حالة من التفاؤل الحذر تسود الأجواء حول انفراجة قريبة توقف نزيف الدم فى غزة، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى قال فيها إنه يعتقد أن التوصل لاتفاق ينهى الحرب بات قريبًا، فى انتظار لقائه يوم الاثنين المقبل مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليعرض عليه خطة السلام التى عرضها على الدول العربية والإسلامية. ورغم تكرار هذا التصريح أكثر من مرة من قبل لتنتهى الأمور دائمًا بالتصعيد، فإن التفاؤل هذه المرة يرتكز على ما رشح من اللقاءات والاتصالات التى شهدتها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك وبخاصة لقاء ترامب مع قادة ومسئولين من دول عربية وإسلامية منها: مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. اقرأ أيضًا | من قاعات الأممالمتحدة إلى سواحل غزة.. إسبانيا تتحدى الصمت الأوروبى وكشف المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف أن ترامب عرض خلال الاجتماع خطة سلام من 21 نقطة «تعالج المخاوف الإسرائيلية، ومخاوف جيرانها فى المنطقة». وقال: «نحن متفائلون، بل واثقون، من أننا سنتمكن خلال الأيام المقبلة من الإعلان عن انفراجة». ووفقًا لموقع «أكسيوس» حظت الخطة بردود فعل إيجابية من الحاضرين الذين طرحوا شروطًا لدعم الخطة، تضمنت عدم ضم أجزاء من الضفة الغربية أو احتلال أجزاء من غزة وبناء مستوطنات فيها، وتوقف إسرائيل عن تقويض الوضع الراهن فى المسجد الأقصى، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة على الفور. من جانبه قال موقع بوليتيكو، إن ترامب تعهد بعدم السماح لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة. وأكد القادة العرب لترامب بأن أى ضم إسرائيلى للضفة الغربية سيؤدى لانهيار ما تعرف باتفاقات سلام إبراهام وهو ما يتسق مع تحذير مشابه أصدرته مصر قبلها من انهيار معاهدة السلام مع إسرائيل. ووفقاً للموقع ترتكز المبادئ الرئيسية للخطة على إطلاق سراح كل الرهائن، ووقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلى التدريجى من أنحاء القطاع. كما تطرقت الخطة إلى آلية حكم غزة بعد الحرب دون حماس، وإمكانية نشر قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية، ودور السلطة الفلسطينية. ووفقاً لموقع أكسيوس، فإن نتنياهو على دراية بخطة ترامب، وعلى ذلك فإن التوصل لانفراجة مرهون بلقائه مع ترامب الإثنين القادم، حيث من المتوقع أن يضغط ترامب على نتنياهو لإقرار الخطة وإقناع حكومته بها، حيث يخشى البعض من أطماع أعضاء اليمين المتطرف فى الحكومة الاسرائيلية، الذين يرون أن اللحظة الراهنة فرصة لتحقيق هدفهم الذى طال انتظاره بضمّ الضفة. ومع حلول الانتخابات الإسرائيلية العام المقبل، قد يرى نتنياهو فرصة فى القيام بشىء ما فى هذا الشأن لجذب مؤيديه المتشددين. فى الوقت نفسه تحاصر إسرائيل العزلة الدولية بعدما حولتها الجرائم التى ترتكبها فى غزة لدولة منبوذة، كما تصفها وكالة «الأسوشيتد برس» التى قالت إن الدول الغربية تشعر بغضب شديد تجاه إسرائيل، وهو ما عبرت عنه بالاعتراف بدولة فلسطينية. والتفكير فى اقتصادية ودبلوماسية على تل أبيب. وأمام احتمالات انسحاب عدد كبير من الوفود المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من الجلسة التى سيلقى فيها نتنياهو كلمة إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مكتب رئيس بنيامين نتنياهو، من جيش الاحتلال تركيب مكبرات صوت ضخمة فى المناطق المأهولة فى قطاع غزة لبث خطابه أمام الأممالمتحدة. وفى السياق، يتزايد احتمال المقاطعة الرياضية والثقافية حول العالم، حيث شعر السياح الإسرائيليون بعدم الترحيب فى بعض الدول. بينما يدرس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا»، تعليق مشاركة إسرائيل فى مسابقات كرة القدم الأوروبية، بعد تأييد أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية الاستبعاد. وهذا يعنى أن المنتخب الإسرائيلى لن يشارك فى تصفيات كأس العالم، وسيتم استبعاد «مكابى تل أبيب» من الدورى الأوروبى. فى الوقت نفسه، تسعى إدارة الرئيس ترامب لمنع «الفيفا» من تعليق عضوية إسرائيل فى المنظمة قبل كأس العالم 2026. يضاف لذلك إلغاء العديد من صفقات الأسلحة مع إسرائيل وعمليات سحب الاستثمارات التى تقوم بها صناديق سيادية كالنرويج، إيرلندا، الدنمارك، وهولندا التى أعلنت بيع استثمارات مرتبطة بشركات إسرائيلية. وتصاعد حملات المقاطعة «BDS» أكاديمياً أو اقتصادياً حول العالم وتعرض شركات عالمية لضغوط لوقف التعاون مع إسرائيل. كما أعلنت شركة البرمجيات والتكنولوجيا الأمريكية مايكروسوفت تعطيل بعض الخدمات التى تستخدمها وحدة تابعة للجيش الإسرائيلى، وذلك بعد مراجعة داخلية خلصت إلى وجود أدلة أولية تدعم تقارير إعلامية عن استخدام تقنياتها فى عمليات مراقبة واسعة للاتصالات الهاتفية الخاصة بالفلسطينيين. ورغم ان امريكا تظل الداعم الوحيد لإسرائيل، إلا أن هذا الدعم آخذًا فى التآكل على المستوى الشعبى حيث أظهرت استطلاعات الرأى أن حوالى نصف الأمريكيين يرون أن الرد الإسرائيلى على غزة «تجاوز الحد». كما أظهر استطلاع آخر أن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقارنة ب 6٪ فقط يتعاطفون مع إسرائيل. ووجد الاستطلاع نفسه انقسامًا بين الجمهوريين، حيث أظهر الشباب دعمًا أقل بكثير لإسرائيل.