إعصار الاعتراف بالحق الفلسطينى مستمر، حتى الآن 159 دولة اعترفت رسمياً بالدولة الفلسطينية تمثل أكثر من 80٪ من دول العالم. لم يتبق إلا أقل من 35 دولة لم تعترف معظمها بمشروعية قيام الدولة الفلسطينية لكنه - لعوامل داخلية خاصة أو لضغوط خارجية نعرف مصدرها جيداً- يؤجل الاعتراف الرسمي. وهو موقف لن يصمد كثيراً أمام استمرار الإجرام الإسرائيلى من ناحية وإيمان الشعوب بالحق الفلسطينى العادل من ناحية أخري. ولاشك أن إعصار الاعتراف بالحق الفلسطينى سيمضى فى طريقه،وأن ما يحدث الآن لن يترك مجالاً أمام أى دولة للفرار من مسئوليتها والاستمرار فى التهرب من الاعتراف المستحق بالدولة الفلسطينية الذى لم يعد قابلاً للتأخير أو للمساومة!! إسرائيل نفسها تدرك أن طريق الاعتراف بدولة فلسطين لا رجعة فيه، وأنها - فى النهاية- لن تستطيع مواجهة العالم بأكمله خاصة بعد أن أصبحت موضع تساؤل داخل الولاياتالمتحدة نفسها وبعد أن أصبح غالبية الأمريكيين يرونهاعبئاً ثقيلاً تذهب إليه أموال دافع الضرائب الأمريكى لكى يستمر فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين.. ومع ذلك، وفى ظل سيطرة الجنون الإسرائيلى على الكيان الصهيونى يختفى أى صوت للعقل ولا يجد العالم أمامه إلا زعماء عصابات الإرهاب يهددون بالمزيد من الإبادة والقتل وإشهار أسلحة التهجير القسرى فى غزة والضم والتهويد فى الضفة وكأنهم لا يدركون أنهم بذلك يتعجلون السقوط مثل أى نظام فاشى أو أى احتلال عنصرى يوغل فى الانحطاط وفى الجريمة!! ما تفعله إسرائيل فى مواجهة العالم الذى يصحح أخطاءه وهو يعترف بالدولة الفلسطينية يعطى الأولوية الكاملة لترجمة هذا الاعتراف إلى فعل مسئول يوقف العربدة الإسرائيلية التى تريد أن تقتل كل حياة على أرض فلسطين لتغلق الطريق أمام الحل العادل وتفرض الأمر الواقع على الجميع. مسئولية دول العالم أن تفرض إنهاء حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال وأن تحمى السلطة الفلسطينية وتؤكد لإسرائيل أنها الآن تواجه دولة ذات سيادة تضم غزة والضفة والقدس المحتلة، وأن عليها أن تدرك عواقب أى اجراءات تمس هذه الدولة من سلطة احتلال آن له أن ينتهى للأبد. الأمر الواقع - الذى تحب إسرائيل دائماً الحديث عنه - يقول إن دولة فلسطين قد قامت، وأن الاعتراف الرسمى بها دولة كاملة العضوية فى الأممالمتحدة لايعوقه الآن إلا «الفيتو» الأمريكى فى مجلس الأمن وهو ما تراهن عليه إسرائيل. لكنه رهان لن يدوم طويلاً «!!» ولن يمنع دول العالم من ترجمة اعترافها بالدولة الفلسطينية إلى قرارات فاعلة توقف المذابح فى غزة وتفرض إنهاء حرب الإبادة وتضع حداً لاحتلال لم يعد له مكان فى دولة مستقلة تتعمد بالدم الفلسطينى وأغلى التضحيات، وتقوم بالحق المشروع وليس على سبيل المكافأة كما يزعم مجرمو الحرب الإسرائيليون وهم على حافة السقوط الأخير!!