الشعوب العربية والإسلامية تنتظر من القادة والزعماء المشاركين فى القمة قرارات فعالة مؤثرة خاصة من الدول التى لها علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع إسرائيل. الشارع العربى والإسلامى يغلى رافضا الممارسات الإسرائيلية القذرة ضد الشعب الفلسطينى؛ ولهذا يتطلع بفارغ الصبر لنتائج وقرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة التى تنعقد غداً فى العاصمة القطريةالدوحة بدعوة من الشقيقة قطر ويسبقها اليوم اجتماع وزراء الخارجية للتباحث بشأن العدوان الإسرائيلى على قطر يوم الثلاثاء الماضى والذى استهدف قادة حماس المجتمعين لبحث مقترح الرئيس الأمريكى ترامب لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات ووقف الحرب فى غزة وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.. وحسب ما أعلنت قطر فإن القمة مدعوَّة لصياغة رد موحد وتحديد طبيعة الإجراءات التى سيتم اتخاذها.. ومن هنا جاءت الآمال الواسعة التى علقها العرب والمسلمون على هذه القمة لأنها إذا انتهت «كالعادة» بقرارات تشجب وتدين العدوان الإسرائيلى على قطر وتطالب باتخاذ موقف دولى داعم للقضية الفلسطينية ولسيادة الدول العربية بالمنطقة خاصة أن قطر وسيط نشط فى عملية السلام واستضافتها لقادة حماس تمت بطلب من الولاياتالمتحدة وموافقة إسرائيلية ومن غير المتصور أن يكون هذا جزاؤها ولهذا أكدت أنها ستعيد النظر فى دورها كوسيط لكنها لن تتخلى عن دعمها للفلسطينيين. الشعوب العربية والإسلامية تنتظر من القادة والزعماء المشاركين فى القمة قرارات فعالة مؤثرة خاصة من الدول التى لها علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع إسرائيل، قرارات تؤثر فى مصالح إسرائيل وتؤكد لها أنها لو استمرت فى سياستها الرافضة لقيام دولة فلسطينية مستقلة واعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة خاصة بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول بأغلبية 142 دولة على قرار يؤيد إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين طبقا للمؤتمر الذى سيعقد لهذا الغرض فى 22 سبتمبر الحالى بنيويورك برئاسة السعودية وفرنسا.. لو استمرت إسرائيل على موقفها هذا فهى خاسرة لا محالة لأنه من غير المتصوَّر أن تعادى دولةٌ العالمَ كله وتقف فى وجه الحق والعدالة والإنسانية إلى ما لا نهاية. أعود إلى الاعتداء الجبان والعمل الخسيس الذى قامت به إسرائيل ضد قطر يوم الثلاثاء الماضى والحمد لله أن محاولتها اغتيال قادة حماس قد فشلت بسبب توجههم لأداء صلاة العصر وترك هواتفهم المحمولة فى غرفة الاجتماعات فاختلط الأمر على جهاز المخابرات الإسرائيلى وتصوروا أنهم ما زالوا فى الاجتماع.. ومع ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مصر حذرت قطر من احتمال وقوع هذا الهجوم ما يعنى أن المخابرات المصرية مخترقة المخابرات الإسرائيلية ودوائر صنع القرار. الأهم فى هذه القصة التحذير الذى نقلته مصر إلى إسرائيل عبر الولاياتالمتحدة وأذاعته هيئة البث الإسرائيلية ومفاده أنه إذا أقدمت إسرائيل على استهداف أى قيادات لحركات المقاومة الفلسطينية على أراضيها فإن النتائج ستكون كارثية.. وإسرائيل تعلم جيدا أن مصر جادة تماما فى هذا التحذير. من ناحية أخرى أكد مسئول أمنى رفيع المستوى فى إسرائيل أن مصر قررت تقليص التنسيق الأمنى مع إسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلى على الدوحة مما أربك حسابات الإسرائيليين تماما لأن التنسيق الأمنى كان البند الوحيد المتبقى من اتفاقية السلام بين البلدين بعدما وصلت العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهما لأدنى مستوياتها وإن دل هذا على شيء فإنما يؤكد قوة مصر وقدرتها على اتخاذ القرارات السليمة فى الوقت المناسب. على صعيد آخر دعا الرئيس الأمريكى ترامب الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى رئيس وزراء قطر لمأدبة عشاء فى برج ترامب بنيويورك مساء أمس الأول وصفه حمد المفتاح نائب رئيس بعثة قطر فى واشنطن بأنه عشاء رائع بينما لم يقدم البيت الأبيض أية تفاصيل.. وكان ترامب قد أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلى عبر فيه عن استيائه من الهجو م الإسرائيلى على قطر وسعى إلى طمأنة القطريين بأن هذا الهجوم لن يتكرر رغم أن مندوب إسرائيل فى مجلس الأمن قال بكل تبجح: «على قطر أن تنهى إقامة قيادات حماس على أراضيها وإلا سنفعلها نحن»!! تهديد يتناقض تماما مع وعد ترامب يجعلنا نتساءل: «من نصدق؟!».