عندما يتكلم الورق لابد أن تكتب الحقيقة بمداد الفخر، و الحقيقة هنا هى القاعدة الذهبية لمبدأ المعاملة بالمثل ، لابد أن نعتبرها من القواعد الراسخة التى تحكم العلاقات الإنسانية أيضاً وليست الدبلوماسية فقط، حقاً أنها قاعدة تساوى قيمتها كنزاً. حيث تقوم على فكرة أساسية مفادها أن السلوك أو الإجراء الذى يصدر من طرف، يُقابَل بإجراء مماثل من الطرف الآخر. فى حياتنا اليومية العادية، يبرز هذا المبدأ فى صور متعددة؛ فالتعامل بالاحترام يولّد احترامًا، والمساعدة غالباً ما تستجلب رداً بالمثل. وهو ما يجعل المعاملة بالمثل أداة لضبط السلوك الإنسانى وإرساء قيم التوازن والعدالة بين الأفراد. أما على مستوى العلاقات الدولية، تعد تلك القاعدة الذهبية مبدأ هاماً جداً لإحدى الركائز الهامة فى إدارة الملفات الدبلوماسية والتجارية. فالدول تبنى سياساتها تجاه بعضها البعض بناءً على هذا التصور. على سبيل المثال ما حدث فى أمريكا و الصين حول زيادة الرسوم الجمركية ، لذلك أجمع خبراء القانون الدولى أن تطبيق المعاملة بالمثل يسهم فى تعزيز مبدأ العدالة. ويضمن عدم استغلال طرف لآخر ، وأن ذلك المبدأ ليس مجرد آلية قانونية أو سياسية ، بل هو انعكاس لقيمة أخلاقية راسخة. كما أن استقرار العلاقات الدولية يتوقف بدرجة كبيرة على احترام هذا المبدأ . وفى النهاية، تبقى الحقيقة هى أن مبدأ المعاملة بالمثل قاعدة ذهبية تذكر الدول والأفراد على حد سواء بأن الاحترام والتوازن أساس لبناء علاقات مستقرة ومستدامة.