وسط تصعيد غير مسبوق على الجبهة الأوروبية، كشفت مجلة «تايم» الأمريكية، عن أخطر انتهاك جوي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما أعلنت بولندا إسقاط عشرات الطائرات الروسية المسيّرة التي اخترقت مجالها الجوي ليل الثلاثاء الماضي. وصفت وارسو الحادثة بأنها تهديد مباشر، بينما أثارت ردود فعل أمريكية وأوروبية حادة، حيث علّق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بلهجة تحذيرية على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" قائلاً: "ما بال روسيا تنتهك المجال الجوي البولندي؟ ها قد بدأنا!". ودفعت التطورات، حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى مشاورات عاجلة وسط تحذيرات مُتزايدة من اقتراب الصراع من لحظة خطيرة قد تهدد أمن أوروبا بأكملها. اقرأ أيضًا| أخطاء ترامب العشر الكبرى في السياسة الخارجية.. تصفية طوعية لمكانة أمريكا ترامب يعلّق بحدة أفادت مجلة "تايم" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب كان أول من علّق على الحادثة، محذرًا من تداعياتها. وكتب ترامب عبر "تروث سوشيال": "ما بال روسيا تنتهك المجال الجوي البولندي بطائرات مسيرة؟ ها قد بدأنا!"، وأكد السفير الأمريكي لدى "الناتو" ماثيو ويتاكر، تضامن بلاده الكامل مع وارسو، قائلاً: "إننا سندافع عن كل شبر من أراضي الحلف". موقف بولندا كشف رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك أمام البرلمان أن بلاده أسقطت 19 طائرة مسيرة روسية اخترقت الأجواء البولندية مساء الثلاثاء، مُشددًا على أن أي طائرة شكلت تهديدًا مباشرًا جرى إسقاطها فورًا. واعتبر توسك، أن هذه الحادثة ترفع مستوى الخطر إلى درجة غير مسبوقة، قائلاً: "إن احتمال اندلاع صراع كبير أصبح أقرب من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية". نفي روسي وتشكيك في المقابل، نفى القائم بالأعمال الروسي في وارسو، أندريه أورداش، أن تكون المسيّرات روسية الأصل، مُؤكدًا أن بولندا لم تقدم أي دليل. كما أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا على "تيليجرام" أوضحت فيه أن مدى الطائرات المستخدمة ضد أهداف أوكرانية لا يتجاوز 700 كيلومتر، وهو ما يجعل تجاوزها الحدود البولندية أمرًا "مستبعدًا"، وأبدت موسكو استعدادها لمناقشة الحادث مع الجانب البولندي. اقرأ أيضًا| بعد ربع قرن.. مبتكر نظرية العقوبات يقر بعجزها عن كبح روسيا رد الخارجية الروسية أعلنت وزارة الخارجية الروسية، تأييدها لبيان وزارة الدفاع الروسية، مؤكدة أن بولندا "تروج لخرافات" تهدف – على حد وصفها – إلى تأجيج الأزمة الأوكرانية، ورفضت موسكو أي اتهامات مباشرة، معتبرة أن موقف وارسو يهدف لجرّ الناتو نحو مواجهة مفتوحة. بينما صرح توسك، بأنه طلب رسميًا من الحلف تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو، التي تسمح بالتشاور عند وجود تهديد لأمن أي عضو. وأكد الأمين العام مارك روته، أن "انتهاك الأجواء البولندية ليس حادثًا معزولًا"، معلنًا أن قوات من ألمانيا وإيطاليا وهولندا شاركت في التصدي إلى جانب مقاتلات "إف-16" البولندية، وأضاف: "الحلفاء عازمون على الدفاع عن كل شبر من أراضيهم". مواقف دولية أوضح روته، أن ما جرى يعكس أهمية تعزيز القدرات الدفاعية للحلف، مؤكدًا أن القمة الأخيرة في لاهاي شددت على ضرورة زيادة الاستثمار العسكري والإنتاج الدفاعي، وأدان استمرار روسيا في "شن حرب هجومية ضد أوكرانيا تستهدف المدنيين والبنية التحتية"، على غرار استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. وصف الاتحاد الأوروبي الحادث بأنه "أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية". وأكدت رئيسة وزراء إستونيا، كايا كالاس أن ما جرى يمثل "تصعيدًا خطيرًا". أما الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي فكشف أن قواته أبلغت وارسو بتحركات المسيّرات الروسية مسبقًا، مشيرًا إلى أن التعاون بين كييف وحلفائها في تبادل المعلومات يتوسع يومًا بعد يوم. من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ما جرى في بولندا بأنه "فظيع ووحشي"، مُتعهدًا بمواصلة الضغط على روسيا ضمن إطار "تحالف الراغبين". وكانت باريس قد استضافت قبل أيام اجتماعًا لهذا التحالف، حيث تعهدت 26 دولة بنشر قوات في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية بحسب مجلة «تايم» الأمريكية لتعمل ك"قوة طمأنة" ضد أي تهديد روسي مُستقبلي. اقرأ أيضًا| تحليل غربي يحذر: روسيا قد تنقل معركتها لقلب أوروبا إذا توقف النزاع مع أوكرانيا