بسرعة الصاروخ دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا واجتاح شتى المجالات، استخدمه البعض وغرق في أدواته الكثير؛ ولكن لم يسلم المشاهير من ذلاته. من اعتذارات مشبوهة إلى صور مركبة، وكتب نسبت لمشاهير الكتاب، لم يكن لها وجود من الأساس، وضع الذكاء الاصطناعي مشاهير في ورطة بعدما وقعوا في فخ استخدامه واستبداله بالأدوات البشرية. - اعتذار اصطناعي واجه رئيس كولومبيا جوستافوا بيترو عدة انتقادات بعدما نشر اعتذرا قضائيا مكتوبا بمساعدة شات gpt، على صفحته الرسمية بموقع «X» تويتر سابقا، لصياغة جزء من اعتذار قضائي خاص بقضية مرتبطة بجمعية الصناعيين الكولومبية «أندى» ورئيسها بروس ماك ماستر، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية. واستمر هذا النص منشورا لمدة 28 دقيقة أمام أكثر من 8.3 مليون متابع قبل أن يتم تعديله، لكن هذا كان كافيا لإشعال موجة من الانتقادات على الشفافية فى إدارة التواصل الرئاسي، حيث أن النص الذى أثار الجدل تتضمن جملة «لتنفيذ أمر القاضى.. انشر من حسابك النص التالى الذى اقترحه»، مما اعتبره كثيرون أن ذلك دليلا على استخدام الذكاء الاصطناعى. وألزم مجلس الدولة رئيس كولومبيا بحذف تغريدة نشرها في مارس 2025 اتهم فيها أندى ورئيسها بمحاولة تدمير الحكومة بدافع كراهية عرقية والدفاع عن العبودية، معتبرًا أن هذه التصريحات مسيئة وتفتقر إلى الأساس القانوني لذلك، وطالب المجلس الرئيس بنشر اعتذار وتصحيح علني. وجدد هذا الموقف النقاش حول استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، ومدى تأثير ذلك على مصداقية الخطاب الرسمي في كولومبيا. - صور لم تحدث تعرض عدة مشاهير على مستوى عالمي لحملة من الصور الاصطناعية التي أصبحوا مجبرين يوميًا على نفي محتواها. كان أبرز المشاهير محمد صلاح، عندما نشر له إعلان لإحدى شركات المياه الغازية وهو يتجول في الإسكندرية مع دوجان لوفرين، ولم يكن «مو» هو من ظهر في الإعلان. - Ai في قفص الاتهام كما تعرض مشاهير عالميين لاستخدام وجوههم بتقنية الdeep fake بدون إذن أصحابها ماتسبب في رفع عدة دعاوى قضائية. وكان من ضمنهم سكارليت جوهانسون والتي رفعت دعوى ضد شركة ناشئة استخدمت صوتها وصورتها بدون إذن في إعلان بالذكاء الاصطناعي ورفع مؤلفون أمريكيون قضايا ضد meta و open ai بسبب استخدام كتبهم لتدريب الAi معتبرين ذلك انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية. - كتب لم تُكتب تداولت بعض الصفحات قوائم لعدة كتب نسبت لكتاب مشهورين، لكن تبين أنها مزيفة بالكامل وأن الكاتب الحقيقي هو الذكاء الاصطناعي. وطرح ذلك سؤالا هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد كتابة التاريخ وفقا لرؤى وأجندات خاصة!؟ من هذه الحالات في 2025 انتشرت قائمة كتب مزورة تُنسب لمؤلفين معروفين مثل Isabel Allende و Percival Everett و Andy Weir، كتب مثل "Tidewater Dreams" by Isabel Allende و "The Last Algorithm" by Andy Weir. واكتشفت المؤلفة الأمريكية جان فريدمان كتبا وهمية (fake titles) على إحدى مواقع التجارة باستخدام اسمها، وقالت إنه غالبًا نصها مولد بالذكاء الاصطناعي. - دار الإفتاء تحرم الDeep fake وأكدت دار الإفتاء، في بيان لها، أنه لا يجوز شرعًا استخدام تقنية «DeepFake: التزييف العميق» لتَلْفِيق مقاطع مَرْئية أو مسموعة للأشخاص باستخدام الذكاء الاصطناعى لإظهارهم يفعلون أو يقولون شيئًا لم يفعلوه ولم يقولوه في الحقيقة؛ لأنَّ في ذلك كَذِبًا وغِشًّا وإخبارًا بخلاف الواقع، وفي الحديث: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)، وهو نَصٌّ قاطعٌ صريحٌ في تحريم الغِشِّ بكل صوره وأشكاله. وتابعت؛ الإسلامُ إذ حثَّ على الابتكار والاختراع؛ فقد جَعَله ليس مقصودًا لذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غَرَضٍ ما؛ لذا أحاط الإسلامُ الابتكاراتِ العلمية بسياجٍ أخلاقيٍ يقوم على أساس التقويم والإصلاح وعدم إلحاق الضرر بالنفس أو الإضرار بالغير، فمتى كان الشيء المُخْتَرع وسيلة لأمرٍ مشروعٍ أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمر منهيٍّ عنه أخذ حكمه أيضًا. واختلاق هذه المقاطع بهذه التقنية فيه قَصْدٌ الإضرار بالغير، وهو أمر منهي عنه في حديث النبي صلى الله وعليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، إضافة لما فيها من الترويع والتهديد لحياة الناس، والشريعة الإسلامية جعلت حفظ الحياة من مقاصدها العظيمة وضرورياتها المهمة؛ حتى بالغت في النهي عن ترويع الغير ولو بما صورته المُزْاح والترفيه. وهو أيضًا جريمة قانونية يُعاقَب عليها وَفْق القانون رقم (175) لسنة 2018م، الخاص ب«مكافحة جرائم تقنية المعلومات»؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرِّفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع. اقرأ أيضا| الذكاء الاصطناعي يهدد شبكات الكهرباء بالعالم والبيئة تدفع الثمن| تقرير - سلاح ذو حدين وبعدما أصبح الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين يساعد على الإنتاج والابتكار، لكنه في نفس الوقت وضع المشاهير في ورطة تمس مصداقيتهم، وتهدد مستقبلهم. وهنا يصبح التحدي الجديد للبشرية، كيف نوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وبين حماية الحقيقة الإنسانية!؟