى اطار من السيناريوهات المتعددة ومدى تقبل حكومة نتنياهو للمطروح فى ظل توقع بتقبل حركة حماس لما هو مطروح.. نتائج اللقاء ستحددها عوامل عدة ومواقف مختلفة. يمكن تحديد الاهداف الرئيسية من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي، وأهمها سعى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو فى زيارته للولايات المتحدة الى الحصول على دعم سياسى كبير من الرئيس الامريكى ترامب، بما يساهم فى زيادة شعبيته الحزبية والسياسية تمهيدا لخوضه الانتخابات التشريعية المقبلة، والعمل على استثمار النجاحات العسكرية من منظوره الراهن لتحقيق مكاسب سياسية لإتمام اهداف عملية احتلال مدينة غزة، والانتقال التدريجى لإنهاء حكم حماس على الارض، والتماهى مع الطرح الامريكى الراهن بإتمام الافراج عن كل المحتجزين مقابل وقف اطلاق النار، وإن كان هذا الامر مرتبطا واقعيا ببقاء القوات الإسرائيلية على الارض والتفاوض تحت النار وتنسيق المواقف الإسرائيلية الامريكية فى ملف الترتيبات الامنية المقترحة وفق رؤية الرئيس ترامب، ليس فقط فى غزة وإنما فى الضفة الغربية، حيث يسعى نتنياهو لاستكمال مخطط الاستيطان والعمل فى مستوطنة معاليه ادوميم و20 مستوطنة أخرى. إضافة لسعى نتنياهو لنقل رسالة الى الدول العربية والدول الاوروبية بأن الدعم الامريكى مستمر ولا توجد خلافات سياسية بين الجانبين، وأن هناك اتفاقا عاما بين البلدين على اطار التحرك سواء فى غزة او الضفة، بما يقوى من مركز التحرك الراهن إسرائيليا وجنى ثمار التحركات اليهودية، وخاصة من منظمة ايباك التى تعمل على تصويب مسار واتجاهات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وعدم المساس بجوهرها فى الوقت الراهن وبما يدعم من موقف حكومة نتنياهو داخليا وخارجيا. ومحاولة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو اسكات صوت المعارضة الراهنة وإفشال تحركات بينى جانتس ويائير لابيد الداعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فى الوقت الراهن وعدم ترك الامر لنتنياهو لتقرير مصير اسرائيل، وأخيرا محاولة نتنياهو ممارسة أكبر قدر من الضغوطات على الرئيس ترامب لإيقاف التأثيرات العسكرية الراهنة فى غزة على اتفاقيات السلام الاقليمية خاصة أن الرئيس ترامب حريص على توسيع دائرة التعامل اقليميا وعربيا مع إسرائيل وهو ما برز فى الاجتماع الاخير مع قادة بعض الدول العربية والإسلامية. فى هذا السياق، من المتوقع أن يناقش نتنياهو مع الرئيس ترامب خطواتٍ للرد على موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من كل من بريطانيا وفرنسا وعشر دول أوروبية، وحصول السلطة الفلسطينية على دعم معنوى ورمزى بصورة كبيرة، كما سيبحث الجانبان الحاجة إلى استكمال أهداف الحرب فى غزة والسلام بالمنطقة، فى حين توقع المبعوث الأميركى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف حدوث اختراق بعد عرض خطة الرئيس ترامب المكونة من 21 نقطة والتى تتضمن انسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلى من القطاع، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات عبر المؤسسات الدولية، وإنهاء الحرب وعدم احتلال قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن وإنهاء دور حماس وإدخال المساعدات إلى غزة، ووضع خطة لما بعد الحرب تُحدد من سيحكم قطاع غزة دون مشاركة حماس. وسيتم الاتفاق بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو على تنفيذ المقترح الامريكى بالحصول على موافقة الدول العربية على إرسال قوات عسكرية إلى غزة لتمكين الانسحاب الإسرائيلي، وتلقى تمويل من الدول العربية والإسلامية لإعادة إعمار القطاع، وثمة محاولة لعقد لقاء ثلاثى بين نتنياهو وترامب وأحمد الشرع، الرئيس السوري. وقد جرت مناقشات حول هذا الموضوع فى إسرائيل ويبدو أن التوصل إلى اتفاق مع سوريا لا يزال بعيدا، حيث أكد نتنياهو أن المفاوضات جارية مع سوريا، وأن اختتامها يتضمن ضمان مصالح إسرائيل، والتى تشمل، نزع السلاح من جنوب غرب سوريا والحفاظ على سلامة وأمن الدروز فى سوريا. ختاما، ستظل المشكلة الرئيسية فى الموقف السلبى للولايات المتحدة قبولا او رفضا لأى طرح من رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو خاصة أن الادارة الأمريكية لم تقدم حلولا سياسية ولا ضمانات، لأنها محكومة بعقلية التاجر الذى يرهن حل أى قضية بوجود صفقة وإلا فإنه سيتحول لبحث قضية أخرى. من المتوقع أن يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو طلبا للرئيس دونالد ترامب بالضغط على مصر لتقليص حشدها العسكرى الأخير فى سيناء باعتباره نقطة توتر مهمة أخرى بين البلدين مع استمرار الحرب فى غزة، وقد سبق أن قدم نتنياهو لوزير الخارجية الامريكى ماركو روبيو، خلال لقائهما، قائمة بأنشطة مصر فى سيناء. ومن المتوقع أن يمارس نتنياهو على الرئيس ترامب الضغوط لاحتواء تداعيات الاعترافات بالدولة الفلسطينية ومنع أى تطور دبلوماسى قد يفضى إلى إرسال سفراء أو إجراءات عملية لتكريس الدولة الفلسطينية على الأرض. من المُرجح أن يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، على الرئيس الأمريكى ترامب فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، بصرف النظر عن القبول او التحفظ او الاعتراض الامريكى على هذا المسار الإسرائيلى، اذ قد يؤدى الى صدامات جديدة فى الضفة.