بعد ما يقرب من عامين من حرب إبادة جماعية لم يعرف لها التاريخ مثيلا، راح ضحيتها 66 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف مصاب، انتفض العالم كله، شعوبه، قادته، لأجل غزة. انتفاضة بدأت بإعلان دول أوروبية عتيدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكأنها استفاقت إلى الحق، بعد أن بالغ الاحتلال الإسرائيلى فى اجرامه. اتخذت بريطانيا صاحبة وعد بلفور، الذى وضع حجر أساس النكبة الفلسطينية، اتخذت موقفا عادلا بعد عقود من الصمت والتجاهل. ونفس الموقف اتخذته فرنسا والبرتغال واسبانيا ودول أخرى، أكملت عقد ال 150 دولة تعترف بدولة فلسطين. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل جاءت كلمات رؤساء الدول والحكومات لتعكس حالة الغضب الكامن فى نفوس البشر، فى الشرق والغرب والشمال والجنوب، من آلة القتل الصهيونية التى تحصد أرواح المدنيين العزل فى قطاع غزة. وبلغ الغضب حدا بعيدا، دفع الرئيس جوستافو بيترو رئيس كولومبيا إلى الدعوة إلى تشكيل جيش دولى لتحرير فلسطين من ظلم واستبداد إسرائيل وأمريكا. كما أوجز رئيس البرازيل داسيلفا بقوله: ان منظومة الأخلاق التى تتباهى بها دول الغرب دُفنت فى غزة. وأجمع قادة العالم على ضرورة وقف الحرب فى غزة. وفى اليوم المحدد لالقاء مجرم الحرب بنيامين نتنياهو كلمته اشتعلت المظاهرات فى نيويورك، لادانة حرب الابادة، والمطالبة بوقفها فورا. وما إن اتجه نتنياهو لمنصة الجمعية العامة لالقاء كلمته حتى شهدت القاعة انسحابا جماعيا للوفود، احتجاجا على جرائم الاحتلال الإسرائيلى المستمرة ضد أهالى غزة. ورغم ذلك واصل مجرم الحرب على مدار 41 دقيقة ترديد الأكاذيب، وقلب الحقائق، متوعدا باستكمال الحرب حتى تحقيق الأهداف، متجاهلا الهتافات والشعارات التى يحملها ويرددها المتظاهرون فى الخارج، وانسحاب معظم الوفود المشاركة، مع بدء القائه كلمته، احتجاجا على صلفه وجبروته وفقدانه أبسط معانى الإنسانية. لقد تجاوزت إسرائيل، ومن ورائها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كل الخطوط الحمراء فى قطاع غزة. وها هو ذا العالم ينتفض، وأثق أنه لن يهدأ إلا بعد التأكد من تحويل حلم الدولة الفلسطينية الى واقع ملموس، إن شاء الله.