في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أعلن فيه عن فرض عقوبات على إسرائيل، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن أسفه لعدم امتلاكه أسلحة نووية، لأنه لم يتمكن من استخدامها لتهديد إسرائيل ووفقًا لما نشرته صحيفة «التليجراف» أن السير كير ستارمر أو أي عضو في الحكومة البريطانية لم يهدد إسرائيل حتى الآن بكارثة نووية. لكن كل أسبوع يُظهر مثالًا جديدًا على كيفية معاملة إسرائيل كدولة معادية، خاصةً في ظل حكم حزب العمال، وأفاد مصدر موثوق ل «التليجراف» بأنه بدءا من اليوم فإن الكلية الملكية للدراسات الدفاعية لن تقبل بعد الآن طلاباً من إسرائيل، وهي المرة الأولى التي تمنع فيها الإسرائيليين منذ أن تأسست دولتهم عام 1948. ► اقرأ أيضًا| زلزال سياسي في هولندا| خلاف حول إسرائيل يطيح بالائتلاف الحاكم وكما قال أمير بارام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية «الذي درس في الكلية»، في رسالة إلى وزارة الدفاع البريطانية، فإن الحظر المفروض على الإسرائيليين هو «عمل مشين للغاية ينم عن خيانة لحليف في حالة حرب» و«قطيعة مخزية مع تقليد بريطانيا العريق في التسامح واللباقة». لعقود من الزمان، كانت إسرائيل حليفاً رئيسياً للمملكة المتحدة والعكس صحيح وكان هناك تعاوننا العسكري مكثفاً، بما يعود بالنفع الهائل على البلدين، وكانت المخابرات الإسرائيلية محورية في منع الهجمات الإرهابية في بريطانيا. ولكن في حين لم يتم الإعلان رسمياً، من الواضح أن الحكومة قررت منذ اليوم الأول أن عقود التحالف قد انتهت الآن. ► اقرأ أيضًا| وزير دفاع ترامب يطيح بمدير استخبارات ومسئولين كبار بالبنتاجون منذ بداية توليها السلطة، لم تعامل الحكومة إسرائيل كحليف يخوض حرباً بالوكالة نيابة عن الغرب لهزيمة الإرهاب الإسلامي، بل كدولة مارقة يجب معاقبتها. ففي غضون أسابيع، أعادت تمويل دافعي الضرائب البريطانيين للأونروا، وهي هيئة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة التي ورد أن بعض موظفيها شاركوا في هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023. ومنعت تصدير بعض الأسلحة إلى إسرائيل وأيدت مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق. والأكثر من ذلك أنه في يوليو، تعهد السير كير ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ما ترجم بأنه مكافأة لحركة حماس الإرهابية على هجمات ال7 من أكتوبر، ورفضاً صريحاً لجعل هذا الاعتراف مشروطاً بالإفراج عن الرهائن المتبقين. من الصعب التفكير في أكثر مما يمكن أن تفعله الحكومة للإشارة إلى أنها تعتبر إسرائيل دولة يجب معاقبتها، ربما باستثناء اتخاذ خطوة أبعد من رئيس الوزراء الإسباني وتهديد إسرائيل فعلياً بالأسلحة النووية إذا لم تتخل من جانب واحد عن عمليتها العسكرية لتدمير حماس. يوضح موقع الكلية الملكية للدراسات الدفاعية أن الحكومة لم تعد تعامل إسرائيل كحليف، حيث ينص على: «نحن نقدم تدريباً مكثفاً لحلفائنا الدوليين»، وبما أن الإسرائيليين لم يعودوا موضع ترحيب، فمن الواضح أنهم لم يعودوا يُنظر إليهم كحلفاء. ►حزب «ريفورم» يهدد حزب العمال لا ينبغي أن يكون أي من هذا مفاجئاً، وسنرى المزيد من الشيء نفسه حيث ينصب الكثير من الاهتمام على كيفية تعرض حزب العمال للتهديد من حزب «ريفورم»، ولكن لم يتم إيلاء اهتمام كافٍ للجانب الآخر من هذا الحصار الذي تسبب في كوابيس لحزب العمال: - التهديد من بعض المرشحين المسلمين، هناك 37 دائرة انتخابية يزيد فيها عدد السكان المسلمين على 20%، وفي 73 دائرة أخرى يتراوح عدد السكان المسلمين بين 10 و20%. - انخفاض تصويت حزب العمال بأكثر من 14% في انتخابات العام الماضي مقارنة بعام 2019 في تلك الدوائر التي تجاوز فيها عدد السكان المسلمين 15%. ► اقرأ أيضًا| مصطفى الفقي: السيسي استخدم كلمة «العدو» في قمة الدوحة مع تمسكه بالسلام وأختتم التقرير بأن ما يقود سياسة حزب العمال تجاه إسرائيل، على أقل تقدير إنها سياسة متهورة وعلى الرغم من أن إسرائيل ليست بحاجة حقيقية لأي من الأسلحة التي تشتريها من المملكة المتحدة أقل من 1% من إنفاقها على الأسلحة إلا أن العكس ليس صحيحاً. يذكر أن الجيش البريطاني يعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا الدفاع الرائدة عالمياً على حد قوله التي توفرها إسرائيل، وأن حزب العمال يضع كل ذلك في خطر من خلال خوفه من الناخبين المدفوعين بعدائهم لإسرائيل.